تطلعت إلي وجهها في المرآة وهي تتفقد ملامحها بعدما أعتراها الهم وخيال الأيام الساري كالطيف يمر أمام بعينها وبات حلم الزواج يغازلها ويتوشحها الخوف والقلق من المستقبل و شبح العنوسة يطاردها وكلام الناس من حولها يقع علي أذنيها كالسياط الحارق. فعندما طرق إيهاب باب منزلهم ليتقدم لخطبتها أخضرت الحياة في بينها وشعرت أن السعادة في طريقها إليها وسرعان ما وافقت أمل التي تعدي عمرها ال35 عاما علي عريس الغفلة الذي لايوجد تكافؤ بينهما في المستوي التعليمي فهي تعمل مدرسة وهو يعمل ميكانيكي ولكن كل ما كان يشغل بالها في ذلك الوقت يوم الزفاف الذي طالما حلمت به والفستان الأبيض الذي سترتديه مرة في العمر. بدأت أمل تقدم له التنازلات ولأن إمكانياته المادية لاتؤهله للزواج إلا بعد ثلاث سنوات وافقت علي أن تقوم بتجهيز عش الزوجية كاملا وتقوم بتشطيب الشقة التي يمتلكها إيهابعلي نفقتها الخاصة بموجب قرض شخصي من أحد البنوك بضمان راتبها حتي لاتطيل من عمر الخطبة وتمضي سنوات أخري من عمرها دون زواج. وعادت أمل تتنفس الصعداء بعدما زال هم العنوسة وعاشت أجمل ثلاثة أشهر في عمرها وكأنها في الجنة وشريك حياتها يغرقها في كلامه المعسول, ولكن سرعان ما إنقلبت الأمور عندما وقعت عيناها علي شريط مخدر ترامادول سقط من بين متعلقات زوجها وهي تعيد ترتيب ملابسه وبدأت تتشكك في سلوكه فواجهته ولكنه نجح في إقناعها بأنه مجرد علاج يتناوله بسبب معاناته من مشكلة في الظهر كمجرد مسكن. وبدأ الصمت الممزوج بالحزن يسيطر علي أمل كإمرأة عجوز تعبت من صخب الحياة ولا تدري ماذا تفعل,حتي علمت بخبر حملها فزادت حيرتها بين سعادتها كآم لطفلها الأول وبين خوفها علي طفلها من أن يذوق المر علي يد أبيه المدمن فما كان لديها سوي الإرتماء في أحضان أبيها ومصارحته بما يحدث. وبعد عدة محاولات فاشلة من قبل والد أمل لإقناع زوجها باللجوء إلي العلاج من مشكلة الإدمان والبحث عن عمل حتي وضعت أمل طفلها الأول وقام إيهاب بزيارتها في بيت أهلها لرؤية طفلته محاولا إصلاح العلاقة بينهما وإعادة المياه إلي مجراها وبالفعل عادت معه إلي منزلها محاولة تناسي ماحدث بعد حزمة من الوعود التي أبرمها علي نفسه لكي يفتح معها صفحة جديدة ويغير من حاله, ولكن بعد مرور شهر واحد عاد الحال كما هو عليه وبدأ يدخن الحشيش في المنزل وأمام أعينها, فطلبت منه الطلاق بعدما تأكدت من إستحالة العشرة وصار النفور والكراهية بينهما بعد إساءته لها وسبها هي وأهلها والإعتداء عليها بالضرب, فأقامت دعوي طلاق رقم1599 لسنة2014 ودعوي نفقة زوجية وصغير رقم1598 لسنة2014 وجنحة تبديد منقولات لانه رفض إعطائها مستحقاتها. ورغم ذلك لم يحترم الزوج رغبة زوجته والعشرة التي جمعتهما وقام بإرسال رسائل تهديد لزوجته علي هاتفها المحمول تحتوي علي عبارات تهديدية للإنتقام منها وإلقاء مياه نار علي وجهها وهي في طريقها إلي العمل بجانب تهديدها بخطف طفلتها محاولا إرهابها لكي تتنازل عن دعواها ضده, وأصبحت أمل تتردد علي المحاكم بحثا عن حقها هي وإبنتها وتحولت حياتها إلي جحيم بعدما ظلت أنها تخلصت من شبح العنوسة لتدخل في نار الانفصال!.