جاء قرار الرئيس مبارك بتعيين الأعضاء العشرة الذين له حق تعيينهم وفقا للدستور بمجلس الشعب ضابطا ولو جزئيا لبعض الخلل الناتج عن الانتخابات, ولكني شخصيا أعتقد أن إحدي أهم الشخصيات التي فرحت بوجودها بين المعينين هي الأستاذة أمينة شفيق, وعندما أقول الأستاذة فإنني أعني ذلك بحق, التقيت بالكثيرين خلال عملي أو اهتماماتي بالقضايا العامة, كان من أكثر من وجدتهم رسوخا علي مبدأ, وعملا من أجل الآخرين بقناعة لأستاذة أمينة شفيق, ورغم أن الوصف السياسي لها هو أنها يسارية الاتجاه إلا أنني أظن أنها تجاوزت منذ عدة سنوات ذلك التوصيف السياسي الضيق, وخرجت من اليسار أو اليمين إلي مساحة الإنسانية والوطنية. يصفها من يعرفها بأنها يسارية لم تحد أو تقايض علي يساريتها وتعلن انحيازها للفقراء, ويري الكثيرون أنها من أكثر الفئات الهامشية ومن أكثر الصحفيين الذين اهتموا بالعمل الأهلي, ولم تخلط في يوم من الأيام بين موقفها السياسي أو انتمائها الحزبي وخدمة من تلتزم ناحيتهم, كانت تحصل علي أعلي الأصوات من كل الاتجاهات في أي انتخابات نقابية, فالجميع يحترمها ويقدرها ومن يختلف معها لا يمتد اختلافه في أي لحظة من اللحظات إلي ذلك الاحترام والتقدير. آخر مواقفها التي تعبر عنها وتتسق مع شخصيتها عندما أعلنت منذ فترة طويلة عن رغبتها في خوض الانتخابات, واتخذت خطوات بالفعل ولكن ما إن أعلن الحزب الوطني الديمقراطي الذي ليست هي عضوته عن ترشيح الدكتورة مديحة خطاب زميلتها في المجلس القومي للمرأة علي نفس المقعد, حتي قررت أمينة شفيق الانسحاب من المنافسة علي مقعد جنوبالقاهرة لأنها لا تحتمل مشهدا تتنافس فيه امرأتان تعملان من أجل المرأة علي نفس المقعد, فآثرت الانسحاب احتراما لقيم التعاون والتضامن من أجل المرأة لأنها كما تري أن في ذلك خدمة لقضايا المرأة. أظن أن امينة شفيق هي أكثر الصحفيين وأكثر العاملين في مجالات العمل العام وقد تعاونت معها في هذا المجال الذين جابوا قري مصر, سارت علي قدميها, وتحدثت مع أهلها وخبرتهم عن قرب دون حواجز أو حراسات, لم ألتق من بين المهتمين بشأن المواطن المصري مثل أمينة شفيق. تقول أمينة شفيق عن نفسها' أنا من مواليد القاهرة.. أهتم بالمرأة الريفية و المهمشة والعشوائيات, ليس لي علاقة بالشياكة ولا أعرف الصالونات, ولكني أعرف أنني أعمل وعندما أتعب أنام, فأنا امرأة مكافحة تعمل بجد مش هانم أنا مواطنة مصرية بسيطة, بنت بلد جدعة أعرف في الأصول جيدا' ومن وجهة نظرها أن المبادئ تساوي الضمير. مرة أخري أظن أن الأستاذة أمينة شفيق إحدي النقاط المضيئة القليلة في تجربة البرلمان الجديدة. [email protected]