لأول مرة ربما في تاريخ التعليم في مصر يحدث بروتوكول تعاون رسمي بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم.. وهذا التعاون كان ضروريا لسير العملية التعليمية في مصر خاصة وقد أصبح هناك عنصر ثالث في العملية التثقيفية هو الإعلام.. سواء عن طريق التليفزيون بشاشاته المختلفة والمتنوعة أو الفيس بوك بحيويته الدائمة لدي النشء والشباب خصوصا. والحقيقة أن العملية التعليمية في مصر كانت تسير حسب أهواء المشرفين علي المناهج الدراسية المختلفة.. وقد كان بعض مدرسي اللغة العربية.. والدين.. يتحكمون بعقولهم المغلقة علي توجهات خاصة وكذلك هذه الفئة من رجال الإخوان الذين كانوا يمدون أياديهم إلي داخل المناهج.. كان هؤلاء وهؤلاء يضعون المناهج حسب أهوائهم ويفرضونها علي التلاميذ.. ولا أحد يتكلم أو يناقش.. بينما كانت الثقافة العامة تمارس حريتها بعيدا عن المدارس.. ولهذا لانندهش حين نفاجأ بأجيال من الشباب المبرمجين وقد امتلأت رءوسهم بأفكار هدامة ضد الدولة والمجتمع.. وبفهم خاطيء عن مفهوم الدين.. إنهم نتاج عقود من بث المعلومات المغلوطة في الكتب والندوات وزوايا الخطابة. هذا العام.. بل وهذا الشهر قررت الدولة توحيد الفكر الاستناري بدءا من المدرسة.. وخاصة المرحلة الأولي من التعليم.. حيث التلاميذ مايزالون أطفالا.. عجينتهم ماتزال قابلة للتشكل.. وحيث تعتبر هذه هي أخطر مرحلة علي الإطلاق في تنشئة المواطن.. فالطفل كما هو معروف في علم النفس يكون ذا قابلية شديدة وخيال واسع لتلقي مايصدر له.. حيث يتشكل معظم معلوماته وثقافته حتي سن السادسة وربما09% من شخصيته بينما يتولي المجتمع الباقي. هذه المرحلة الخطرة هي المرحلة المهملة في التعليم الأساسي.. فحتي المدرسون لايعطونها الاهتمام الكافي.. حيث يخرج الطفل منها شبه جاهل.. تعليميا وثقافيا مكتفيا بما يتعلمه في المنزل علي أيدي والديه جامدي التفكير حيث يكتفي الطفل بتلقي المعلومات والتقليد وقد يكون الوالدان ينتميان إلي الماضي أكثر من انتمائهما إلي الحاضر أو المستقبل. لقد كانت الثقافة أو بالتحديد وزارة الثقافة بشعبها المختلفة في المدن والقري والنجوع منفصلة تماما عن وزارة التربية والتعليم.. كل منهما يحرث في أرضه الخاصة.. والنتيجة هي أن يسرع أحد التنظيمات المتطرفة أو السرية إلي تلقف هؤلاء الصبية أو الشباب لتوجههم حسب توجهاتها هي معتمدة علي الدين أو غيره من المغريات المؤثرة وبذلك يشب هؤلاء وقد تشكلوا تشكلا خاصا بعيدا عن أعين المجتمع والأسرة والمدرسة.. وهؤلاء هم الذين نراهم الآن مخربين ومدمرين في الشوارع الجامعات. إن وزارة الثقافة بوجهها المستنير الآن يمكن أن تؤثر تأثيرا كبيرا بتدخلها أو إشرافها علي المناهج التعليمية من خلال بروتوكول التعاون بينها وبين وزارة التربية والتعليم وأرجو أن يتم هذا بينها وبين الإعلام أيضا.. الذي يفهم الحرية علي أنها بلا أسوار أو حدود حتي إنه أحيانا يخلط بينها وبين الفوضي.