المقوله الشهيره التي تقول للسفر فوائد كثيره هي مقوله لاتزال لها معقوليتها ولكن بعد أن التقيت شخصيتين من ليبيا الشقيقة ممن لهم خبره ودرايه كبيرة بالوضع في ليبيا ويقيمون في مصر الان, وجدتهم يعلقون علي خبر ورد في اعلامنا يقول ظاهرة غريبة تتجسد في أن الكثير من المصريين لايزالون يتدفقون علي السفارة الليبية للعمل في ليبيا فيقولان أنه أصبح لا عمل متوفر في ليبيا اليوم الا لمن بقي تحت الظروف أو تم ابتزازه أو قرر البقاء في وظيفة, و لكن استحالة أن تكون هناك أي فرصة عمل جديدة.. وبالتالي فهما يؤكدان أن من يذهب و يتدفق علي ليبيا هو من الداعشيين أو القاعديين أو الاخوانيين أو المتشددين ممن يريدون حمل السلاح و الدخول في الصراعات القائمة علي الأرض الليبيه من باب المناصره!! أو من باب التعبئة في مسيرة ارهاب هذا الوطن. من هنا يكون من المهم دق جرس الانذار علي غرار مقولة الراحل يوسف وهبي حكمدار القاهرة في ذلك الفيلم حين قال الدواء فيه سم قاتل في محاولة منه لانقاذ مواطن مسالم سيحصل علي دواء أعده له أحد الصيادلة خطأ.. كان ذلك في الماضي المناقض لما نحن فيه اليوم, من هنا نقول إن السفر الي الشقيقة ليبيا اليوم في هذه الأجواء المؤسفة المسمومة فيه سم قاتل. حيث يتحول القطر الشقيق الي مغناطيس التكفيريين, والمتشددين, والداعشيين والاخوانيين الذين هددوا باللجوء الي الارهاب علي ألسنة قادتهم ليشكلوا ورما خبيثا في ليبيا لا يهدد ليبيا ودول الجوار فحسب, بل يتخطي ذلك علي المستويين الاقليمي والدولي. الموقف في ليبيا اليوم يحتاج الي تدبر ما يحدث للتنبؤ بما هو قادم والسعي للتدخل في السيناريوهات ذات الأثر البالغ والمباشر علي الأمن القومي المصري, خاصة ان حادث الفرافرة يدل علي ما يكنه ويخطط له الارهابيون الذين قدموا كما هو ثابت من الأراضي الليبية فماذا عن الموقف في لبيبا؟! مع الأسف والدعاء بأن يتغير الواقع في ليبيا الي الأفضل- فانه وإلي الآن يبدو انه يسير في اتجاه ثلاثة دويلات في برقة وفزان وطرابلس... المشكله الأكبر تكمن في المنطقة الشرقيه حيث توجد الجماعات الارهابيه وتسعي جماعة الاخوان الي جعلهم كتله واحده لتكون ضد مصر بدعم اقليمي ودولي من دول تمد هذا الكيان الارهابي الذي يتشكل بالمال والعتاد ليكون رأس حربة في خطة تفتيت الشرق الأوسط الجديد و يكون شوكة تهديد مستمر لمصر, خاصة بعد سيطرتهم علي مطار سرت الذي شهد طائرات تحمل سلاحا نوعيا لهذه الجماعات بالاضافه الي تمويلهم و تدريبهم ليصلوا الي نحو15 ألف إرهابي. الأمر كما هو معروف ليس مقصورا علي حدود مصر الشرقيه بل تمتد المواجهه الي حدودنا في الشرق و كذلك الي الجنوب و هو ما يحتاج الي سرد تفاصيل كثيرة و لكن النقطه الجوهرية ما هي السيناريوهات المتعدده وكيف يمكن لنا التدخل الايجابي لاحباط أسوأ هذه السيناريوهات و تفعيل سيناريو معياري يحتوي كل هذا التخريب بحيث تتعاون دول الجوار العربي أساسا فيما بينها خاصة مصر والجزائر والمغرب وتونس اذا ابتعدت عن البعد الأيدولوجي فيما يخص اخوان تونس فكلها دول مستهدفه ومرشحه بقوه للسيناريو الليبي, كذلك يحتاج الأمر الي خطاب ديني قوي ومدروس من جديد يحتوي كل هذا التخريب الفكري الذي زرعته جماعة الاخوان و من علي شاكلتها... حيث اننا لا نزال نعاني بكل الاسف من تغلب الفكر الايدولوجي المفتعل والمعتدي علي حقيقة وجوهر الدين و التفكير الانساني السوي, يقول مثلا واحد ممن كانوا محسوبين علي التنمية البشريه ان الأمر يتحسن بوصول الحال كما نري في العراق و ليبيا و اليمن أي جنون هذا! ان مثل هذه الأصوات- التي هي من انكر الاصوات قد تحولت بين عشية وضحاها الي أبواق من البوم الذي ينعق لخراب الأوطان ليؤكد عمق المأساه وهو الأمر الذي يستوجب استحضار كل الطاقات اللازمة لمواجهة هذا الفكر المنغلق والمسطح الذي يغلب عليه الايدولوجية وسرعة طلقات الحجج الملقنه والمحفوظة في اعلام به الكثير من السم من حولنا, و لكن الأدهي و الأصعب أن تري عناصر في اعلامنا ممن يفترض بهم أن يتعاملوا مع عناصر اعلام الحرب والفتنة بكل عمق و دراية و منطق سوي, فاذا ببعضهم يتعامل بحمق ورعونة تزيد الطين بله في الاتجاه المعاكس لما ينبغي أن تكون عليه الأمور في ادارة الصراع المركب الذي نحن بصدد ادارته حيث نجد أنهم يبددون الوقت و الجهد للحوار عن أن ثورة25 يناير لم تكن ثورة و أن الثورة هي30 يونيو فقط بحيث يؤكدون باطلاقية سطحية أن كل من اشترك في25 يناير من المتآمرين أو المضحوك عليهم أو من الأدوات الغبيه, وكل ذلك محض هراء و ابتعاد عن الأسباب الموضوعية التي ينبغي التفاعل معها واهملها وأساء اليها نظام مبارك... نعم, لقد ركب علي الثورة في يناير الكثير من الأجهزة المعادية وكانت هناك خطط مسبقة وموضوعة ما كان لها أن تجد حيزا لها علي أرض الواقع لولا تقصير فظيع من النظام الأسبق ثم اختطفها الاخوان بتعاون مع الولاياتالمتحدة وهناك كتاب حديث صدر في واشنطن يعنوانIKHWANGATE و سوف نعود لتحليله لاحقا, اذا فلقد كان للثورة اسباب موضوعيه استمرت علي أرض الواقع فكان نتيجة ذلك تصحيح المسار في ثورة30 يونيو... وهو ما استقر عليه الأمر في الدستور المصري وأقر به صراحة رئيس الجمهورية المنتخب فلماذا ذلك السم في اعلامنا الذي من شأنه أن يستبعد الشباب أكثر فأكثر ممن يشعرون أنهم قاموا بثورة25 ينايرالتي كانت الأساس لثورة30 يونيو, الا يكفينا موضوع السفر السام لقطعان من المحتقنين و الدجمائيين ممن يتم الزن في اذانهم ليلا و نهارا, فاذا باعلام سام أيضا يسهم في ذلك الزن بدلا من وقفه و منعه و تحويله لصالح أمة تبني الاخاء و ترد كيد المعتدين...