لم تحتمل الفتاة كلمات التوبيخ التي توجهها أمها لها, وكأنها سهام تخترق قلبها, حاولت كثيرا أن تتجاهل كلماتها حول تأخر زواجها وعدم إقبال الرجال عليها, فأمها تخشي عليها من أن يفوتها القطار وتعيش وحيدة طيلة حياتها. وصل الاكتئاب مداه في قلب الفتاة من كثرة حضورها حفلات زفاف أقاربها وأقرانها وعدم التفات أحد لها, فضلا عن غمز ولمز كل من حولها أنها دخلت سن الخطر فحاولت أن تتغلب علي أحزانها وطرقت أبواب العمل تبحث عما يشعرها بكيانها ويلهيها عمن يضايقونها, لكن دون جدوي, فكل الفرص إما أنها لا تتناسب مع ظروفها أولا تجد فيها تقديرا ماديا يلبي طموحها. ومع كل خيبة تصاب بها الفتاة تجد أمها تنفر منها وترميها بعبارات تقطع في جسدها, ليترسب داخلها غيظ ثقيل ويملأ الغضب قلبها وهانت عليها من حملتها في أحشائها9 أشهر فأستباحت دمها وقررت التخلص من أمها ولم يهتز كيانها وهي تراها تصارع الموت أمامها لتتحول بعد ذلك إلي قاتلة بين ليلة وضحاها. تلقي اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بلاغا من قسم شرطة عين شمس يفيد بالعثور علي جثة فريت منصور75 عاما مقتولة داخل شقته اثر تلقيها ضربات بآله حادة علي رأسها ومصابة بتهشم في الجمجمة وحروق بالوجه والذراعين وتبين من المعاينة عدم وجود بعثرة في محتويات الشقة مما يدل علي أن الدخول كان مشروعا وأن الجريمة لم تكن بدافع السرقة. وكشفت مناظرة الجثة التي قام بها أحمد جاد وكيل النيابة أن معالم القتيلة مشوهة بسبب سكب الزيت المغلي عليها, بالإضافة إلي كدمات بالجسد وكسور بالجمجمة. تبين من التحريات أن ابنة العجوز نشوي صبري30عاما كانت علي خلافات سابقة معها لإصابتها بالاكتئاب وتأخرها في الزواج وفشلها في الحصول علي فرصة عمل. ويوم الحادث نشبت بينهما مشادة كلامية حادة قامت علي أثرها المتهمة بضرب أمها بإناء ممتلئ بالزيت المغلي ثم احضرت مكواة وقامت بضربها عدة ضربات علي رأسها لتسقط مضرجة في دمائها. وأمام المستشار إبراهيم أبوعقل مدير نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية عللت المتهمة جريمتها بسبب معاملة والدتها السيئة, من خلال معايرتها بالعنوسة ليأمر بحبسها4 أيام علي ذمة التحقيقات.