من قلب القضايا الجادة, يتوقف الرئيس عدة مرات, وهو يلقي الخطاب, كل مرة لا تستغرق ثواني معدودة, يخرج عن النص, خروجا منظما هادفا ذكيا, لا يقدر عليه إلا رجل دولة متمرس, يلقي قفشة, يضحك ويضحك كل من يسمعونه, قفشة يعبر من خلالها عن موقف ثابت من مواقف وسياسات الدولة القوية. قفشات الرئيس, وابتساماته ذات المغزي, في الخطاب الذي ألقاه بالأمس, أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري, تذكرني بقصيدة أستاذ الشعراء العرب أبوالطيب المتنبي, في ذلك البيت الأشهر الذي يقول فيه: إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم قفشات الرئيس, هي كبسولات مدهونة بالسكر, تحمل معاني أرجو أن تكون قد وصلت إلي من يعنيه الأمر. هذه القفشات هي رسائل جادة واضحة صريحة, أتمني من المرسلة إليهم أن يعلموا أن قادة الدول وزعماء الشعوب وأرباب المسئوليات الجسام لا يخرجون علي الناس من أجل الفكاهة والممازحة حتي ولو كان هذا هو ظاهر القول أو ظاهر الأمر.. الرئيس كرر الحديث عن الاشاعات مرتين, وهذه الرسالة لأصحابها, نحن نعرفكم: - الرئيس ابتسم وهو يشير إلي الموازي وأصحابه وقال: سيبوهم يتسلوا.. هذه رسالة تبدو نهائية. - الرئيس تهكم ممن يحرفون الكلم من بعض مواضعه, مواقفنا في العلن, هي مواقفنا في الغرف المغلقة.. هم يحرفون مايسمعون.. هذا شأنهم. - الرئيس لم يتردد ولم يجامل وهو يتحدث عن الخارج الذي يلعب علي وتر العملاقة بين المسلمين والأقباط, كما هو وتر العلاقة بين مصر ودول حوض النيل.. - إحذروا إبتسامة الأسود!!