ونحن نقترب من نهاية العام يبدو الحسم بعيدا عن الملفات الرئيسية التي تشغل بال الرأي العام العالمي وإذا أردنا الدقة فإننا نتحدث تحديدا عن ثلاث قضايا هي شبح الأزمات المالية والإرهاب والسلام.. وإذا كانت الولاياتالمتحدة قد استطاعت أن تقلل من أعراض الأزمة التي عصفت بكبريات المؤسسات والكيانات الاقتصادية العملاقة فإن الوقت لا يزال مبكرا للادعاء بالتوصل إلي العلاج النهائي وإنما يمكننا الحديث عن زيادة نسبة المناعة بشرط عدم التعرض لهزة عنيفة قد تؤدي هذه المرة الي انهيار تام لن يوقفه أي تدخل مهما كان حجمه وتمويله.. فضلا عن ذلك فان المرض قد انتقل إلي بلدان اخري في اوروبا وخارجها ورأينا عمليات انقاذ للاقتصاد اليوناني والبرتغالي وهاهو الشتاء القارس يرفع أسعار النفط ليقترب من مائة دولار للبرميل الواحد مما سنعكس أثره سلبيا علي اقتصاديات العالم وأوروبا تحديدا.. ولايزال الجدل مستمرا حول الوصفات المتبعة للانقاذ المالي سواء كان ذلك بضخ المليارات من العملات في شرايين البنوك والمؤسسات المهددة أو بالتدخل المباشر بشراء حصة من الأسهم تتيح المراقبة الداخلية وقد يصل الأمر إلي تأميم بعض البنوك الميئوس من علاجها.. وفي كل الأحوال فقد أصيبت فلسفة الاقتصاد الحر في الأساس الذي تقوم عليه كما أن الثقة باتت مفقودة بين المؤسسات المالية والمتعاملين معها وإعادة بناء هذه الثقة يحتاج إلي وقت طويل قد لا تتوافر ظروفه وأسبابه في ضوء حالة الاضطراب السياسي والمخاطر الارهابية.. وللحديث بقية