الفنان الشاب أحمد داود استطاع أن يلفت الأنظار بداية من فيلمه السينمائى الأول "ولد وبنت"، ولكنه بدأ فى وضع أولى خطواته الفنية فى الدراما التليفزيونية مع مسلسل "الشوارع الخلفية" ومنها إلى "بنت من شبرا" و"شربات لوز" و"نكذب وقلنا ما بنحبش" و"الوالدة باشا" ومن عمل رمضانى لآخر وبأدائه التلقائى ومن نجاح إلى نجاح كانت فرصته الحقيقية حينما وقع إختيار المخرجة كاملة أبوذكرى ليقف أمام النجمة نيللى كريم فى مسلسل سجن النساء واضعا بداية لإنطلاقه الفنى وبداية لتاريخ تصنعه محطات قادمة تتوقف على اختياراته التى أصبحت بعد مسلسل "سجن النساء" محسوبه عليه وفقا لما أكده لنا. - أكد الفنان أحمد داود أن شخصية "الواطى" وضعته فى مأزق بسبب النجاح الجماهيرى والنقدى لها وعلى هذا المستوى مما يجعلنى فى المرحلة القادمة ادقق فى إختياراتى التى بالقطع تختلف عن إختياراتى السابقة فعلى الرغم من حرصى الدائم على تقديم الجديد واختيار فريق العمل المشارك فى أى عمل فنى أقدمه بغض النظر عن مساحة الدور فالمهم أن يكون مؤثرا فى عمل متميز كل هذه المعايير جعلتنى أمضى بخطوات واثقة فى مشوارى الفنى ولكن حينما جاء ترشيحى من قبل المخرجة المبدعة كاملة أبوذكرى لمسلسل سجن النساء وحينما قرأت دور صابر الذى يقف وفقا لأحداث أمام النجمة نيلى كريم وهى من أفضل النجمات على الساحة الفنية شعرت بالخوف والقلق ولكنه القلق الصحى الإيجابى الذى يدفع بصاحبه إلى الأفضل. هل كان القلق من الدور سببا فى نجاحك؟ احيانا يكون القلق عاملا ايجابيا لدفع للنجاح فبسبب القلق والتوتر فشلت فى الاختيار الأول للتمثيل أمام المخرجة كاملة أبوذكرى والتى حددت موعدا آخر للاختيار إيمانا منها بأننى موهوب ومتميز ولكننى مشوش بالخوف والرهبة وهو أمر عارض سيتم التغلب عليه وأما ثقتها ودافعى للمشاركة مع فريق العمل من السيناريست مريم نعوم ومديرة التصوير نانسى عبدالفتاح والنجمة نيللى كريم قررت أن أكسر هذا الخوف وتدربت على الشخصية من خلال الورق المكتوب بحرفية شديدة بل نزلت إلى أحد مواقف الميكروباص وعشت وتعايشت مع السائقين وبصراحة استفدت الكثير واكتسبت مفردات ساعدتنى فى ظهور الشخصية بهذه المصداقية الأقرب للواقعية وبالفعل دخلت الاختيار الثانى وتم واجتزته ولاقى استحسان المخرجة كاملة أبوذكرى وبدأنا التصوير. -ما هى أصعب المشاهد التى واجهتك. وكيف تغلبت عليها؟ بصراحة اعتبر جميع المشاهد صعبة لأن شخصية صابر مركبة ومتناقضة والدور صعب وحياته مليئة بالمغامرات الإنسانية والصراعات النفسية التى كان يعبر عنها بانفعالات مختلفة فهو يمثل عن كل من حوله ولا يفهمه احد وأحيانا لا يفهم نفسه فهو المحب لغالية والغادر بها والاستغلال لها والعاشق لنواره ولكنه يجعل كل من يقابله فى طريقه خطوة لتحقيق أطماعه لأنه أنانى وهذه الصفة أساسية فى تكوين شخصيته، وتعتبر جميع مشاهدى من النجمة نيللى كريم من أصعب المشاهدى مع مقدمتها مشهد القتل للحاج راضى الفنان سعيد الصالح ومما كان يساعدنى على تجاوز الرهبة والصعوبة هى جلسات العمل مع المخرجة كاملة أبوذكرى قبل تصوير كل مشهد فهى لا تترك أى تفصيلة بالإضافة إلى روح التعاون مع النجمة نيللى كريم خلف الكامير وتشجيعها وفريق العمل كله جعلنى اشعر بارتياح فلم يتبق سوى القلق الفنى كدافع للتميز والتألق وبفضل الله نجحنا كفريق عمل وترك صابر الواطى بصمة فى وجدان المشاهد. -هل كنت تتوقع نجاح شخصية صابر بهذه الدرجة؟ بصراحة كنت أتوقع نجاح العمل لأن جميع عناصر النجاح متوافرة فيه بداية من الورق والإخراج والتصوير والجهة الإنتاجية وأبطاله والاختيار الناجح لجميع المشاركين فيه ومع التصوير والمجهود الذى بذله كل فرد فى موقعه توقعت نجاحه أكثر وكان يتم عرض المسلسل ونحن مازالنا نصور الحلقات الاخيرة ونتابع ردود الأفعال أما نجاح شخصية صابر بهذه الصورة أبهرتنى وجاءت ردود الأفعال من الغريب قبل القريب بل إنه أثناء العرض تلقيت الكثير من العروض الفنية سواء سينما أو تليفزيون ولكننى أرجأت اتخاذ اى قرار لاختيار اى منها حتى انتهى من تصوير مشاهدى المتبقية فى الفيلم السينمائى "يوم للستات" للمخرجة المبدعة كاملة أبوذكرى. - ماذا تمثل لك شخصية صابر؟ صابر شخصية من المجتمع تعيش بيننا وربما تكون ضحية لظروف مجتمعية من الحرمان جعلتها تنظر للناس على انها محطات يجب استغلالها ليصنع لنفسه درعا يؤمنه من شر الجوع والتشرد وتحقيق أهدافه ولكنه يدرك أن الشر لا يحصد إلا الشر ودائما الطريق الذى يبدأ بالخطأ يقود بصاحبه إلى الهاوية وينتهى به إلى القاع وهذا ما أردنا أن نقوله لصابر الذى رغم لقبه بالواطى تعاطفت معه لأنه ضحية وان كنت أؤيد غالية أيضا فهى ضحية ولها الحق. ولكن صابر على الرغم من انه وضعنى فى مأزق فى خطواتى القادمة والتى أسعى جاهدا بتقديم عمل فنى وهادف وممتع يحقق المعادلة الصعبة التى حققها مسلسل سجن النساء كما أننى مدين له بخطوة وعلامة فارقة فى مشوارى االفنى وأتمنى أن أجد فى أعمالى القادمة أدوارا لا تقل فى مستواها عن صابر حتى لو كان "واطى".