عاد الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي لنزيف النقاط بعد سقوطه في فخ التعادلات أمام منافسه وادي دجلة في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس في ستاد الدفاع الجوي وانتهت بالتعادل صفر صفر ليرتفع رصيده إلي21 نقطة مقابل25 لمنافسه يبقي بهم في المركز الثالث وليصبح الزمالك المستفيد الأكبر في هذه الجولة بعد الفشل الكبير الذي لاحق كل مطارديه علي القمة بداية من إنبي الذي فرط في نقطتين أمام حرس الحدود ليفشل في استعادة القمة حتي بتروجت بانهياره أمام مصر المقاصة وأخيرا وادي دجلة والأهلي فيما يمكن وصفه بيوم الفانلة البيضاء بعد فوز ريال مدريد ببطولة العالم للأندية وهو اللقب الرابع في2014 بعد تغلبه علي سان لورينزو. جاء الشوط الأول متوسط المستوي سيطر علي معظم فتراته الأهلي لكن بشكل عشوائي وبلا تنظيم وبلا وعي في التحرك مما أربك الفريق ومنعه من الاستفادة من الإستحواذ علي الكرة فالعجز كان شديد الوضوح في الثلث الهجومي عند الوصول إليه ومحاولة إختراق دفاعات وادي دجلة التي لم تجد صعوبة ولا مشكلة ولا معاناة في التصدي لفوضي المنافس الهجومية. وسيطر العقم علي الأهلي في الثلث الأوسط ومنطقة البناء فلم يكن لدي لاعبيه ولا جهازه الفني ما يقدمونه علي المستوي التنظيمي لصناعة فرص حقيقية أو بناء هجمات منظمة بعدما فاجأ مديره الفني الأسباني جاريدو بتغييرات في طريقة اللعب الرقمية التي اعتمد عليها وعاد للعب برأس حربة واحد. والنجاح يكون دائما في الأهلي عن طريق اللاعبين أصحاب المهارات الفردية الخاصة وبقليل من الصرامة والانضباط.. أما ما يتعلق بالجوانب التكتيكية والتطوير وإيجاد أسلوب لعب منظم متفق عليه فرفاهية لا تتاح للأجهزة الفنية بدليل أن جاريدو عندما غير من طريقة لعبه التي اعتمد عليها أمس أمام وادي دجلة ولعب بالطريقة الرقمية4-2-3-1 وبتشكيل مكون من مسعد عوض في حراسة المرمي وأمامه الرباعي شريف حازم وسعد سمير وباسم علي وحسين السيد.. والثنائي شريف عبد الفضيل وحسام عاشور.. وأمامهما الثلاثي وليد سليمان ورمضان صبحي ومحمود تريزييجيه.. ورأس الحربة أحمد عبد الظاهر لم يكن هناك جديد علي المستوي التكتيكي. ولم ينفذ لاعبو الأهلي أي شيء علي الإطلاق من أسس اللعب بالطريقة الرقمية4-2-3-1 التي لجأ إليها المدير الفني الأسباني ولا أحد يدري لماذا تمسك بتطبيقها طالما أنه لا يعرف مبادئ اللعب بها أو علي الأقل بدا لاعبوه غير قادرين عليها وليس لديهم أي وعي بها ولا بفلسفة الأداء بها وهي كثيرة للغاية تتطلب علي الأقل تغيير في أساليب الإختراق والمساندة ومنح الحرية لمدافعي الطرفين للعب والتحرك في عمق الملعب لصناعة كثافة كبيرة علي إعتبار أن ثلاثي الوسط المهاجم تكون مهمتهم إما التحرك طوليآ في مناطق جزاء الخصم لمساندة رأس الحربة والتحول لمهاجمين بجوار رأس الحربة الثاني أو فتح عرض الملعب بشكل جيد يتطلب ملء المساحات الشاسعة بينهم. ولم يكن الثنائي المدافع من الطرفين حسين السيد وباسم علي أفضل حالآ وظلا يلعبان ويساندان بشكل روتيني تقليدي من علي خطي الملعب دون الدخول في العمق.. والمحصلة أن الاهلي قدم واحدا من أسوأ أشواطه علي الإطلاق من الناحية التكتيكية والتنفيذ الخططي والمستوي الفني وبشكل يدعو للرثاء خاصة مع ضعف القدرات الهجومية للاعبيه. ومن حسن الأهلي أن طموحات وادي دجلة لم تكن عالية رغم البداية الهجومية والتسديدة الجيدة لدودي الجباس ولكن أعتمد مديره الفني حمادة صدقي علي الدفاع ولم يبحث عن الهجوم والتطوير عند امتلاك الكرة وهو ما بات من العيوب الفادحة ودليلا لا يقبل الشك علي أن مدربي الكرة المصرية لا يبذلون الجهد ولا يعرفون الكثير عن أساليب اللعب الحديثة وكيفية التحول من الدفاع للهجوم عند السيطرة والاستحواذ. ولعب حمادة صدقي المدير الفني لوادي دجلة بالطريقة الرقمية4-3-2-1 وبتشكيل مكون من أمير عبد الحميد في حراسة المرمي وأمامه الرباعي طه عادل ورجب نبيل وتامر محب ومحمد عبد الفتاح تاحة.. وأحمد الميرغني وإسلام عادل ومهاب سعيد.. وستانلي وحسام عرفات.. ودودي الجباس. وما بين عشوائية وفوضي غير عاديين من الأهلي في الثلث الهجومي وعجز شبه تام ومطلق عن تنفيذ طريقة اللعب الرقمية وتداخل في الواجبات والاختصاصات وسوء تحرك وغياب للوعي والفهم بمتطلبات الأداء الهجومي.. وما بين فريق يكتفي بالدفاع ولا يريد أن يهاجمويطور لعبه عند السيطرة علي الكرة كان التأثير الهجومي علي المرميين شديد الضعف ولم يكن هناك إختبارات جدية ولا كبيرة لمسعد عوض أو أمير عبد الحميد باستثناء أربع تسديدات افتتحها دودي الجباس في الدقيقة الثانية ثم رد الأهلي بتسديدتين أجملهماالتي نفذها حسين السيد ومرت بجوار القائم ثم الإختبار الوحيد والصعب لأمير عبد الحميد كان من عرضية لشريف حازم خدعت الجميع ونجح الحارس في تحويلها لضربة ركنية والثالثة كانت لوليد سليمان وسدد كرة من علي حدود منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيمن ثم الأفضل كانت لحسام عاشور الذي أطلق قذيفة إرتطمت بقدم طه عادل وهي في طريقها للمرمي لينتهي الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف. ويبدأ الشوط الثاني بسيطرة ونشاط لوادي دجلة الذي وصل لمرمي الأهلي أكثر من مرة لكن الإنهاء لم يكن جيدا ثم التمركز الجيد لمدافعي الأهلي نجح في تشتيت أكثر من كرة وإفساد أكثر من هجمة واعدة للمنافس.. ووسط هذه الإنتفاضة قاد محمود تريزيجيه هجمة للأهلي بمجهود فردي وإنطلق من الناحية اليمني وراوغ أكثر من لاعب ومرر عرضية مرت من الجميع حتي خرجت لضربة لمرمي لتدلل علي عيوب التنظيم في الثلث الهجومي وسوء التوزيع للاعبي الأهلي. ويعود جاريدو للعب برأسي حربة من جديد بعدما جرب كل الحلول سواء عندما دفع بعبد الله السعيد في الشوط الأول.. أو عندما سحب أحمد عبد الظاهر وأشرك عماد متعب ثم أخرج رمضان متعب ومنح الفرصة للعائد من الإصابة الأثيوبي صلاح الدين سعيدو الذي إنفرد ولكنه سدد كرة ضعيفة أمسكها أمير عبد الحميد في الدقيقة.33 ويهاجم الأهلي بقوة وبكثافة عددية كبيرة ويدفع حمادة صدقي بعبد الفتاح الأغا علي أمل أن يستغل سرعته في المساحات الشاسعة في وسط ملعب الأهلي وفي الهجمات المرتدة.. ويسدد عبدالله السعيد كرة من ضربة حرة تمر بجوار القائم الأيسر لأمير عبد الحميد.. ويلعب سعد سمير ضربة رأس تعلو العارضة لينتهي اللقاء بالتعادل صفر- صفر. /////////////// بعد المباراة جاريدو: لست مسئولا عن قرارات الإدارة{ حمادة صدقي: النقطة مكسب محمد رشوان فجر الإسباني خوان كارلوس جاريدو المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي مفاجآة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب مباراة فريقه أمام وادي دجلة أمس بعد أن أكد أنه غير مسئول عن قرار الإدارة بغلق تدريبات الفريق ومنع دخول الوسائل الإعلامية بالرغم من تعليق منشور بالنادي بغلق التدريبات عقب مباراة حرس الحدود في الجولة الماضية التي حسمها الاهلي لمصلحته بالفوز3 صفر ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد لنفي تصريحات أعضاء الجهاز الإداري التي تضمنت توقيع عقوبة مالية علي رمضان صبحي صانع الألعاب قبل لقاء الحدود بعد غياب اللاعب عن المران الذي سبق المباراة. وظهرت علامات عدم الارتياح علي وجه المدرب الإسباني بعد تعادل فريقه مع وادي دجلة أمس وانعكس ذلك علي حالته خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم بعد المباراة وقال: لست سعيدا بالنتيجة..كان من الممكن أن ننهي اللقاء لمصلحتنا من الشوط الأول الذي شهد سيطرتنا علي مجريات الأمور خاصة في الثلث الأخير من ملعب وادي دجلة.. الشوط الثاني شهد هبوطا في أداء لاعبي الأهلي ونجاح هجوم وادي دجلة في تشكيل خطورة من الهجمات المرتدة.. دفعت بعماد متعب علي حساب أحمد عبد الظاهر لتنشيط الجانب الهجومي.. وفي المقابل أبدي حمادة صدقي المدير الفني لوادي دجلة رضاءه عن تعادل فريقه مع الأهلي مشيرا إلي أن المباراة صعبة لكون الأهلي مكتملا بشكل نسبي عن المباريات الماضية في مواجهة النقص العددي في صفوف دجلة إثر غياب سيد سالم وأحمد عبد الرءوف. وقال:اعتمدت علي إحكام الرقابة علي مفاتيح لعب الأهلي ومنافذ تهديفه مثل وليد سليمان وأحمد عبد الظاهر ورمضان صبحي ووجدت صعوبة في اختراق دفاعات الأهلي خلال الشوط الأول نتيجة تطبيق المنافس طريقة وجود ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع هم: شريف عبد الفضيل وسعد الدين سمير وشريف حازم الذين سسببوا المتاعب لدودي الجباس وستانلي.