سيطرت علي ايهاب حالة من الضجر الشديد بعد ان استيقظ من نومه المتقطع وتذكر نشأته في اسرة فقيرة فقد فيها الاحساس بالأمان والرعاية من والديه مما اثر علي سلوكياته واخلاقه ونظر بعيون زائغة الي حوائط غرفته الضيقة التي يقيم بها ناقما علي حياته وظروفه المعيشية السيئة وعدم قدرته علي الانفاق علي اسرته الصغيرة. حاول ايهاب بشتي الطرق الحصول علي عمل يجني من ورائه المال اللازم للانفاق علي عائلته لسد رمقها جوعها خوفا من تعرض ابنائه للمصير الذي واجهه خلال فترة صباه الا انه واجه صعوبات عدة منها عدم اتقانه اي حرفة تكون بمثابة مصدر رزق له. وقع ايهاب في فخ الكآبة وساءت حالته النفسية لعدم قدرته علي تغيير واقعه المرير الي الافضل وحاولت زوجته بشتي الطرق اخراجه من حالته السيئة بعد ان زادت الديون عليها لمكوثه دون عمل لعدة اشهر الا انه كان في واد آخر. مرت الاشهر ووقعت اسرته بين براثن الفقر المدقع الذي لا مفر منه خاصة بعد ان سقط عائل الاسرة في فخ ادمان الاقراص المخدرة التي كان يتحصل عليها من احد اصدقائه القدامي الذي كان يتوافد عليه بين الحين الآخر للاطمئنان عليه. وفي احد الايام قفز ايهاب من مكانه بعد ان حلت فكرة شيطانية علي ذهنه بالاتجار في المواد المخدرة وتساءل بين نفسه لماذا لم يفكر في ذلك طوال الفترة الماضية التي كادت ان تقضي علي مستقبل اسرته الا انه تذكر عدم توافر المال اللازم لشراء ما يحتاج من الاقراص التي سيقوم بالاتجار بها. فكر ايهاب في عرض فكرته علي صديقه الذي يتردد عليه بين الحين والآخر والذي اثني علي فكرته وامده بالمال واخذ بيده الي التاجر الذي يتحصل منه علي كيفه اليومي وبدأ ايهاب رحلته في الاتجار في الاقراص المخدرة حيث تردد عليه شباب المنطقة للحصول علي احتياجاتهم. ذاع صيت ايهاب وجرت الاموال الحرام بين يديه وزادت اطماعه وبدأ يتحصل علي كميات اكبر من تاجر السموم حتي اصبح من كبار تجار الكيف بمنطقة الساحل الا انه وقع في شر اعماله ليقضي باقي عمره خلف التخشيبة. كانت البلاغات قد تعددت امام المقدم علاء خلف الله من الاهالي بانتشار ظاهرة تعاطي الاقراص المخدرة بين اوساط الشباب. وبرفع البلاغات الي اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث من ضباط ادارة مكافحة المخدرات اشرف عليه اللواء محمد توفيق مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية. وتولي العميد غالب مصطفي مدير ادارة مكافحة المخدرات وضع خطة لتحديد شخصية مروج المواد المخدرة فتم توجيه عدة مجموعات بحثية لجمع التحريات اللازمة لوضع خطة الضبط. وتبين من التحريات اتخاذ إيهاب كامل حنين45 سنة عاطل من منطقة الساحل مسرحا لعمليات الترويج وتحويل مسكنه وكرا للاتجار بالمواد المخدرة وتردد المدمنين عليه في اوقات متأخرة للحصول علي احتياجاتهم.. وبإعداد الاكمنة الثابتة والمتحركة في الماكن التي يتردد عليها وبالقرب من محل سكنه امكن ضبطه وبحوزته40 الف قرص مخدر و150 جنيها وهاتفا محمول. بمواجهته اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار والمبلغ المالي من متحصلات البيع والهاتف لتسهيل اتصاله بعملائه. تم تحرير محضر للمتهم وباخطار اللواء علي الدمرداش مساعد اول الوزير لامن القاهر امر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.