أكد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني ورئيس الوزراء الاسبق أن الأمن القومي المصري مرتبط بجيرانه ومصلحة مصر في سودان ينعم بالسلام والاستقرار والديمقراطية ما يتطلب المتابعة اللصيقة لما يجري في السودان ودعم التوجه نحو السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي أسوة بموقف مجلس السلم والأمن الأفريقي. مشيرا إلي أن قوي التغيير الشعبية في السودان بصدد الدعوة لمؤتمر إقليمي يضم السودان وجيرانه لإبرام اتفاقية أمن إقليمي, وكذلك الدعوة لعلاقة تكامل مع مصر يمكن أن تتطور في اتجاه ثلاثي عندما تستقر الأوضاع في ليبيا في ظل الشرعية الديمقراطية فيها وإنهاء الخلافات حول مبادرة حوض النيل لتوثيق علاقات دول حوض النيل علي أساس الاتفاقية الإطارية, وتطوير العلاقات الثقافية والاقتصادية والتجارية مع دول حوض النيل, كذلك العلاقات بين شعوبها في إطار منظمة شعبية لبلدان حوض النيل باسم أسرة حوض النيل وتطبيع علاقات السودان مع الأسرة الدولية, وكذلك الدعوة لعلاقة توأمة مع دولة جنوب السودان. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها برنامج الدراسات الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان التطورات السياسية في السودان وتداعياتها الداخلية, والإقليمية والدولية واستضاف خلالها نخبة من المثقفين والمتخصصين في الشأن السوداني والأفريقي في مصر والسودان. ومن جانبها أكدت الدكتورة أماني الطويل مدير الوحدة الدولية و برنامج الدراسات الافريقية خلال كلمتها أن الحالة المصرية بعد الثورة قد استنفذت طاقات كانت موجهة الي الاهتمام بالتطورات السودانية الداخلية لصالح الاهتمام بالتفاعلات المصرية وأنه قد آن الأوان للعودة للاهتمام بما حولنا بعد حالة الاستقرار النسبي الذي تشهده مصر حاليا مشيرة أيضا الي أن هناك ترتيبات جديدة في مركز الأهرام للدراسات تستهدف مزيدا من التفاعل مع القضايا الافريقية عموما والسودان وحوض النيل خصوصا مؤكدة علي أن البرنامج يقف علي مسافة واحدة من كافة أطراف التفاعل في القضايا المطروحة ومرحبة بكل أنواع التعاون وتبادل الخبرات مع مراكز التفكير والدراسات المثيلة في النطاقين الافريقي والسوداني. كما أكد زعيم حزب الأمة خلال الندوة أن المعارضة السودانية سوف توحد موقفها مع خريطة الطريق سالفة الذكر مشيرا الي أن أمام النظام إما قبولها استصحابا لتجربة جنوب أفريقيا( الكوديسا), أو رفضها والمضي في ترتيبات العناد والانفراد وبالتالي مواجهة عزلة داخلية, وإقليمية, ودولية وبما يطرح مناخ مناسب لانتفاضة شعبية حاسمة ضد النظام. وحذر المهدي من تمسك النظام السوداني بالعناد وهو صاحب مرجعية إخوانية بما يمهد بخسائر سياسية له. أما في حال اتجاه السودان نحو نظام جديد فسوف يتخذ الموقف الذي رسمه( نداء استنهاض الأمة) وهو نداء في إطار الوسطية العالمية لمواجهة الصراعات الممزقة للأمة, واستطرد المهدي إن التأسيس علي التجربة السودانية(1989-2014), والتجربة المصرية الأخيرة خطة انتحارية لا ينقذ منها إلا اجراء نقد ذاتي للتجربتين واستصحاب التجربة التونسية والمغربية, والاندونيسية اللتصالح مع الدولة المدنية والمجتمع التعددي. مصطفي خالد