في وقت بدأت فيه اللجنة العليا للانتخابات, مراجعة كشوف الناخبين, تمهيدا للإعلان عن بدء إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة, بالتنسيق مع وزارة العدالة الانتقالية. كشفت حركة اخوان بلا عنف المنشقة عن جماعة الاخوان, عن مخطط جديد للجماعة, يستهدف الهيمنة علي مجلس النواب المقبل, وعرقلة عمل النواب والحكومة. وقالت الحركة في بيان لها أمس, ان الجماعة نجحت في اختراق عدد غير قليل من التحالفات الانتخابية التي تم تشكيلها أخيرا, وانها نجحت خلال الفترة الأخيرة في الدفع بعدد من مرشحيها علي القوائم الأولي لهذه التحالفات, مقدرة عدد المرشحين الذين تم الدفع بهم بنحو1987 مرشحا, ستقوم الجماعة بدعمهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وزعمت الحركة في بيان لها أمس: إن الجماعة نجحت في التحالف مع عدد من الأحزاب الإسلامية, وعلي رأسها حزب النور, الذي وافق رغم ما يبديه من انتقادات للاخوان في غير مناسبة, علي انضمام عدد كبير من مرشحي الجماعة إلي قائمته الانتخابية, وهو ما أكدته مصادر داخل الحركة بالقول ان الجماعة نجحت أيضا في الاتفاق مع عدد من الأحزاب المدنية الأخري, وفي مقدمتها حزب مصر القوية الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح, فضلا عن أحزاب الدستور والمؤتمر والكرامة. ولفتت المصادر الي اتصالات لا زالت تجري بين الجماعة وقيادات تلك الأحزاب, عن طريق البرلماني السابق محمد العمدة احد ابرز مؤيدي للرئيس المعزول, الذي نقل عرض الجماعة لهذه الأحزاب, بتمويل قوائمها الانتخابية بشكل كامل, في مقابل الدفع بعدد من أعضاء الجماعة علي قوائمها الانتخابية. وقال وزير العدالة الانتقالية وشئون مجلس النواب المستشار إبراهيم الهنيدي, في بيان له أمس إن الوزارة تنسق حاليا مع اللجنة العليا للانتخابات وعدد من الوزارات المعنية مثل الداخلية والتنمية المحلية, لسرعة الانتهاء من إعداد وتنقية كشوف الناخبين, مشيرا الي أن الوزارة تنسق ايضا مع الجهات المعنية لضمان سرعة الانتهاء من صياغة وتعديل القوانين والقرارات المتعلقة بالانتخابات البرلمانية المقبلة, ومن بينها قانون تقسيم الدوائر الانتخابية القائم علي الوزن النسبي للقواعد الانتخابية, وفقا لقانون مجلس النواب. وقال الهنيدي أن هذه الإجراءات تأتي في إطار التمهيد لإجراء انتخابات برلمانية نزيهة وشفافة, وبما يفرز مجلسا للنواب يحقق الاستحقاق الثالث في خارطة الطرق لتكتمل معه مؤسسات الدولة, وتبدأ عملية التحول الديمقراطي الحقيقي لمصر. وتزامنت التحذيرات التي أطلقتها حركة اخوان بلا عنف, مع إعلان حزب النور الجناح السياسي للدعوة السلفية, عن استبعاد عدد من مرشحيه الذين وقع عليهم الاختيار من قبل المجمعات الانتخابية للحزب في المحافظات, بسبب ما وصفه بميولهم الإخوانية. وقال مساعد رئيس حزب النور الدكتور شعبان عبد العليم: إن رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون وعددا من القيادات, التقوا أخيرا مع رؤساء المجمعات الانتخابية في بعض المحافظات لمناقشة آخر الاستعدادات المتعلقة بخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة, مشيرا إلي استقرار الرأي علي استبعاد عدد من الأشخاص الذين وقع عليهم الاختيار من قبل المجمع الانتخابي بكل محافظة, اتضح أنه لهم ميول إخوانية ومتعاطفين مع جماعة الإخوان في الخفاء. وكانت الدعوة السلفية, الجناح الدعوي لحزب النور, قد استبقت اعلان الحزب استبعاد عدد من مرشحيه في الانتخابات المقبلة, لتعاطفهم مع الاخوان, بانتقادات هي الأعنف للجماعة, اذ حملتها خلالها مسؤولية ما أصاب الحركة الإسلامية من أزمات, في أعقاب الإطاحة بها من الحكم في30 يونيو من العام الماضي. وأصدرت الدعوة السلفية بيانا لفتت فيه إلي سلسلة المبادرات التي تقدمت بها, وطالبت خلالها جماعة الإخوان, بالاستجابة للمبادرات التي طرحت, اجتنابا للصدام ومراعاة لموازين القوي علي الأرض, وكفا عن خطاب التكفير والكراهية, مشيرة إلي أنها الدعوة السلفية- لم تلق من الجماعة إلا التخوين والرمي بالنفاق, بل والتكفير وغير ذلك مما يعف اللسان عن ذكره, ويترفع القلم عن كتابته. ولفتت الدعوة علي لسان المتحدث الرسمي باسمها, الشيخ عادل نصر, إلي المبادرة التي أطلقها حزب النور قبل أيام من الإطاحة بنظام الإخوان من الحكم, مشيرة إلي أن هذه المبادرة كانت بمثابة طوق النجاة للإخوان وللثورة كلها, وخروجا حكيما من المشهد الأليم, وقال نصر: لقد أثبتت الأحداث أنها كانت قراءة صحيحة للواقع, إذ ليس أدل علي ذلك من أن مرسي قد أخذ بها, عشية عزله, لكن بالطبع كان قد فات الأوان. وتزامن بيان أمس مع تصريحات أطلقها نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية, الشيخ ياسر برهامي, عبر موقع الفتح الإلكتروني التابع لها, قال فيها: إن الرئيس السيسي كان يريد المصالحة قبل فض اعتصام رابعة, مستشهدا بالقيادي الإخواني عمرو دراج, الذي يشهد علي ذلك, وقال برهامي: إن الدعوة عندما أعلنت عن مساندتها للرئيس السيسي فإنها كانت تعلن مساندتها لبقاء الدولة. ويأتي الهجوم الأخير للدعوة السلفية علي جماعة الإخوان, ردا علي ما وصف بمشروع مبادرات للمصالحة, اطلقتها الجماعة عبر قيادات في الداخل, خلال الفترة الأخيرة, استهدفت, حسب مراقبين, جس نبض الدولة, ربما كان من أهمها ما نسب للقيادي الاخواني, حمدي زوبع, من تصريحات, دعا فيها قيادات الجماعة إلي ما وصفه بقراءة الواقع والنظر في المتغيرات, في إشارة لطلب السلطات القطرية عددا من قيادات الجماعة بالمغادرة قبل نحو أسبوع, وقال المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية: الآن أدركتم أهمية قراءة الواقع ووجوب استكشاف المخاطر في المآلات والعواقب؟ الآن وبعد أن ضاعت كل الفرص وخسرت كل المكتسبات, وخابت كل المراهنات, الآن بعد أن سالت الدماء وأزهقت الأرواح وعظمت الخسائر وشوهت الصورة ولحق الضرر بالقريب والبعيد, الآن وبعد ظهور العواقب والنتائج أدر كتم أنه لا بد للسياسي من قراءة الواقع والاستجابة للمتغيرات؟. وقال نصر: إن الدعوة السلفية لم تلق من الجماعة عندما أطلقت العديد من المبادرات, إلا الاتهام بالعمالة والخيانة, مشيرا إلي أن الجماعة اختارت السير في الطريق المسدود, والإصرار علي المراهنات الخاسرة, والتصميم علي ما وصفه بعدم الإفاقة من الغيبوبة, واعتبر نصر أن جماعة الإخوان لو استجابت للدعوة التي اطلقها حزب النور والدعوة السلفية, بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في30 يونيو الماضي, لكانت حصلت علي كل المكتسبات, ولأبقت علي كيانها وحزبها السياسي, وما أريقت قطرة دم واحدة.