تلاطف الأعين أي طفل بتلقائية محببة وود يأسير القلوب لذا تذرف الدموع بلا حساب بذات التلقائية وتقشعر الأبدان وتكتئب الأنفس ويطول الحزن بمجرد سماع أو رؤية جثة لأي طفل.. وهي الحسرة التي انتشرت في ربوع منطقة بشتيل عقب انتشار خبر العثور علي جثمان طفل لا يتجاوز ال5 سنوات وقد ظهر قطع غائر برقبته وجسده ممدد وسط القمامة ملقي علي ظهره. الجمود والذهول كسي وجوه كل من وصلت إليه الفاجعة. وكان حال الأهالي يدور بين حيرة العقول وتوقف الفكر كثيرا أمام تجرد بعض المجرمين من الصفات الانسانية التي خلقوا بها وتحولهم إلي متعطشين لازهاق الأرواح. هذا ما كانت تمور به الرءوس فما بالنا بوالد الطفل القتيل الذي أصبح بلاء آخر علي الأسرة المكلومة بعد فقدان أثره عقب معرفته بالفجيعة ولا يعرف مكانه حتي الآن.. الجريمة مازال الحديث عنها يفجر الأحزان من الرغبة في الانتقام التي تعمي أبصار أصحاب النفوس الضعيفة وتضع غشاوة علي قلوبهم وعقولهم حتي لو كان ذلك علي حساب حياة طفل بريئة, حيث تجرد بائع خضروات وتاجر مخدرات وعاطل والثلاثة بمنطقة بشتيل بمركز أوسيم من كل معاني الانسانية والرحمة, لينهوا حياة طفل بريء, لم يقترف إثما أو يرتكب جرما, سوي أن والده وهؤلاء المجرمين بينهم خلافات سابقة, مرة بسبب وقوفهم أمام محل والده لبيع خضروات وأخري بسبب بيعهم المواد المخدرة. وقد استعان المجرمون الثلاثة بسائق توك توك وساقطتين من اصدقائهم لمساعدتهم في تنفيذ مخططهم وبالفعل استدرجوا الطفل محمد الذي لايتجاوز عمره خمس سنوات, ولم تردعهم نظرات الطفل البريئة ولا كثرة دموعه ولم ترق قلوبهم لصرخاته أو توقفهم توسلات الرعب في عينيه من خطفه وتكميمه بطريقة وحشية. وقبل حشرالطفل في التوك توك لم يدر الطفل محمد وهو يلهو مع أقرانه كعادته اليومية في مدخل عقار جده ان هناك عيونا تتربص به لتنال منه دون رحمة للاستيلاء علي أموال والده ابراهيم تاجر الموبيليا وكان للمجرمين ما أرادوا في بداية الأمر فقاموا بخطف الطفل وانطلقوا به بسرعة جنونية. ولكن الطفل محمد ظل يبكي ويصرخ خشية علي حياته, فقامت المتهمة عبير بكتم أنفاسه من دون رحمة أو شفقة, حتي لفظ الطفل انفاسة بين يديها ولما أيقن الجناة أنه فارق الحياة, تخلصوا من جثته, بإلقائها في القمامة ومضي الوقت ومرت الثواني والدقائق ثقيلة علي الأب بعد أن تسلل القلق إلي قلبه بعد سماعه صرخات الاطفال زملاء ابنه وهم يقلون الناس خطفوا( محمد) في التوك توك فهرول الي الشارع كالمجنون يبحث عن ابنه بمساعدة أقاربه وأصدقائة في كل مكان. صعق الأب غير مصدق ما يسمع حتي عثروا عليه وسط القمامة فأصيب الرجل بحالة هستيريا وفقد وعيه عندما شاهد ابنه الصغير جثة هامدة ملقاه علي الأرض وانتقل اللواء جرير مصطفي مدير المباحث والعميد خالد كمال فهمي مأمور مركز أوسيم والرائد عبدالرحمن الفقي رئيس نقطة بشتيل لمعاينة جثة الطفل ووجدها مسجاة علي ظهرها وبها بعض الاصابات. تفاصيل القصة سطرها محضر بقسم شرطة الهرم حيث تلقي اللواء كمال الدالي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة اخطارا من اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث بورود بلاغ من إبراهيم تاجر بقيام مجهولين بخطف ابنه محمد وقتله. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواءين مجدي عبدالعال نائب مدير الادارة العامة للمباحث وجرير مصطفي مدير المباحث لكشف غموض الجريمة وتحديد المتهمين. وكشفت تحريات العميد حسن عليوة مفتش مباحث شمال الجيزة, والعقيد عطية نجم الدين وكيل فرقة الشمال, عن أنه توجد خلافات بين والد الطفل وبين مسجل خطر شهرته الاهطل وفارس سلامة29 سنة عاطل ورمانة الغرباوي59 سنة بائع خضروات لقيام والد الطفل المجني عليه بمنعهم من بيع الخضروات والمخدرات أمام محله بشارع المحطة. تم عمل عدة أكمنة بقيادة العميد حسن عليوة مفتش المباحث نجح خلالها الرائد محمد حسني رئيس مباحث المركز والنقيب باسل سعد معاون المباحث في ضبط المتهمين وبمواجهة المتهمين الثلاثة أمام اللواء محمود فاروق اعترفوا بارتكابهم الجريمة انتقاما من والد الطفل وانهم استعانوا باصدقائهم احمد مغاوري21 سنة وعبير30 سنة وشهرتها مسطل وشقيقتها هند32 سنة, وأضاف المتهمون, أن الطفل عندما تم وضعه في التوك توك ظل يصرخ فخشيت عبير ان ينكشف أمرهم ووضعت يدها علي فمه حتي فارق الحياة تم تحرير محضر وإحالته إلي النيابة فأمر المستشار أحمد ناجي رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة بحبس المتهمين4 أيام علي ذمة التحقيقات التي تجري تحت إشراف المستشار أحمد البقلي المحامي العام الاول لنيابات شمال الجيزة, الذي أمر بسرعة انتهاء التحقيقات مع الجناة لإحالتهم إلي محاكمة جنائية عاجلة.