يبدو أن الطبيعة قد إنحازت لمدينة مرسي علم بمحافظة البحر الأحمر حيث تتميز بمجموعة من عناصر البيئة البحرية الفريدة والتي تجسد قصة عشق بينها وبين كل من يزورها يتعمق في لوحاتها الفنية النادرة التي تحتضنها مياه البحر علي طوال امتداد شواطئها حيث الكائنات البحرية النادرة والشعاب المرجانية التي ليس لها مثيل ربما علي مستوي بحار العالم ورغم أن مدينة مرسي علم مازالت وليدة وحديثة العهد علي خريطة السياحة حيث كانت منذ بضع سنوات مضت تتقوقع حول عدد من السكان بمنازلهم القديمة وأخري تابعة لشركة التعدين علاوة علي المصالح الحكومية إلا أن المتتبع للحركة الإستثمارية بهذه المدينة يلمس جيدا مدي شغف المستثمرين السياحيين بإقامة مشروعات سياحية بها ولذلك أقيم بها خلال السنوات القليلة الماضية عدد كبير من القري والفنادق السياحية الفخمة وأقيم بها مطار دولي لخدمة الحركة السياحية كما أن المتتبع لها أيضا يلمس أن هذه المدينة لها قاصدوها من السائحين الأغنياء وهذا دليل علي خصوصية مقوماتها السياحية المتفردة. ومن هنا تحاول الأهرام المسائي أن تنبه أصحاب القرار إلي أهمية أن تظل هذه المدينة البكر في مقوماتها السياحية الطبيعية مدينة ذات خاصية سياحية معينة من حيث الحفاظ علي ثرواتها البحرية النادرة التي هي أساس عملية الجذب السياحي بمعني أنه يجب أن تتضافر كافة الجهود من أجل ألا تتكرر بها نفس الأخطاء التي وقعت في مناطق سياحية أخري شهدت تنمية سياحية غير منظمة وغير منضبطة لحد كبير نتجت عنها أضرار بيئية بالطبع كان لها تأثير سلبي علي مقومات تلك المناطق ومنها عمليات الردم وإلحاق أضرار بالشعاب المرجانية خاصة ماحدث قبل صدور قانون حماية البيئة وأبرز مثال علي ذلك عمليات الردم التي شهدتها شواطئ الغردقة والتي أضرت بمساحة من الشاطئ لاتقل عن ثلاثة ملايين متر مسطح لاسيما قبل صدور القانون. يقول الدكتور محمود حنفي الأستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس وصاحب عدة دراسات عن بيئة البحر الأحمر أن تقدم الشعوب يقاس بمدي الاستفادة من تجاربها سواء الفاشلة أو الناجحة ففي الغردقة علي سبيل المثال رغم أنه حدثت بها تنمية كبيرة جدا لكنها للأسف اعتمدت في بدايتها علي الكم لا الكيف بمعني أن مؤشر النجاح لهذه التنمية اعتمد علي عدد الفنادق وعدد الغرف الفندقية التي اقيمت بها وعدد الزائرين فكانت التنمية التي حدثت غير مرشدة والدليل علي ذلك عمليات الردم التي شهدها الشاطئ وهذا يجب أن يكون جرس إنذار لعملية التنمية في مرسي علم حيث يجب ألايتبع هذا الأسلوب بهذه المدينة التي لاتزال بكرا في ثرواتها السياحية فيجب أن يعمل الجميع وعلي رأسهم وزارة السياحة بأن تتم التنمية وفقا للقدرة الإستيعابية للبيئة البحرية التي هي الركيزة الأساسية للحركة السياحية وألا تكون الأنشطة البشرية التي تتم حول أماكن الغوص علي وجه الخصوص عشوائية وتفوق الطاقة الإستيعابية لهذه المقاصد وأن يطبق قانون البيئة علي كل كبيرة وصغيرة في هذه المدينة حفاظا علي ثرواتها الطبيعية ويضيف أن وزارة السياحة ومحافظة البحر الأحمر ومنظمات مدنية كانت قد أعلنت عام2004 أن منطقة مرسي علم وجنوبها أماكن للسياحة البيئية التي تعتمد علي الكيف وليس الكم فهذا الأسلوب هو الذي يحافظ علي الموارد الطبيعية ويعظم من دخل السياحة بها ويقلل من الأضرار ويجلب سائحا ذا مستوي مادي وثقافي مرتفعا. وتأكيدا لأهمية هذه المدينة وكونها مقصدا سياحيا فريدا يطلب الحماية الدائمة حتي تظل مقوماتها السياحية سواء البحرية أو البرية بذات الكفاءة وجدنا العديد من الأجانب من عشاق البيئة الطبيعية يولون اهتماما بمرسي علم خاصة الإيطاليين الذين يعشقونها ولذلك نجد أنهم يحتلون المقدمة في أعداد السائحين الوافدين إليها حيث نشر مؤخرا موقع إيطالي شهير تقريرا مطولا راح كاتبه يغرد ويتغني بهذه المدينة حيث وصفها بأنها بلد الزمرد والذهب ومقصد الجمال الرباني مؤكدا أنها بها عجائب سبع وأنها أصبحت واحدة من المقاصد السياحية المفضلة للسائحين من مختلف الجنسيات خاصة أولئك الباحثين عن مكان خاص للإسترخاء ويمكن من خلاله القيام بتجربة فريدة من نوعها ذات إتصال وثيق بالطبيعة والجمال التاريخي ومرسي علم باتت كما وصفها التقرير الإيطالي واحدة من الوجهات الأكثر زيارة في مصر بعد شرم الشيخوالغردقة وأنها تقع بالقرب من مدار السرطان وكانت منذ سنوات قريبة قرية بسيطة للصيادين ولكن ميلادها يعود لنحو ألفي سنة عندما شيد بها بطليموس الثاني مقصورة ليصل إلي مناجم الذهب والزمرد الموجودة بجبالها وقال التقرير إن شعاب مرسي علم المرجانية من أكثر شعاب العالم جمالا وواحدة من الأسباب التي صنعت المجد السياحي العالمي لهذا الفردوس وفند العجائب السبع لهذه المدينة كما رأها هذا التقرير الإيطالي مشيرا إلي أن أول عجائبها هو حطام أبو غصون حيث إن شهرة شاطئ أبو غصون تأتي من حطام السفينة التجارية التي تدعي حمادة والتي كانت قد شيدت في الستينيات بغرض الإبحار إلي بحار الشمال ومن ثم الإتجاه إلي الجنوب في البحر المتوسط والأحمر وفي عام1993 تسبب عاصفة في شطر هذه السفينة إلي نصفين وبقي حطامها أمام أبو غصون بمرسي علم والعجيبة الثانية هي مرسي فجيرة ومرسي صمداي فالأولي تقع إلي الشمال من مرسي علم علي حدود محمية وادي الجمال وهي مكان بسيط للغطس وبه تشاهد قيثارات البحر ونسور البحر وأسماك القرش الصغيرة أما في الثانية فيمكنك مشاهدة الدلافين ومجموعة من ثعابين البحر والعجيبة الثالثة هي جزيرة يوتوبيا والتي تعد زيارتها حلما لا تريد الاستيقاظ منه فهناك روعة الغوص مع الشعاب المرجانية المليئة بالكائنات النادرة ثم تأتي عجيبة خليج الأطوم والأطوم حيوان مائي ضخم ويسمي ببقرة البحر ويوجد بمرسي أبو دباب ويظهر في فترات معينة في السنة أما العجيبة السادسة فهي محمية وادي الجمال حيث الماعز الجبلي والغزلان وغيرهما من الحيوانات والطيور النادرة وجعل التقرير زيارة الأقصر انطلاقا من مرسي علم هي العجيبة السابعة وأنه من يذهب لمرسي علم يجد لزاما عليها التوجه إلي الأقصر رغم أنها ليست قريبة الي مرسي علم بل تبعدها بنحو300 كيلومتر فهناك أشهر آثار العالم