ما الدليل علي مشروعية صلاة عيد الأضحي؟ وما حكمها؟ لقد جاءت مشروعية صلاة عيد الأضحي في الكتاب العزيز, فقد قال عز وجل( فصل لربك وانحر) وفيما يتعلق بحكمها فقد اختلف الفقهاء في حكم صلاة العيد, حيث ذهب الحنفية إلي أن صلاة العيد واجبة, وذهب المالكية والشافعية إلي أنها سنة مؤكدة, بينماذهب الحنابلة إلي أنها فرض كفاية كصلاة الجنازة أي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين. وما الحكمة من مشروعية صلاة عيد الأضحي؟ كان لكل قوم يوم يتجملون فيه ويخرجون من بيوتهم بزينتهم. حيث ورد عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما, فلما قدم النبي صلي الله عليه وسلم المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الفطر ويوم الأضحي. متي تصلي صلاة عيد الأضحي؟ صلاة عيد الأضحي تكون في اليوم الأول من أيام النحر, وقد ذهب جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة إلي أن وقت صلاة العيدين يبتدئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب رؤية العين المجردة- وهو الوقت الذي تحل فيه النافلة- ويمتد وقتها إلي ابتداء الزوال. بينما ذهب الشافعية إلي أن وقتها ما بين طلوع الشمس وزوالها, ولكن يفضل صلاتها عند ارتفاع الشمس قدر رمح, ويستحب عدم تأخيرها عن هذا الوقت لكي يفرغ المسلمون بعدها لذبح أضاحيهم. حيث إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كتب إلي بعض الصحابة: أن يقدم صلاة الأضحي ويؤخر صلاة الفطر. وهل يجوز أن تصلي في أيام التشريق لمن لم يدركها في يوم النحر ؟ إذا تركت الصلاة في اليوم الأول, فإنه يجوز أن تصلي في اليوم الأول والثاني من أيام التشريق, وهما الثاني والثالث من أيام النحر, وسواء أتركت بعذر أم بغير عذر, إلا أنها إذا تركت بغير عذر فإن ذلك مكروه, وتلحقهم الإساءة, وتكون أداء في هذه الأيام, وإنما جاز الأداء في هذه الأيام قياسا علي الأضحية, فإنها جائزة في اليوم الثاني والثالث, فكذا صلاة العيد; لأنها معروفة بوقت الأضحية فتتقيد بأيامها.وهذا بالنسبة للجماعة. أما المنفرد إذا فاتته صلاة العيد فلا قضاء عليه عند الحنفية. ومثله الشافعية والحنابلة, إلا أنهم يجيزون صلاتها في كل أيام التشريق وفيما بعد أيام التشريق, ويعتبرونها قضاء, وعند المالكية من فاتته صلاة العيد مع الإمام يستحب له أن يصليها من غير إيجاب وما كيفية أداء صلاة العيد ؟ صلاة العيد, لها حكم سائر الصلوات المشروعة; فيجب ويفرض فيها كل ما يجب ويفرض في الصلوات الأخري. ويجب فيها زيادة علي ذلك: أن تؤدي في جماعة وهو قول الحنفية والحنابلة.والجهر بالقراءة فيها, وذلك للنقل المستفيض عن النبي صلي الله عليه وسلم. وأن يكبر المصلي تكبيرات زوائد بين تكبيرة الإحرام والركوع في الركعة الأولي, وأن يكبر مثلها أيضا بين تكبيرة القيام والركوع في الركعة الثانية, وهذه التكبيرات الزائدة قد خالف في وجوبها المالكية والشافعية والحنابلة, ثم اختلفوا في عدد هذه التكبيرات ومكانها. فالشافعية قالوا: هي سبع في الركعة الأولي بين تكبيرة الإحرام وبدء القراءة, وخمس في الركعة الثانية بين تكبيرة القيام وبدء القراءة أيضا. وذهب المالكية والحنابلة إلي أنها ست تكبيرات في الركعة الأولي عقب تكبيرة الإحرام, وخمس في الثانية عقب القيام إلي الركعة الثانية أي قبل القراءة في الركعتين والجهر بالقراءة واجب عند الحنفية فقط. واتفق الجميع علي مشروعيته.