معاناة لا تنتهي يتكبدها أهالي المرضي في الحصول علي كيس دم لمريضهم الذي يصارع الموت ويحتاج إلي قطرة دم, بعد إعلان بنوك الدم بمحافظة الدقهلية إفلاسها, ويظل أهل المريض كعب داير علي كل بنوك الدم بمستشفيات جامعة المنصورة أو بنك الدم بالشيخ حسانين التابع لوزارة الصحة أملا في الحصول علي كيس دم بأي مبلغ مالي, وهو ينطبق علي الباحثين عن البلازما ومشتقات الدم. وأمام أحد مستشفيات المنصورة وقفت وهيبة محمد44 عاما ربة منزل حائرة وقالت والدتي مريضة وتحتاج لنقل دم نظرا لإصابتها بالفشل الكبدي, وكثيرا ما يطلب منا الأطباء توفير البلازما أو الدم للتعويض, وعلي مدي ثلاث سنوات نواجه هذه المشكلة, فأنا أبحث منذ3 أيام عن كيس دم, وعلي الرغم من أن فصيلتها متوافرة فإنني لم أجده لأن مسئولي بنوك الدم يقولون إنه لا يتوافر لديهم, وفي حال توافر الكيس فإنني أقوم بشرائه من البنك. وتابعت وفاء علي موظفه قائلة بحثت في جميع بنوك الدم بالمنصورة عن فصيلة دم شقيقتي و هي(O) سالب ولم أجدها مطلقا, والمشكلة تكمن في صعوبة الحصول علي متبرعين لديهم نفس الفصيلة, وفي حال وجود الفصيلة بأحد المستشفيات سواء بالصحة أو بالجامعة فإنهم يرفضون إعطائي كيس الدم إلا بعد تبرع بعض من ذوي المريض بدمائه مقابل ذلك, وهذه مشكلة أخري لأننا لا نجد من يوافق علي التبرع بالدم. وأضافت: نلجأ لشراء الدم بمبالغ مالية تفوق قدرتنا تصل إلي011 جنيهات كحد أدني ونحتاج إلي أربعة أكياس لشقيقتي كل02 يوما, ونضطر للجوء للمساجد ونطلب من شيخ المسجد أن يذيع بميكروفونات المساجد عن فصيلة الدم وإن لم تتوافر الفصيلة نبحث عن متبرع من أي فصيلة أخري ونقوم بتبديل الكيس مع بنك الدم بكيس من فصيلة المريض. وتشير سامية السيد, أحد أهالي المرضي الموجودين أمام بنك الدم الإقليمي إلي أن بنك الدم غير متوافر به كيس لزوجها وقالت ذهبت لعدة مستشفيات للحصول علي كيس دم, ولكنهم, جميعا يرفضون لأن المريض محتجز بمستشفي الباطنة التخصصي, وليس محتجزا لديهم, ومستشفي الباطنة تقول إن الفصيلة غير موجودة لديها وتطلب متبرعين وأنا من محافظة أسيوط وليس لي أي أقارب بالمنصورة, وهو ما يعرض حياة زوجي المريض للخطر من أجل قطرة دم. وداخل بنوك الدم قال أحد المسئولين: إننا لا نجد المتبرعين كما كان الحال في الأعوام السابقة, وهو ما ينعكس علي توافر أكياس الدم بالبنوك, خاصة إن هناك فصائل غير متوافرة ونادرة مثل(o سالب), ونعجز عن توفيرها, ولكن إن توافرت لدينا فصائل الدم فنحن نصرفها للمريض بشرط أن يكون معه تذكرة تفيد باحتجازه داخل أحد المستشفيات الحكومية, موضحا أن الشباب أصبح يحجم عن التبرع بالدم لخوفهم من سرقة أكياس الدم وبيعها بأسعار باهظة, مطالبا الشباب بأن يتبرعوا بدمائهم لأنها تنقذ حياة المرضي. فيما قال الدكتور محمد حسن طبيب تواجه بنوك الدم في مستشفيات محافظة الدقهلية عجزا في أكياس الدم, بسبب سيطرة بنوك الدم الرئيسية عليها وانتشار ظاهرة بيع الدم وإحجام الناس عن التبرع, وتجاهل مسئولي الصحة لهذه الأزمة. فيما أكد الدكتور إبراهيم الزيات, رئيس اللجنة العليا لأطباء الدقهلية أن السبب الرئيسي لعدم توافر الدم هو عدم وجود تحاليل طبية علي مستوي عال, ما يتسبب في نقل الأمراض. وقال الزيات: إن أكثر ما نعانيه هو البحث عن فصيلة دم نادرة, وقد يموت المريض أمامنا ولا نستطيع إنقاذه, وطالبنا كثيرا بحل تلك الأزمة وقمنا بتنظيم حملات للتبرع بالدم من الأطباء للمرضي, ولكن يظل إهمال وتجاهل المسئولين, هو السبب في تفاقم الأزمة, وخاصة مع انعدام الرقابة. وتوضح ناهد الوكيل متطوعة بإحدي الجمعيات الخيرية أن نقص الدم في المنصورة و التي تعد عاصمة الطب ليس بسبب عزوف الشباب عن التبرع فقط, ولكن هناك أسبابا أخري ومنها تعليمات وزارة الصحة, وتحديدا من الإدارة العامة لشئون الدم ومشتقاته والتي أدت إلي إغلاق عشرة بنوك للدم بمحافظة الدقهلية وتقليص بنوك الدم الإقليمية علي مستوي الجمهورية إلي تسعة بنوك, بما ينذر بكارثة وذلك بعد حرمان آلاف المرضي والمصابين في الحوادث من الاستفادة بالدم من هذه البنوك مما يؤدي إلي وفاة أكثر المصابين بالحوادث. ويضيف حلمي السيد موظف بأحد المستشفيات أن إغلاق بنوك الدم بالدقهلية قد أوجد نوعا جديدا من تجارة الدم التي انتشرت بصورة مرعبة من خلال الأبواب الخلفية, حيث يتم الآن سحب أكياس الدم بالمعامل المرخصة وغير المرخصة وكذلك المنازل مما قد يؤدي إلي انتشار الأمراض الفيروسية بين المرضي والأهالي وذلك من خلال( قرب الدم الفارغة) التي يتم بيعها بمحلات المستلزمات الطبية, وأخيرا وليس آخرا هل يتدخل اللواء محافظ الدقهلية وذلك للتنسيق وعرض حجم الكارثة علي وزير الصحة والسكان وذلك للعمل علي إعادة فتح بنوك الدم بالمستشفيات مرة أخري حتي تعود عمليات التبرع بالدم إلي سابق عهدها وذلك حفاظا علي أرواح المرضي والمصابين بنطاق مستشفيات المحافظة؟!