ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء أن تنظيم "داعش" الارهابي نجح في إعادة رسم الحدود، مما مزق التماسك "الهش" في العراق من خلال فصل الأسر وإبعادها عن مصادر رزقها. وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني - إن داعش مزقت التماسك الهش للمجتمع العراقي من خلال إجبار الآلاف من الاسر على المرور عبر نقاط التفتيش المسلحة - من أجل مصلحتها - للوصول إلى الأسواق والمدارس وأماكن العمل. واستشهدت الصحيفة بحديث لمزارع عراقي كان يعيش في إحدى المناطق السنية، مستمتعا بحياة بسيطة تدور حول تربية الماشية وزرع المحاصيل والقيام برحلات إلى المدينة لبيع الحبوب، قبل وصول مقاتلي داعش الذين قلبوا عالمه برسم حدود جغرافية وسياسية جديدة لم تظهر من قبل على أي خريطة. وأوضح المزارع بهذا الصدد أن "العراق قد تمزقت برمتها بشكل لم نره من قبل، وهذا بسبب داعش"..."فقد انقسمنا جميعا وانقلبت حياتنا رأسا على عقب". وأوضحت الصحيفة أن "ضغط الجهاديين عمق انقسام العراق إلى ثلاثة كيانات إقليمية مستقلة ألا وهي المنطقة الشمالية الشرقية التي يسيطرعليها الأكراد وقوات البشمركة الموالية لهم والذين يسعون إلى الاستقلال، والمناطق السنية بجنوب وغرب المنطقة الشمالية، التي يسيطر عليها مقاتلو داعش، ثم بغداد وجنوب العراق، حيث تتمركز الميليشيات الشيعية وما تبقي من الجيش العراقي". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الانقسامات الجغرافية تتجلى بوضوح عند نقطة التفتيش المسماه ب"مكتب خالد" بجنوب مدينة كركوك التي يسيطرعليها الأكراد، والتي باتت بمثابة نقطة حدودية جديدة وخط استقبال ومرور اقتصادي للمجتمعات القادمة من المناطق التي تسيطر عليها داعش. وأفادت "وول ستريت جورنال" أن الأكراد في مدينة كركوك توقفوا جميعا عن نقل البضائع عبر نقاط التفتيش خوفا من استغلال المتشددين للشاحنات المغادرة لإخفاء العبوات الناسفة، مما شكل مصاعب على الأسر الريفية التي تحتاج إلى نقل البضائع الاساسية، بما في ذلك وقود الطهي، ليسمحوا فقط بعبور المشاة.