نحن علي أعتاب الخطوة الثالثة من خارطة المستقبل, وهي انتخابات مجلس النواب, وهي الخطوة الأخيرة لإكمال بنيان ثورة30 يونيو, ولا أبالغ اذا قلت إن المجلس المقبل هو الأهم في تاريخ الحياة النيابية ووجود الإسلام السياسي فيه كارثة. يأتي هذا المجلس بعد ثورتي يناير ويونيو بعد25 يناير وحل مجلس2010 تفاءل المصريون خيرا ببرلمان2011, وأطلقوا عليه برلمان الثورة, فإذا بهذا البرلمان يكشف حقيقة الفاشية الدينية سواء من ضغط لعمل الانتخابات قبل الدستور أو لتعديل بعض مواد الانتخابات مثل الثلثين قائمة والثلث فردي, وأيضا السماح للحزبين بالترشح علي المقاعد الفردية مع توسيع الدوائر الانتخابية, بجانب رغبة الناس في التغيير وتعاطفهم مع الجماعة المحظورة قبل الثورة, وهؤلاء استغلوا منابر رسول الله وقنواتهم والشعارات الدينية وخلطوا ما هو حق الدين الإسلامي بما هو باطل تجارتهم بالدين, بجانب الورقة الدوارة وخلاياهم النائمة من موظفين وبعض القضاة( قضاة من أجل مصر), مع الرشاوي الانتخابية من زيت وسكر وغيره, كل ذلك أعطي نتيجة الأغلبية المطلقة للاسلام السياسي وانكشف هؤلاء ورغبتهم القوية في التمكين من كل مفاصل الدولة والسيطرة علي كل اللجان داخل المجلس, بجانب رئاسته ظهر هؤلاء منهم الكاذب الذي يدعي أنه سرقت أمواله, في حين أنه أجري عملية تجميل لأنفه القبيحة, وذلك الشيخ الذي كان يمارس الخروج علي الآداب في الطريق العام, أو هذا الذي يؤذن داخل البرلمان وهؤلاء الذين يسعون لتكميم كل فم يحاول إظهار الحقيقة, كان هذا المشهد صادما تشريعات نحو الزواج من القاصرات في بلد يرتفع به معدل العنوسة, جاء حكم القضاء بحل مجلس الشعب فكان قرار الجماعة الإرهابية بتكملة مجلس الشوري الذي كان له أغلبية أكثر. الناس أسقطت الفاشية الدينية في30 يونيو. التحدي الأول هل يعود هؤلاء للمشهد السياسي, الأمر ملتبس والسبب ما عاناه الشعب المصري من اهمال حكوماته السابقة وتمكن منه الفقر والجهل والمرض, واستغل تجار الدين الفرصة فكانوا بالأموال التي تضخ من الخارج يوزعون الزيت والسكر وأنابيب البوتاجاز والمساعدات في الزواج والدراسة وغيره, واعتاد الفقراء لسنوات علي ذلك, هل استوعبت الدولة الدرس واغلقت جمعيات الإخوان الأهلية وأمثالهم من كل فصائل الإسلام السياسي, أم مازالت تحل محل الدولة عند الفقراء, فقد استغل الاخوان غياب الدولة وانشأوا مدارس يبثون فيها سمومهم تحت مسمي العلم وكثير من الطلبة يدرسون في مدارس ومعاهد الاخوان, والاسلام السياسي فهل قامت الدولة بالإشراف علي كل هذه المدارس أم هناك تباطؤ والإخوان موجودون. أنشأ الإخوان الجمعية الطبية الإسلامية وانتشرت فروعها في كل محافظات مصر, تم فتح فروع ومستشفيات في سنة توليهم حكم مصر, وبحكم عملي أرف هذه المستشفيات جيدا, وتقدم خدمة بأسعار زهيدة وأماكنها مميزة ويكون كل القائمون علي الخدمة من أعضاء الجماعة وخلاياهم النائمة, والسبب عدم تجهيز المستشفيات الحكومية وازدحام وتكدس المرضي وارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة, كل ذلك جعل المرضي يلجأون لمستشفيات الإخوان أو غيرهم من فصائل الإسلام السياسي تحت مسميات أخري, الجمعية الشرعية ومستوصفات خيرية وغيرها ويدخل المريض فيبثون فيه فكرهم الإرهابي دون دراية منه. إن وجود الخلايا النائمة للإخوان في معظم مفاصل الدولة, خصوصا أنهم كانوا حريصين علي التمكين من كل مفاصل الدولة في السنة التي وصلوا فيها للحكم, وفي وزارة الكهرباء خير دليل علي وجود هؤلاء في الإدارات التعليمية وغيرها من الأماكن التي تقدم خدمة مباشرة للمواطن, تجعلهم فريسة للفكر المتطرف أو من أجل قضاء مصالحهم بضغط من هؤلاء. وكلنا يعلم عن وجود أكثر من17 حزبا سياسيا ولكنه في الحقيقة قائم علي مرجعية دينية, وبرغم أن الدستور أقر حل هذه الأحزاب, إلا أننا نجد فقط حزب الحرية والعدالة تم حله دون باقي الأحزاب, ولا يقل حزب النور من وجهة نظري خطرا علي الجمهورية الثالثة عن الحرية والعدالة, فحزب النور حليف للإخوان كان منهم مستشار الرئيس, وكانوا يرون شرعية مرسي خط أحمر, فقد ذهب أمين الحزب الي الاتحادية وبقيت قواعد الحزب في رابعة والنهضة وتظاهر قادة الحزب بأنهم مؤيدون للسيسي في الانتخابات الرئاسية, في حين أبطلت قواعدهم أصواتها الانتخابية. يقلقني ما يثار عن خروج أبوالعلا ماضي, وعصام سلطان من السجن للتفاوض مع الحكومة بعد انسحاب حزب الوسط مما يسمي تحالف دعم الشرعية, وهل نسينا دور ماضي وسلطان في تأييد الإخوان ودستورهم في2012, والأغرب عبود الزمر قاتل السادات, وحزب البناء والتنمية الذي يريد أن يقدم مراجعات كما فعلت مع النظام السابق, هؤلاء برجماتيين بطبعهم, تاريخهم يقول إنهم أعداء الوطن يقتلون الشعب والقادة ولا يعترفون بالدولة المصرية ولا حضارتها, فيقتلون السائحين ويحطمون الآثار, وقد أخرجهم السادات وأعادهم مرة أخري الي الحياة السياسية بعد أن تخلص منهم الزعيم عبدالناصر, فاغتالوا السادات في يوم عيده. إن الأموال التي تضخ من الخارج ملايين الدولارات من التنظيم الدولي للإخوان في88 دولة, تحالف خبيث من أمريكا وتركيا وقطر ضد مصر, هل تستطيع الأجهزة الاستخباراتية فضح هؤلاء للشعب المصري وإظهار حقيقة تمويلهم للشعب المصري ووقف هذا السيل من المساعدات التي تستخدم لتخريب الوطن والرشاوي الانتخابية في بلد فقير.