ينظر الله سبحانه إلى قلوبنا، وإلى أعمالنا بغض النظر عن توصيف دياناتنا فى هوياتنا.. أعرف مسلمين لا يركعونها وأعرف منهم من ينكر الحساب.. وأعرف منهم من يقترف كثيراً من الموبقات.. وكثيرون مظهرهم عكس جوهرهم!! كما أعرف من المسيحيين من هو بعيد تماماً عن تعاليم السيد المسيح.. وأعرف منهم من يعمل الصالحات، ومن تفيض عيناه من الدمع وهو يتحدث عن الله وعظمته سبحانه.. انظروا إلى مجتمعنا الذى ندعى أنه متدين، واسألوا أنفسكم ما كل هذا الفساد المحيط بنا؟! ما مدى الغش والرشوة والقذارة والظلم والقهر والنفاق؟! هل هذا هو نتاج التدين الصحيح؟.. ولقد عجبت لمن اعتقد من المسلمين أنهم لكونهم يحملون صفة مسلمى الديانة ويقولون بشفاههم «لا إله إلا الله» فهم فقط أصحاب الجنة!! متناسين أن الإيمان والعمل الصالح هما السبيل، ولنتذكر قوله تعالى فى سورة البقرة: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وقوله تعالى فى سورة الحج: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد).. أليس فى ذلك دليل على أن الله لم يحرم أصحاب الديانات الأخرى من رحمته وثوابه وأنه سيفصل فيما بينهم من خلافات؟! حاتم فودة