لا جديد فزمن الأهلي في الكرة المصرية لا ينتهي ولا يتبدل حاله مهما حشد له منافسوه من لاعبين وأوراق رابحة وبنوا له من فرق أحلام لحصد البطولات والألقاب فهو البطل الذي لا يعرف غير منصات التتويج وحصد البطولات وتحقيق الأرقام القياسية حتي ولو اختفي نجومه ورحلوا واعتزلوا أو تبدلت إداراته فهو الكبير الذي يسيطر علي كل شيء ولا يفرط في القمة بعد نجاحه في الفوز علي الزمالك بركلات الترجيح5-4 بعدما انتهي اللقاء الذي أقيم بينهما مساء أمس في ستاد القاهرة بالتعادل صفر- صفر ليؤمم أولي بطولات الموسم لصالحه غير مهتم بما أبرمه منافسه الزمالك من صفقات قوية غير مسبوقةضاعت علي الأرض. جاءت المباراة متوسطة المستوي من الفريقين فقيرة فنية خالية من الإثارة إلا في ركلات الترجيح من نقطة الجزاء التي احتكما لها لتحديد بطل السوبر والتي شهدت قمة الإثارة عندما أهدر الأهلي ركلتين متتاليتين الأولي والثانية عن طريق أحمد عبد الظاهر ووليد سليمان وتقدم الزمالك2- صفر قبل أن يلحق به الأهلي ويتعادل معه3-3 بعدما أهدر له أحمد سمير الركلة الثالثة ومحمد كوفي الخامسة وأطاح بأحلامه إبراهيم صلاح عندما ارتطمت الركلة السابعة التي سددها بالقائم الأيسر. ساد الشوط الأول الأداء التكتيكي من الفريقين والالتزام التام من اللاعبين بالواحبات للحد الذي منعهم من الابداع أو محاولة التطوير بل إن منهم من وضع علي قمة أولوياته ألا يخطيء علي الإطلاق أو يرتكب أية هفوة تكلفه الموسم كله وتحرقه أمام الجماهير قبل بداية الدوري مما أفقد اللعب متعته وحلاوته وجاء خاليا من كل اللمسات الفنية الساحرة باستثناء بعض المحاولات التي قدمها في الزمالك أيمن حفني وفي الأهلي وليد سليمان أو تلك الذي حاول أن يثبت من خلالها حسام غالي أنه يمتلك المهارة ولكنه فشل وتحول لعبء ضخم علي فريقه بنرجسيته الشديدة في الأداء الذي وصل لحد التعالي علي الكرة وكاد غروره أن يكلف فريقه الكثير ويكفي أن الفرصة الخطيرة الوحيدة التي لاحت للزمالك كان هو صانعها عندما فقد القدرة علي السيطرة علي الكرة لإصراره علي الاحتفاظ بها والمراوغة وخطفها أيمن حفني وانطلق وسدد قذيفة قوية لمست يد شريف إكرامي وارتطمت بالعارضة وتحولت لضربة ركنية. وطالما أن الشوط الأول ساده الأداء التكتيكي فإن الواجبات الدفاعية وجهد المدافعين سواء في وسط الملعب أو في خط الدفاع فهو الأعلي والأكثر تأثيرآ لأن الكرة المصرية لاتعترف إلا بالدور الواحد وبحزمة الواجبات الواحدة فقط وليس للاعب المصري في إزدواجية الأدوار والواجبات المعقدة علي الإطلاق وهو ما يفسر لماذا ندرت الفرص في الشوط الأول إن لم تكن غابت بالفعل بإستثناء واحدة لكل فريق وكل منهما إرتطم بالعارضة والقائم. ورغم أن الشوط الأول ندرت فيه الفرص علي المرميين وغاب الحارسان شريف إكرامي وأحمد الشناوي عن المشهد والأحداث كثيرا ولفترات طويلة من زمن الشوط الأول فإنه بدأ سريعا من الفريقين وبحماس كبير من اللاعبين وبدا الأهلي الأكثر تنظيما واهتماما بالواجبات التكتيكية خاصة ما يتعلق بالضغط علي حامل الكرة وفي مساحات متفق عليها وبأكثر من لاعب سواء لغلق زوايا التمرير أو للسيطرة عليها في الوقت الذي ظهر الزمالك يعتمد علي القدرات المهارية للاعبين سواء في الجوانب الدفاعية أو الهجومية مما صنع الكثير من البطء خاصة عند امتلاك الكرة في محاولات البناء والسيطرة والتقدم في الثلث الهجومي في الوقت الذي لم ينجح فيه خط الوسط في إيجاد المساحات لمدافعي الأجناب للمساندة سواء محمد عبد الشافي أو عمر جابر مما حد كثيرآ من قدرات الفريق عند إمتلاك الكرة وفي الثلث الهجومي. ولم يكن الأهلي أفضل حالا من الزمالك في الثلث الهجومي ولكنه كان الأحسن عند فقده الكرة وقدرته علي استردادها والسيطرة عليها من جديد ولكن كانت مشكلته في التحول من الدفاع للهجوم وبدت أزماته متطابقة لحد كبير مع الأهلي بصرف النظر عن أن حسام غالي خذله لحد ما وفشل في الربط في الثلث الأوسط مع الثلاثي وليد سليمان وصلاح الدين سعيد وعمرو جمال مع غياب كامل وتام للطرفين في الثلث الهجومي حتي عندما حاول باسم علي التقدم في الجبهة اليمني فإنه لم يحسن التصرف بالكرة علي الإطلاق. ولم يستفد الأهلي علي الإطلاق من البداية الجيدة له في الشوط الأول التي كادت تسفر عن هدف مبكر في الدقيقة الرابعة عندما إخترق عمرو جمال بالكرة وتعرض للعرقلة علي حدود منطقة الجزاء احتسبها الحكم ضربة حرة مباشرة نفذها بإجادة عالية وليد سليمان وسددها أرضية زاحفة وكأنه ينفذ ضربة جزاء ترتطم بالقائم الأيسر لأحمد الشناوي وترتد لعمرو جمال يسددها سيئة بجوار القائم الأيمن. وينحصر اللعب في وسط الملعب للحد الذي ظهر معه الثلث الهجومي لكل فريق من المحرمات الممنوع الاقتراب منه علي الإطلاق بعدما فشلا في البناء الينظم والترحيل المتقن والزيادات المؤثرة حتي أخطر الكرات التي لاحت للفريقين في الشوط الأول لم تكن من لعب منظم بقدر ما كانت أخطاء من الخصم وأبرزها علي الإطلاق الكرة التي فقد حسام غالي السيطرة عليها وإستحوذ عليها أيمن حفني وانطلق وسدد كرة قوية لمست يد شريف إكرامي ثم العارضة وتحولت لضربة ركنية لينتهي الشوط الأول صفر- صفر. ولم يكن الشوط الثاني بأفضل حالا من الأول بل علي العكس كان أقل في اللعب في الثلث الهجومي خاصة مع الزيادة النسبية للأهلي في البناء ودقة تمريراته وقدرته علي فتح عرض الملعب بشكل جيد والتحركات العرضية والتبادلية وفي العمق للثنائي عمرو جمال وصلاح الدين سعيد في الوقت الذي اختفي فيه التنظيم في الزمالك بشكل كبير في الثلث الهجومي ولم يكن هناك ربط علي الإطلاق بين عبدالله سيسيه وأحمد عيد عبد الملك وأيمن حفني ولا بين الثلاثي ولاعبي الوسط المدافع فكان التنظيم في أسوأ حالاته من الفريقين وبشكل كبير غير معتاد حتي في مواجهات الناشئين. ولا دليل علي ذلك أكثر من أن الخطورة التي ظهرت علي مرمي الفريقين كانت من هجمات غير منظمة علي الإطلاق وأبرزها تسديدتان للأهلي أخطرهما لمحمد رزق عندما تلقي تمريرة عرضية من صبري رحيل سددها قوية في منتصف المرمي أمسكها أحمد الشناوي في الوقت الذي تسلم معروف يوسف مرة وتحرك عرضيا وسدد ومرت بجوار القائم الأيسر. والمثير أن كل مدرب من الفريقين لم يغامر علي الإطلاق وعندما غير حسام حسن فإنه استبدل مراكز مثل جاريدو بالضبط فسحب الأول عبد الله سيسيه ودفع بخالد قمر وأيضا نفس الحال في الأهلي خرج عمرو جمال ولعب رمضان صبحي ثم صلاح الدين سعيد ودفع بأحمد عبد الظاهر وأحمد عيد عبد الملك ونزل أحمد سمير ليستمر الأداء عشوائيا من الفريقين ولولا التسديدة القوية التي أطلقها أحمد عبد الظاهر في الدقيقة43 وحولها أحمد الشناوي لضربة ركنية لينتهي الشوط الثاني بالتعادل السلبي ويلجأ الفريقان لركلات الترجيح من نقطة الجزاء. ورغم صدمة البداية في ركلات الترجيح من نقطة الحزاء التي واجهها الأهلي عندما فشل أحمد عبد الظاهر ووليد سليمان في التسجيل من أول ركلتي جزاء عندما سدد الأول أرضية سيئة لم يجد أحمد الشناوي صعوبة في صدها نفس السيناريو في الثانية التي أمسكها الشناوي أيضا.. وبدأ الفرج للأهلي عندما نجح محمد نجيب في تسجيل الركلة الثالثة في الوقت الذي أخفق فيه أحمد سمير لتصبح النتيجة2-1 ويسجل سعد سمير علي يمين الشناوي الرابعة ويتعادل الفريقان2-2 ويرجح من جديد عمرجابر كفة الزمالك بالتسجيل من الرابعة علي يمين شريف إكرامي. وتصبح الخامسة الفاصلة للفريقين وينجح سعد سمير في تسجيل ركلة جزاء عندما سدد الكرة علي يسار الشناوي لتصبح النتيجة3-3 ويهدر محمد كوفي الضربة الخامسة للزمالك ليبدأ مسلسل ركلة وركلة, ويسدد صبري رحيل ركلة رائعة علي يسار الشناوي الذي ذهب للزاوية اليمني وهي الوحيدة التي لم يتحرك معها ويتعادل أحمد توفيق للزمالك, ويعود محمد رزق ليتقدم للأهلي5-4 ويخفق إبراهيم صلاح عندما سدد الكرة في القائم ليهدي الأهلي كأس السوبر للمرة الثامنة, ويحصل جاريدو علي أول بطولة له مع القلعة الحمراء.