هربت رحمة من دولة ليبيا إلي مصر خوفا علي حياتها من ويلات الحرب الدائرة في وطنها حيث اقامت بمدينة نصر واعتادت علي الاجواء هناك وكانت حياتها تسير طبيعية وعلي مايرام معتمدة علي إرثها الذي آل إليها تتسوق في المولات تشتري احتياجاتها وتعود الي منزلها فرحة بحياتها الجديدة التي تأقلمت عليها في وقت وجيز.. وعقدت رحمة ذات الاربعين عاما العزم علي ممارسة الرياضة في احدي مراكزالجيمانيزيوم حفاظا علي رشاقتها وجمالها ورغبة منها في الحصول علي قوام مميز وممشوق الا ان كل محاولتها باءت بالفشل.. وبعد فترة من الوقت وفي ظل إصرارها علي انقاص وزنها تعرفت من إحدي صديقاتها علي مركز تجميل بمدينة نصر يتردد عليه كثير من النساء لاجراء عمليات تجميل وانها افضل وسيلة للحصول علي قوام ممشوق في وقت قصير وبدون ادني مجهود أو مشقة في التدريبات.. بدأت السيدة في التردد علي مركز التجميل الشهير حالمة بحياة جديدة وقام موظف الاستقبال بحجز موعد لها لاجراء عملية التجميل حيث قام طبيب التخدير بعمله باعطائها حقنة المخدر وجاء دور الطبيب المختص الذي بدأ بصحبة احدي الممرضات باجراء الجراحة وبعد الانتهاء ومحاولة افاقة رحمة لم تستجيب وبتوقيع الكشف الطبي عليها تبين اصابتها بهبوط حاد بالدورة الدموية ووفاتها.. سيطرت علي الطبيب حالة من الدهشة والذهول بعد ان وجد بين يديه جثة هامدة لا يدري ماذا يفعل فيما اقترفته يداه حتي حلت فكرة الاستعانة بموظف الاستقبال والممرضة في التخلص من الجثة حيث استقل الثلاث سيارة الطبيب في جنح الليل وانطلقت السيارة بسرعة وزمجرت عجلاتها بشدة رافضة جرمهم الي منطقة القاهرة الجديدة التي تتسم بالهدوء الشديد وقاموا بالتخلص من الجثة.. هكذا وقف المتهمون أمام العميد محمود فاروق مفتشي مباحث القاهرة الجديدة يسردون كيف كانت أحوال المجني عليها قبل وفاتها علي أيديهم كما اعترفوا كيف تعرفوا علي المجني عليها عبر صديقة لها. كان اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء عصام سعد يفيد بورود بلاغ لقسم شرطة القاهرة الجديدة اول بالعثور علي جثة لأنثي مجهولة بشارع التسعين الشمالي.. بالانتقال والفحص وجدت الجثة لسيدة في العقد الرابع من العمر مسجاة علي وجهها وبها جروح قطعية متوازية بالصدر والبطن والأرداف.. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمد توفيق مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية وعبد العزيز خضر رئيس مباحث قطاع الشرق ضم ضباط مباحث القطاع لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه.. وتوصلت التحريات إلي شخصية المجني عليها وتبين أنها تدعي رحمة جبريل إبراهيم ليبية الجنسية36 سنة ومقيمة بمنطقة مدينة نصر وبتكثيف الجهود أمكن التوصل إلي أن وراء ارتكاب الجريمة مجدي. ر35 سنة طبيب وصاحب مركز تجميل كائن بمدينة نصر وعلاء. م32 طبيب تخدير وحسن. م26 سنة موظف استقبال وصفاء. ع35 سنة ممرضة وجميعهم عاملون بذات المركز.. عقب استصدار إذن من النيابة العامة وباعداد الاكمنة الثابتة والمتحركة في الاماكن التي يترددون عليها وبالقرب من محل سكنهم أمكن ضبطهم. وبمواجهتهم أمام العميد محمود فاروق مفتش مباحث فرقة القاهرة الجديدة اعترفوا بارتكاب الواقعة وأضافوا بأن المجني عليها حضرت للمركز لإجراء جراحة تجميل وبعد قيام الثاني بتخديرها انصرف من المركز إلا أنه حدث هبوط حاد في الدورة الدموية بعد إجراء الجراحة مما أدي إلي وفاتها فاستعان الأول بالثالث والرابعة لمساعدته في التخلص من الجثة, حيث قاموا بنقلها داخل سيارة الأول وإلقائها بمكان العثور عليها وفروا هاربين إلي أن تم القبض عليهم. تم تحرير محضر للمتهمين وباخطار اللواء علي الدمرداش مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.