الشعوب تتقدم بالسياسة.. والشعوب تتأخر أيضا بالسياسة.إذا انصرف الناس عن ممارسة السياسة فهذا يعني أن هناك من سيديرها بالنيابة عنهم.لايجوز لشعب أن ينصرف عن السياسة.بالسياسة يحدث التغيير يحدث الاصلاح. الشعوب تمنح حكامها تفويضا.. في الماضي كان يتم منحة للحاكم الفرد.. في العصر الحديث يمنح التفويض لأعضاء البرلمان الذين يراقبون أداء الحكومة.. ويوافقون أو يرفضون ما يقدم لهم من تشريعات. البرلمان في بلاد أخري مثل الولاياتالمتحدة هو شريك في الحكم رغم ان الرئيس ينتخبه الشعب عبر تصفيات داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي ثم يواجهه الفائزون من كل حزب بعضهما عبر سلسلة طويلة من التحديات تطول أمريكا من شرقها إلي غربها. في مصر لدينا مشكلة الانصراف عن السياسة. لابد أن نعترف بذلك لأننا نتحدث عن مستقبل مصر ولا نتحدث فقط عن اللحظة الراهنة. الأحزاب المدنية ضعيفة.. تلك حقيقة اخري يجب أن نعترف بها. الناس تخشي السياسة.. البعض الآخر يخوضها بعصبية وتوتر وعنف المجتمعات غير المتطورة هي التي تشهد عنفا في العملية الانتخابية. لذا يجب علينا دراسة الواقع الراهن. الواقع الراهن يرتب مسئولية كبيرة علي الدولة وعلي الحزب الرئيسي. هذه المسئولية تتمثل في دفع مصر إلي مزيد من المدنية في التشريعات والنظام السياسي.. انهاء تدين المجتمع وإلي الابد.. فصل الدين عن الدولة بشكل واضح وصريح. مصر ليست في حاجة إلي التأرجح مابين الديني والمدني.. ذلك هو جوهر صراع الدولة منذ محمد علي. لسنا في حاجة إلي اللعب مع تيار الإخوان المسلمين.. نحن في حاجة إلي الصراع السلمي بين أحزاب مدنية.. اذا ارتضي الاخوان ان يلعب وفق هذه القواعد أهلا وسهلا.. واذا لم يرتضوا يتم تطبيق القانون. لا مفر من دفع الناس إلي السياسة وفق قواعد حديثة. [email protected]