ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الصادرة أمس أن تنظيم داعش الارهابي نجح في إعادة رسم الحدود, مما مزق التماسك الهش في العراق من خلال فصل الأسر وإبعادها عن مصادر رزقها. وقالت الصحيفة في تقرير لها بثته علي موقعها الالكتروني- إن داعش مزقت التماسك الهش للمجتمع العراقي من خلال إجبار الآلاف من الأسر علي المرور عبر نقاط التفتيش المسلحة- من أجل مصلحتها- للوصول إلي الأسواق والمدارس وأماكن العمل. واستشهدت الصحيفة بحديث لمزارع عراقي كان يعيش في إحدي المناطق السنية, مستمتعا بحياة بسيطة تدور حول تربية الماشية وزرع المحاصيل والقيام برحلات إلي المدينة لبيع الحبوب, قبل وصول مقاتلي داعش الذين قلبوا عالمه برسم حدود جغرافية وسياسية جديدة لم تظهر من قبل علي أي خريطة. وأوضح المزارع بهذا الصدد أن العراق قد تمزق برمته بشكل لم نره من قبل, وهذا بسبب داعش... فقد انقسمنا جميعا وانقلبت حياتنا رأسا علي عقب. وأوضحت الصحيفة أن ضغط الجهاديين عمق انقسام العراق إلي ثلاثة كيانات إقليمية مستقلة ألا وهي المنطقة الشمالية الشرقية التي يسيطر عليها الأكراد وقوات البشمركة الموالية لهم والذين يسعون إلي الاستقلال, والمناطق السنية بجنوب وغرب المنطقة الشمالية, التي يسيطر عليها مقاتلو داعش, ثم بغداد وجنوب العراق, حيث تتمركز الميليشيات الشيعية وما تبقي من الجيش العراقي. وأشارت الصحيفة إلي أن هذه الانقسامات الجغرافية تتجلي بوضوح عند نقطة التفتيش المسماة ب مكتب خالد بجنوب مدينة كركوك التي يسيطر عليها الأكراد, والتي باتت بمثابة نقطة حدودية جديدة وخط استقبال ومرور اقتصادي للمجتمعات القادمة من المناطق التي تسيطر عليها داعش. وأفادت وول ستريت جورنال بأن الأكراد في مدينة كركوك توقفوا جميعا عن نقل البضائع عبر نقاط التفتيش خوفا من استغلال المتشددين للشاحنات المغادرة لإخفاء العبوات الناسفة, مما شكل مصاعب علي الأسر الريفية التي تحتاج إلي نقل البضائع الأساسية, بما في ذلك وقود الطهي, ليسمحوا فقط بعبور المشاة. من جانبها, ذكرت صحيفة جارديان البريطانية أن الحملة العسكرية بقيادة الولاياتالمتحدة لهزيمة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش تواجه أزمة ثقة متنامية في ظل الانتكاسات علي أرض المعركة المتزامنة مع الجهود لتحسين التنسيق بين الحلفاء ودعوات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتصعيد الهجمات العسكرية. وأشارت الصحيفة- في تقرير أوردته علي موقعها الالكتروني أمس- إلي إصرار مسئولي البيت الأبيض علي أن استراتيجيه الجمع بين الضربات الجوية ودعم القوات البرية المحلية لا تزال ناجحة علي الرغم من تقدم تنظيم داعش إلي خارج العاصمة العراقيةبغداد وفي بلدة عين العرب-كوباني, غير أنهم يدرسون دعوات زيادة عمليات القصف ضد داعش حال طلبت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ذلك. وأشارت الصحيفة إلي أنه خلال اليومين الماضيين فقط, شنت الولاياتالمتحدة21 غارة جوية منفصلة علي قوات تنظيم داعش في بلدة كوباني وما حولها, كما أنها نشرت مؤخرا مروحيات هجومية من طراز أباتشي لوقف التقدم إلي مطار بغداد. ونوهت الصحيفة إلي أنه مع ذلك, تركز التقديرات الأخيرة للبنتاجون في المقام الأول علي الأضرار التي لحقت ب مواقع الإطلاق لتنظيم داعش والمباني بدلا من ادعاء تحقيق نجاح كبير ضد المقاتلين علي أرض المعركة.