أشرق صباح يوم جديد وتسربت أشعة الشمس من النوافذ الضيقة إلي مضجع وليد الذي استيقظ من ثباته العميق وبدأ ينظر بعيون زائغة إلي ملابسه المتسخة والظروف المعيشية السيئة التي تحاصره من كل مكان, وفجأة وبدون مقدمات بدأ يصرخ بصوت عال يلعن ويسب اليوم الذي ولد فيه لعدم قدرته علي تحمل مصاريف وطلبات اسرته الصغيرة والانفاق عليها لكونه عاطلا بعد ان فقد ثقة اصحاب الاعمال فيه.. سيطرت علي وليد حالة من الكآبة والحزن الشديد غير متخيل ما الت اليه حياته والتي اثرت علي صحته وهيئته وبدي وجهه شاحبا تظهر عليه علامات البؤس والشقاء رغم انه لم يتجاوز عمره ال36 عاما.. نال اليأس والاحباط من الشاب الذي لم يجد أمامه سوي اللجوء إلي تعاطي الاقراص المخدرة بسبب رخص ثمنها ومفعولها القوي والتي تهيأ له السعادة الزائفة وبدأ يتناول الأقراص بشراهة للهروب من واقعه المرير... وفي أحد الأيام عرض عليه أحد أصدقائه اثناء جلوسه علي المقهي يحتسي الشاي الاتجار في المواد المخدرة والتي من خلالها يستطيع أن يضرب عصفورين بحجر واحد فمن خلالها يتسني له الانفاق علي اسرته وملذاته الشخصية وطريق سريع للثراء... بدأ وليد يفكر بامعان فيما عرضه عليه صديقه حتي نالت الفكرة استحسانا لديه بعد ان سيطرت عليه هواجس الثراء السريع وسرح بخياله بعيدا إلي عالم الثراء والرفاهية حيث يستطيع أن يرتدي أزهي الملابس ويرتاد افضل الأماكن ويقود السيارات الفارهة. سلك وليد أولي خطواته في عالم المخدرات بالاتجار بالاقراص المخدرة لرخص ثمنها وسهولة تداولها وبعد ان زادت اطماعه اتجه إلي الاتجار بمخدر الحشيش الخام بعد أن تعرف علي كبار التجار بمنطقة الزاوية الحمراء حيث يتحصل منهم علي احتياجاته من الحشيش ويعاود بيعها بنظام القطاعي علي المدمنين حتي اشتهر وسط لأهالي وجيرانه بسوء أخلاقه وسلوكياته المشينة. استطاع وليد من خلال تجارته المحرمة أن يشتري سيارة حديثة ساعدته كثيرا في الوصول إلي عملائه من المدمنين لترويج سمومه كما تسلح بطبنجة صوت ومطواة قرن غزال للدفاع عن نفسه. وصلت رائحة أفعاله إلي رجال مباحث الزواية الحمراء حيث القي القبض عليه اكثر من مرة حتي أصبح من أرباب السجون واصحاب السوابق مسجلا في ارشيفه الجنائي4 قضايا مخدرات. حاول وليد بقدر المستطاع أن يتخذ مسرحا جديدا لعمليات الترويج بعيدا عن أعين رجال المباحث حيث اتخذ من مدينة السلام وكرا جديدا لتصريف سمومه إلي أن تمكن رجال المباحث من القبض عليه مرة أخري وبحوزته8 كيلو حشيش ليقضي باقي عمره خلف القضبان. كانت البلاغات قد تعددت أمام المقدم محمد دويدار رئيس مباحث قسم شرطة السلام اول من الاهالي بانتشار ظاهرة تعاطي المواد المخدرة بين اوساط الشباب. برفع البلاغات إلي اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث علي مستوي عال للقضاء علي بؤرة الترويج وتولي اللواء محمد توفيق مدير الادارة العامة لللمباحث الجنائية وضع خطة لتحديد شخصية المروجين أشرف علي تنفيذها العميد هشام قدري مفتش المباحث حيث تم زرع المصادر السرية بين اوساط الشباب وتوجيه عدة مجموعات بحثية لجمع التحريات الازمة لوضع خطة الضبط. وجاءت التحريات الأولية تفيد قيام وليد يوسف36 سنة عاطل ومقيم بمنطقة الزاوية الحمراء والسابق اتهامه في4 قضايا أخرهم قضية الأزبكية مخدرات بمزاولة نشاط غير مشروع في مجال الاتجار بالمواد المخدرة ويتخذ من دائرة القسم مكانا للاتجار فيها. بعد تقنين الاجراءات وباعداد الاكمنة الثابتة والمتحركة في الاماكن التي يتردد عليها وبالقرب من محل سكنه تمكن كل من الرائد محمد دويدار رئيس وحدة مباحث قسم شرطة السلام أول والنقيب محمد عبد التواب ضابط مباحث فرقة السلام وبصحبتهما القوة المرافقة من ضبطه اثناء استقلاله السيارة رقم ه ط ط983 سوداء اللون ملكه وبحوزته كمية من الحشيش المخدر وزنت8 كيلو جرامات, طبنجة صوت, هاتف محمول, مطواه قرن غزال وبمواجهته اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار. تم تحرير محضر للمتهم وباخطار اللواء علي الدمرداش مساعد الوزير لامن القاهرة امر باحالته للنيابة التي تولت التحقيق.