في يونيو الماضي استلهم التنظيم الإرهابي في العراق والشام( داعش) نهج الخوف والرعب عندما اجتاح الموصل ثاني أكبر المدن العراقية لينهب بنوك المدينة, وقدرت الأموال التي انقض عليها بنحو400 مليون دولار لتشكل النواة التي تقوم عليها تمويل عمليات داعش العسكرية في الشرق الأوسط. وخلال فصل الصيف واصلت الولاياتالمتحدةالامريكية ادراج أعضاء تنظيم( داعش) ومؤيديهم القائمة السوداء الا ان مؤسسات داعش المالية لم تتضمنها هذه القائمة لتظل بنوك داعش تحت سيطرة التنظيم في الاراضي التي سيطرت عليها داخل العراق. في سبتمبر الماضي أضافت الولاياتالمتحدة11 اسما لقائمة الاشخاص الذين يقومون بتمويل العمليات الارهابية من العراق الي اندونيسيا الا ان عدم استطاعة واشنطن تجميد أموال بنوك داعش انما يكشف عن قصور أفضل الوسائل الامريكية لمكافحة الارهاب, وان واشنطن لاتزال غير قادرة علي تعطيل اموال داعش ومن ثم استمرار أله الحرب الداعشية في الدوران. وكما ذكرت مجلة( فورين بوليسي) الامريكية فان داعش استطاعت ان تقوم علي الجماعات المتطرفة في المنطقة وتحسين بناء النماذج المالية بدلا من الاعتماد عي المساعدات الخارجية وتنوعت مصادر تمويل داعش من النشاط الاجرامي والذي شمل الخطف الي تهريب النفط والاثار من الاراضي التي وقعت تحت سيطرته مما جعل نظام داعش المالي لا يتبع نظاما رسميا حيث حرصت داعش علي الحفاظ علي وسطاء يتم من خلالهم تدفق الاموال واستمرار دورتها المربحة. ونقلت المجلة عن ديفيد كوهين المدير المالي لمكافحة الارهاب أن هناك تعاون وثيق بين واشنطن والحكومة العراقية والمجتمع المالي العالمي لمنع حركة الاموال من عشرات البنوك التي وقعت تحت سيطرة داعش مشيرا الي ان هناك تراجعا للنشاط المالي لبنوك دتعش وانها فقدت اتصالها بالنظام المالي العالمي علي حد قوله. وكشف عن ان تنظيم الدولة الاسلامية يكسب مليون دولار يوميا من عائدات النفط الذي تقوم بتهريبه وذلك منذ يونيو الماضي. تتحرك الولاياتالمتحدة ضد بنوك داعش بمنتهي الحذر خوفا من اغضاب السكان المحليين في العراق خاصة مع التأثير الذي لا يمكن اغفاله للبنوك علي الاقتصاد والظروف المعيشية للسكان, وتستحضر واشنطن خبرتها السابقة في الصومال في هذا الشأن وتتذكر نتيجة تجميدها لاموال حركة الشباب الصومالية المتشددة والتي أدت الي غضب السكان المحليين نظرا لتدهور الاحوال المعيشية وانتشار المجاعات في البلاد ومن ثم انضمامهم لحركة الشباب والوقوف ضد الولاياتالمتحدة نظرا لليأس والاحباط الذي أصيبوا به. ومن جانبه حذر دينيس روميل الذي قاد تحقيقات تمويل الارهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي( اف بي أي) في اعقاب هجمات11 سبتمبر عام2001 الارهابية من استخدام داعش بنوكها في حالة تجميدها كسلاح لتجنيد المزيد من العناصر الغاضبة من السياسات الامريكية داخل العراق, خاصة مع قيام داعش بتمويل برامج اجتماعية تساعد الاقتصاد المحلي. وينتقد بعض المحللين الامريكيين قطع واشنطن الاتصال بين بنوك داعش والنظام المالي العالمي حيث ان تتبع هذه الانشطة استخباراتيا كان امرا مفيدا للوقوف علي حركة هذه الاموال وعلاقاتها الدولية. ونقلت الصحيفة عن باتريك جونستون الخبير في مكافحة الارهاب أن عدم تعامل بنوك داعش مع أي جهة أجنبية هو أمر يخدم داعش ويحافظ علي أموالها الأمر يشكل تحديا كبيرا للولايات المتحدةالامريكية.