دق جرس المنبه, استدار لإسكاته. البرد قارص, ما أحلي الفراش الدافئ. كانت ليلة شديدة البرودة لدرجة أنه وربما للمرة الأولي أغلق باب الحجرة قبل النوم مستجلبا مزيدا من الدفء. حاول الاستمتاع قليلا بإحكام الغطاء عليه لكنه تذكر ما وراءه. قام متثاقلا ليبدأ برنامجه اليومي, تأخر قليلا بدورة المياه الملحقة بحجرته. خرج إلي المطبخ, سأل عنه, عرف أنه غادر. لم يقل لي صباح الخير كالمعتاد. وجد باب الحجرة مغلقا فظن انك مازلت نائما فآثر الا يقلقك. تناول افطاره, ارتدي ملابسه, غادر إلي العمل. في الطريق رن جرس المحمول وسمع اسمه يتردد قلق. مد يده بسرعة, سحب المحمول فقرأ اسمه عليه. بلهفة رد. جاءه صوته ضحوكا حنونا: كل سنة وأنت طيب يا جدو النهاردة عيد ميلادك أجمل كل سنة وأنت طيب سمعتها يا حبيبي. هدية جالسا معالجا وحدته بسماع معشوقته, دخل عليه قائلا: جدو أنا عايز من حضرتك فلوس. ليه يا حبيبي. بكرة طالع رحلة مع ماما وهانزور خان الخليلي وسمعت ان فيه حاجات حلوة كتير. أعطاه ما طلبه. منتظرا عودتهما, مستمعا إلي أغنية أخري لمعشوقته. وصلا بسلامة الله. وضع ما أحضره أمامه: شفت يا جدو اللي جبته. حلو يا حبيبي, وايه بقي اللي ملفوف ده علي جنب. دي هدية ليك يا جدو. يا حبيبي أنا اديتك الفلوس عشان تشتري اللي انت عايزه, واللي يفضل تحوشه. أصر يشتريلك هدية واختارها بنفسه قالت ابنته. فك اللفافة, لم يتمالك نفسه, أخذه في حضنه محاولا حبس دموع كادت أن تسقط كانت ماج عليه صور لأم كلثوم قبله وشكره كثيرا علي هديته, وشكر مولاه علي حفيده الهدية. محمد أمين محرم