حدثان جديران بالرصد والتحليل, شهدتهما الساحة التركية المندفعة نحو الإرهاب, لأنهما ببساطة يشيران إلي التأثير المصري الكبير في محيطها الإقليمي, وفي مجالها الحيوي, الأول هو هتاف المتظاهرين الأكراد في تركيا الرافضين للتواطؤ التركي العلني مع تنظيم داعش الإرهابي باسم الرئيس السيسي, والثاني هو تلويح تركيا بتدخل بري في سوريا, والمطالبة بفرض منطقة عازلة علي الحدود السورية التركية يتولي حلف الناتو حمايتها من الطيران السوري, تركيا أردوغان تتصرف مع الدول العربية خاصة سوريا, وكأنها جزء من مملكة قديمة, أو أرض تركية منهوبة, أو توابع من الحريم السلطاني لابد من خضوعهم لارادة الأغا التركي, تتحالف مع التنظيمات الإرهابية في العالم لفرض إرادتها وجعل رئيس تركيا مرشدا فوق مرشد جماعة الإخوان الإرهابية, وقائدا لأمراء الإرهاب من الدواعش القتلة, والقاعدة أوجبهة النصرة الفجرة, وأنصار الشريعة من عشاق الذبح البشري والتجارة بالدين الحنيف, هذا التوجه التركي الغريب أحدث صدمة لدي الغرب حيث وضعت تركيا شروطا غريبة لانخراطها في الحرب علي داعش في مقابل إقناع الغرب بالبدء في تغيير النظام السوري قسرا, ومن ثم إطلاق يد تركيا في تشكيل نظام جديد علي الأراضي السورية يكون حليفا, ومناصرا للإرهاب التركي الجديد, هذا الموقف التركي العجيب الذي رفضته أمريكا يلقي ظلالا من الشك تجاه الأسلوب العفن للسياسة التركية خلال الفترة السوداء التي حكم فيها حزب العدالة, والتنمية المنتمي لجماعات العنف, والإسلام السياسي برئاسة أردوغان عضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين, ويحتم علي مصر اتخاذ مزيد من الخطوات تجاه تركيا التي تمثل الآن خطرا داهما علي إستقرار المنطقة كلها خاصة الشقيقة سوريا التي تقع في مرمي الهدف من النار والارهاب التركي, أريد فقط ان أذكر رئيس وزراء تركيا الذي يدعو الي التدخل البري في سوريا أن مصر لن تقف مكتوفة الايدي أمام أي تمدد تركي في بلاد العرب سواء سياسيا أو عسكريا, لأن التاريخ قد يعيد نفسه مرة أخري اذا اقترب الأغا العثمانلي, وأريد أن أذكره تاريخيا بمعركة نصيبين التي وقعت بين الجيش المصري والأتراك عام1832 م, حيث أسقط الجيش المصري الباب العالي, واحتل إسطنبول10 سنوات كاملة بقيادة إبراهيم باشا, ولم يخرج الجيش المصري من هناك الا باتفاق مع بريطانيا العظمي وحصل الجيش المصري علي كل القطع البحرية التركية كغنائم حرب من الاتراك وأريد أن أذكره أيضا بأن في مصر قائدا فذا مؤيدا من الشعب, ويحفظ أمن وسلامة مصر ويعرف ان الأمن القومي المصري له مفهوم كبير وواسع, ولن تجلس القوات المسلحة مكتوفة الايدي حتي يبلغها اي تهديد وأن المجال الحيوي المصري من تركيا شراقا الي المغرب غربا والي بحيرة فيكتوريا جنوبا والبحر المتوسط شمالا ولابد أن يكون لمصر( عين ويد) في هذا المجال وتتابع العدائيات خاصة ان كانت إرهابية دموية لا تؤمن بحدود وطن للتعامل مع نمو العدائيات بالأدوات السلمية أولا, ويكون الاستعداد فيما بعد بإستخدام كل الوسائل, وأن عصر حريم السلطان التركي قد انتهي إلي غير رجعة حتي لو أرتدي الاغا التركي قناعا إسلاميا مزيفا وجمع حوله طوائف الحشاشين الجدد المتاجرين بالدين, لم يكن احتضان تركيا تنظيم داعش يحتاج الي دليل خاصة بعد أن اتجهت آلة الذبح والقتل الداعشيةالرهيبة الي صفوف الأكراد السنة الذين تناصبهم تركيا العداء المطلق منذ سنوات, ولم يكن الإفراج عن جميع الرهائن الأتراك الذين احجزوا من القنصلية التركية في الموصل الا فصلا من فصول التفاهم والتنسيق بين داعش, والأتراك الإرهابيين حيث حصل التنظيم علي كميات هائلة من الأسلحة نظير اطلاق الدبلوماسيين الاتراك, كما أن التنظيم الإرهابي لدولة داعش لا يملك أي مكاتب اتصال مع الخارج الا دولة واحدة هي تركيا, واليها ينقل الجرحي الإرهابيون للعلاج كما تمثل تركيا رافد الإمداد الأساسي للمقاتلين الدواعش الإرهابيين من جميع أنحاء العالم, حيث تمثل تركيا محطة اساسية لانتقال الإرهابيين خاصة العرب إلي داخل مواقع القتال,هذه المعطيات دفعت شخصيات غربية مرموقة كانت لوقت قريب مخدوعة في الدور التركي في المنطقة, وتحسبه يساند حلف الناتو والغرب علي الدوام أن توجه انتقادات مباشرة للارهابي التركي اردوغان وتتهمه مباشرة باحتضان تنظيم داعش, كما قال جون بايدن, ودفع اكراد تركيا للثورة بعد أن ظهر جليا التواطؤ التركي في دفع تنظيم داعش لذبح سكان مدينة عين العرب السورية ذات الأغلبية الكردية, وأيضا إعلان أحزاب كردية تركية عريقة مثل حزب ديمقراطية الشعوب ذي الأصول الكردية أن سقوط عين العرب( كوباني) سيمثل إنهيارا كاملا للسلام بين حكومة أردوغان الإرهابية وبين أكراد تركيا وأن الثورة في الشارع التركي ستكون أبلغ رد علي مساندة أردوغان للإرهاب سواء تنظيم داعش أو الإخوان المسلمين, وهو ما حدث بالفعل ليفاجأ العالم أجمع بهتاف الشباب الكردي باسم السيسي كنموذج عالمي لمكافحة الإرهاب بحنكة واقتدار, ويفاجأ العالم أيضا بالعنف المفرط للأغا التركي الذي صدع رءوسنا بالحديث عن الديمقراطية, وهو يقتل23 كرديا في يوم واحد لمجرد الاعتراض علي مساندته لإرهاب داعش, هذه المفاجآت التي ظهرت حتي الآن في التصرفات التركية العقيمة تؤكد أنه يسير نحو هاوية الإرهاب, والدليل علي ذلك ما حدث في البرلمان التركي الذي وافق علي مذكرة اردوغان التي تخوله التدخل عسكريا في سوريا والعراق, وهو ما دفع المعارضة التركية إلي الاعتراض بعد ان رأت في المذكرة تفويضا للتدخل في سوريا بنية تغيير النظام لا لمحاربة داعش, وهو مالاحظه النواب الأتراك من سوء نية أردوغان في مذكرته, حيث تطاول علي النظام السوري أكثر من عشر مرات وإكتفي بذكر داعش مرة واحدة, والمؤكد أن الطموحات, والرغبات التركية كبيرة, وأن تحالفها مع الإرهاب بأنواعة لن ياتي بخير, وهو ما يدفعني لطرح سؤال.., هل يدفع أردوغان, وطاقمه إلي التدخل المباشر بهدف تغيير الموازين علي الأرض وإقامة منطقة حظر جوي في الشمال السوري؟ أم أن قادة الجيش التركي لديهم القدرة علي لجم اندفاعه نحو مزيد من بحور الدم علي الارض العربية؟, وهل بوسع تركيا التعاطي مع تداعيات قرار تدخل عسكري بري في سوريا والعراق ؟ وهو ما يؤكد أن الرئيس اوباما نفسه والغرب أخطأوا في تقدير خطورة الإرهاب, واخطأوا في فهم التوجه التركي الجديد. [email protected]