أكد الدكتور أحمد فتحي سرور, رئيس مجلس الشعب, أن المجلس الحديد توافرت له من عوامل القوة كما وكيفا ما يدعونا إلي التفاؤل. وأوضح سرور أن الانتخابات التشريعية دفعت بدماء جديدة لترتفع نسبة التغيير في هذا المجلس إلي73% إضافة إلي مشاركة قوية وفعالة من المرأة تضفي عليه مزيدا من الثراء والحيوية والنشاط تمثلت في إضافة64 نائبة إلي عضوية المجلس وهو ما يمثل في ذاته اصلاحا ديمقراطيا يعزز التمكين لممارسة الحقوق السياسية للمرأة ويعزز الحراك السياسي الذي يعيشه المجتمع المصري. وأعرب رئيس المجلس, في كلمته التي رحب فيها بالرئيس حسني مبارك, عن تقديره للدور المهم الذي قامت به اللجنة العليا للانتخابات كمؤسسة دستورية بما تتمتع به من استقلال وحياد في الإشراف علي الانتخابات. وفيما يلي نص كلمة د.سرور: السيد الرئيس: باسم الله وباسم الشعب.. يستقبلك نواب الشعب في المجلسين بكل حب وتقدير.. يستقبلونك زعيما يدرك مطالب شعبه ويعبر عن طموحاته ويسعي مخلصا لتحقيقها عبر برنامج اصلاحي وطني يشمل كل مناحي الحياة. باسم الله وباسم الشعب نرحب بك في برلمان مصر, أعرق برلمان في المنطقة, وأحد أعرق برلمانات العالم قاطبة.. نرحب بك رمزا شامخا لمصر الحضارة والتاريخ والتقدم اقترنت باسمك الانجازات العظيمة التي تحققت علي أرض الوطن. باسم الله وباسم الشعب نواصل معك مسيرة العطاء والتنمية والبناء, نواصل معك وبقيادتك مسيرة الديمقراطية والاصلاح. إن نواب الشعب وهم يشرفون باستقبالكم اليوم تحت قبة البرلمان يستلهمون من خطابك لهم خطط عملهم لدورة جديدة عازمين علي التعبير عن إرادة أمتهم وأهدافها ومصالحها في التنمية في كافة أبعادها ومجالاتها متمسكين بأن يكون البرلمان كما كان دائما في عهدكم وتحت رايتكم منبرا حرا للديمقراطية ومؤسسة دستورية راسخة تؤدي واجبها في التعبير عن إرادة الشعب. لقد تحمل مجلسا الشعب والشوري مسئوليتهما التشريعية والرقابية بجدارة فائقة علي مدي دورات تشريعية سابقة في إطار ما طرحتموه أمامهما من أولويات وخاصة تلك التي تضمنها برنامجكم الانتخابي. إن مجلس الشعب بهيئته الجديدة, هيئته ال41 منذ عرفت مصر النظام النيابي عام1866, وبينما يتأهب لاداء دوره الوطني بشتي جوانبه, ليذكر بكل تقدير تلك الجهود التي بذلتها مجالس تشريعية سابقة خاصة مجلس الشعب السابق الذي أسهم إسهاما كبيرا مع مجلس الشوري في تحديث بنيتنا الدستورية والتشريعية. ويأتي المجلس الجديد بعد ثلاثة أعوام من التعديلات الدستورية التي تم إقرارها في سنة2007, والتي مثلت في مجملها نقلة مهمة علي طريق الديمقراطية وبمقتضي هذه التعديلات تعززت السلطات الرقابية والتشريعية لمجلس الشعب, وتعزز الاختصاص التشريعي لمجلس الشوري. لقد توافرت لمجلس الشعب الجديد وبحق من عوامل القوة كما وكيفا ما يدعونا الي التفاؤل. وقد دفعت الانتخابات التشريعية بدماء جديدة لترتفع نسبة التغيير في هذا المجلس الي نحو73% بالاضافة الي مشاركة قوية وفعالة للمرأة تضفي عليه مزيدا من النشاط تمثلت في اضافة64 نائبة الي عضوية المجلس وهو ما يمثل في ذاته اصلاحا ديمقراطيا يعزز التمكين لممارسة الحقوق السياسية للمرأة ويعزز الحراك السياسي الذي يعيشه المجتمع المصري تحت قيادتكم. ولا يفوتني في هذا السياق أن أنوه بكل تقدير بالدور المهم الذي قامت به اللجنة العليا للانتخابات, كمؤسسة دستورية بما تتمتع به من استقلال وحيادية في الإشراف علي الانتخابات بالتعاون مع رجال القضاء الأجلاء لتكون قراراتها بإعلان نتائج الانتخابات كاشفة عن إرادة الشعب في اختيار ممثليه. ونحن علي أعتاب مرحلة برلمانية جديدة نتطلع فيها الي العمل والجهد لاستكمال المنظومة التشريعية التي تهييء الطريق المناسب للاصلاح بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية, فإن البرلمان حريص علي تعزيز العدالة الاجتماعية التي تعتبر شاغلكم الأهم وحريص علي أداء دوره في الرقابة الواعية التي تدعم مبدأي الشفافية والمشاركة عبر الآليات التي كفلها الدستور. ويذكر لكم البرلمان بمجلسيه بكل الاعتزاز مسيرتكم الطويلة في العمل الوطني التي ضربتم فيها أروع المثل للتصدي الشجاع والحاسم للمشكلات ورسم السياسات التي تتسم بالواقعية والطموح. سيواصل مجلس الشعب بهيئته الجديدة المسيرة معك ياسيادة الرئيس نحو ترسيخ دعائم الديمقراطية وتعزيز حقوق المواطنين ودعم حرياتهم الاساسية وبناء مجتمع ديمقراطي يوطد دعائم اللامركزية. سنعمل معك سيادة الرئيس علي اقامة اقتصاد قوي يعتمد علي قواه الذاتية في مواجهة متطلبات المجتمع ومشكلاته, اقتصاد ينمو عاما بعد عام وبنية أساسية اكثر تطورا واتساعا وجذبا للاستثمار.. سنعمل معك سيادة الرئيس علي ايجاد مجتمع يوفر المزيد من فرص العمل لشبابه والمزيد من الدخول لمواطنيه ويتيح لهم مستوي أفضل من الخدمات ومستوي أفضل للمعيشة, ويرعي الفقراء من أبنائه ويواصل الاستهداف الجغرافي لقري أكثر احتياجا ويمضي في تطوير العشوائيات. سنعمل معك ياسيادة الرئيس علي تطوير جذري للتعليم بكافة مراحلة يربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل ويولي الاولوية الواجبة للبحث العلمي. سنعمل معك سيادة الرئيس علي تحقيق رؤي واحلام شعب عريق عظيم خاض حروبا دامية دفاعا عن أرضه وسيادته وقضايا أمته, شعب وقف صفا واحدا في مواجهة الارهاب والتطرف, شعب تصدي ولايزال لمحاولات الوقيعة بين مسلميه وأقباطه مدافعا عن وحدته الوطنية ضد قوي التطرف الأعمي. لايفوتني يا سيادة الرئيس بهذه المناسبة أن أحيي قواتنا المسلحة الباسلة درع مصر الواقي إجلالا لمهمتها في حماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها, وأحيي رجال الشرطة الاوفياء الذين يقفون في يقظة حراسا أوفياء لأمن مصر الداخلي, وضمانا لاستقرارها, ونحيي بكل تقدير قضاء مصر الشامخ المستقل إعلاء لسيادة القانون ودوره في حماية الحقوق والحريات وإرساء قيم العدالة. إن مصر بفضل قيادكم رائدة في محيطها الإقليمي والدولي.. تتعامل بروية واضحة مع تحديات منطقتنا والعالم من حولنا, خاصة في صلتها بأمن مصرالقومي, والمصالح العليا للوطن, فتقيم علاقاتها الخارجية علي أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.. وتمارس دورا فاعلا بدوائر تحركنا العربي والإفريقي والمتوسطي والدولي, وسوف تظل للقضية الفلسطينية أولويتها الكبري في سياستنا الخارجية. وقد بذلتم سيادة الرئيس جهودا مضنية.. وسوف تواصلون من أجل القضية الفلسطينية باعتبارها تحتل أولوية كبيرة في سياسة مصر الخارجية.. بوصفها مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط.. وضرورة مواجهة إسرائيل بمخططاتها التي تقوض فرض السلام.. وتسعي لتهويد القدس.. وتواصل حفرياتها في محيط المسجد الأقصي.. وتواصل بناء مستوطنات تغتال الأرض الفلسطينية.. وتضرب حصارا غير إنساني علي قطاع غزة. هذا فضلا عن جهودكم الجبارة في التعامل مع مختلف الملفات الإقليمية الأخري في العراق ولبنان والسودان.. بما يحافظ علي الأمن القومي المصري.. الذي يمثل همكم الأكبر في كل ما تتخذونه من قرارات. وما تنتهجونه من سياسات. إننا إذ نشرف باستقبالكم اليوم لافتتاح دورة برلمانية جديدة لفصل تشريعي جديد, نجدد العهد لكم بأننا عاقدون العزم علي مواجهة تحديات الداخل والخارج صفا واحدا بروح أبية وعزم لا يلين. واثقون بأننا معك علي الطريق الصحيح. واثقون بأننا معك قادرون علي التغلب علي كل التحديات. واثقون بأننا معك ماضون نحو الغد بخطي ثابتة تشيد أركان وطن قوي ومستقر.