شهدت محافظة المنوفية عودة طاحنة لأزمة نقص أسطوانات البوتاجاز فى الكثير من قرى المحافظة، حتى وصل سعر الأنبوبة الواحدة فى السوق السوداء إلى 35 جنيها، وسط توقعات بارتفاعها خلال الأيام القليلة المقبلة، نتيجة لجوء أصحاب المستودعات إلى حجب الأسطوانات وبيعها لأصحاب مزارع الدواجن وكمائن الطوب فى ظل انعدام الرقابة على منافذ بيع الأسطوانات. وتسببت الأزمة فى تزاحم الأهالى أمام المستودعات، واستغلال المشكلة لبيع الوقود والأنابيب فى السوق السوداء بأسعار مضاعفة حيث، اشتكى الأهالى من نقص البوتاجاز، واشتعال الأزمة مع بدء فصل الشتاء. وانتقد الأهالى فى قرى المنوفية، قيام المستودعات والمخازن بتسريب الأسطوانات لأصحاب عربات الكارو قبل توزيعها على المواطنين وما يتبقى من هذه السيارات يتم توزيعه على الأهالي، إلا أن عدداً كبيراً من أصحاب المستودعات يقومون ببيع الأسطوانات لبعض الأهالى دون الآخر بسبب النقص الشديد فى البوتاجاز. ويقول عبدالحكيم الشنوانى محاسب اننى اضطررت إلى تغيير اسطوانة الغاز لمنزلى من أحد البائعين السريحة بمبلغ 35 جنيها نظرا لمرضى الشديد وعدم قدرتى على التزاحم أمام مستودعات الغاز التى تشهد مشاحنات يومية وتشابك بالأيدى بل تصل إلى التشاجر بالأسلحة البيضاء أحيانا. واتهم جمال عبدالسميع (موظف من شبين الكوم، موظفى التموين)، خاصة المشرفين على المستودعات بالتواطؤ مع السريحة، سواء بتسريب البوتاجاز لهم أو برفع الأسعار، مؤكدين أن سعر الأنبوبة الواحدة لا يتعدى 8 جنيهات، فى حين يقوم الباعة الجائلون ببيعها للأهالى بأكثر من 30 جنيها، بالإضافة إلى لجوئهم إلى بيعها للبعض دون الآخر بسبب النقص فى الأسطوانات نتيجة زيادة الإقبال على الشراء، مطالبابضرورة تكثيف الرقابة على المستودعات لعدم احتكار أصحابها للاسطوانات وتهريبها وبيعها بأسعار مضاعفة. وأوضح أحمد الجمال عضو جمعية حقوق الإنسان، أن تجاهل الجهات المعنية والممثلة فى شركات توزيع الغاز التابعة لوزارة البترول ومديرية التضامن الاجتماعى بوضع خطة لتفادى مشكلة البوتاجاز خلال موسم الشتاء سيؤدى إلى حدوث العديد من الأزمات فى الكثير من القري، نتيجة استغلال بعض أصحاب المستودعات الأزمة، وتهريب الأسطوانات إلى مزارع الدواجن ومصانع الطوب، كما هو المعتاد سنوياً، وذلك على حساب الدعم المخصص للمواطنين، خاصة محدودى الدخل منهم مطالبا بضرورة زيادة عدد الأسطوانات التى يتم طرحها للمواطنين مع ضرورة تكثيف الرقابة على جميع المستودعات ومنافذ التوزيع، للتأكد من بيع الأسطوانات للمواطنين بالسعر الرسمي. من جانبه أكد المهندس كامل عبدالحميد مستشار محافظة المنوفية لشئون التموين انه تم توفير 34 ألف اسطوانة يوميا، موضحا أنه تم تكثيف الرقابة على المستودعات على أن يتم توزيع البوتاجاز من خلال مفتشى التموين، ومجازاة أصحاب المستودعات الذى يثبت تورطهم فى حجب الاسطوانات عن المواطنين وبيعها للباعة الجائلين بأسعار مضاعفة، مشيرا إلى انه ستتم زيادة طرح اسطوانات الغاز وتوفيرها بالأسواق من خلال سيارات الطواريء بالمديرية، لسد احتياجات المواطنين من الأسطوانات، خاصة فى ظل زيادة إقبالهم على الشراء. وأشار الدكتور أحمد شيرين فوزى محافظ المنوفية إلى أنه تم تشكيل لجنة من ادارة المتابعة بالمحافظة بالاشتراك مع مفتشى التموين للمرور على مزارع الدواجن وكمائن الطوب والمحلات لضبط اصحاب النفوس الضعيفة الذين يستخدمون اسطوانات الغاز فى تلك الانشطة وتحرير محاضر لهم واحالتهم الى النيابة مع قطع المرافق من مياه وكهرباء عنهم من اجل توصيل الدعم إلى مستحقيه. وتقوم المحافظة بتزويد جميع القرى والمناطق لعدم حدوث أى أزمة فى البوتاجاز، إضافة إلى أنه يتم التنسيق مع الإدارات لعدم غلق أكثر من مستودع فى منطقة واحدة لعدم حدوث أية أزمات، مضيفا أنه يتم تخصيص مفتش بكل مستودع لمراقبة عمليات التوزيع واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.