يخوض العراق معارك سياسية طاحنة فى نفس الوقت الذى يحاول فيه تطهير العراق من تنظيم داعش الإرهابى حيث اتفق الرئيس العراقى "فؤاد معصوم" مع الرئيس الفرنسى على عقد دولى خاص بالعراق يسبق اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة من أجل حشد التأييد والمساندة الدولية للعراق، وقيام البرلمان العراقى بعقد جلسة أمس عنوانها المصالحة والمحاسبة والسعى فى مشاورات جادة لتشكيل الحكومة مع الأطراف العراقية وبشكل خاص مع الأكراد. فقد كشف وزير الدفاع العراقى بالوكالة سعدون الدليمى فى جلسة البرلمان العراقى أمس عن إحالة خمسة ضباط مسئولين عن كارثة الموصل للمحاكم العسكرية، معتبرا ما جرى فى قاعدة سبايكر ليس طائفيا حيث أعدم تنظيم "داعش" مئات من الطلبة. من جهة أخرى أفاد مصدر أمنى فى محافظة كركوك أمس بأن هناك قوة مشتركة اعتقلت 15 شخصاً بينهم ثمانية من المطلوبين بعملية أمنية جنوبى المحافظة التى تخضع حالياً لسيطرة قوات البيشمركة الكردية عقب التطورات الأخيرة فى الموصل وصلاح الدين، باستثناء قضاء الحويجة الذى يشهد تواجداً مكثفاً لعناصر تنظيم "داعش الارهابي. وفى سياق متصل أعلن مجلس محافظة الأنبار أمس عن بدء عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على قضاء راوة غرب العاصمة بغداد وتطهيره من عصابات داعش الإجرامية. وفى تكريت أعلن مصدر أمنى أن طيران الجيش قصف موقعاً لتنظيم داعش وسط مدينة تكريت شمال العراق مما أسفر عن مقتل قيادى بالتنظيم. وعلى الصعيد السياسي، استمرت المفاوضات التى يقودها رئيس الوزراء المكلف، حيدر العبادي، مع مختلف التيارات العراقية فى محاولة لتشكيل حكومة وحدة تعمل على احتواء خطر تنظيم الدولة وفى هذا السياق، بدأت الأحزاب الكردية فى مفاوضات مع القوى السياسية العراقية للمشاركة فى الحكومة، مع إصرار أربيل على أن تدفع بغداد نحو 8.5 مليار دولار لإقليم كردستان، كما يشترط الإقليم أن تدفع الحكومة المركزية ميزانية الثلث الأخير من العام الحالي، وذلك بعد أن أوقفت حكومة رئيس الوزراء السابق نورى المالكى دفع مستحقات كردستان منذ نحو 4 أشهر. وتصر القيادة الكردية أيضا على تنفيذ البند 140 من الدستور العراقى الخاص بحل تبعية المناطق المتنازع عليها فى كركوك وأطراف الموصل، وعلى دمج قوات البشمركة فى الجيش والمؤسسات العسكرية العراقية. دوليا أكد الرئيس الأمريكى باراك اوباما أمس أن الولاياتالمتحدة "لن ترضخ لترهيب" تنظيم داعش الإرهابى بعد نشر فيديو قطع رأس صحفى أمريكى ثان تبناه التنظيم المتطرف والذى أثار موجة استنكار عالمية مهددًا بعمل عنيف ضد "داعش". وقد أمر أوباما بإرسال 350 جنديا إضافيا إلى العراق لحماية البعثة الدبلوماسية مضيفًا أن الأمر سيستغرق وقتا ولا يمكن أن يتم إلا بتعاون وثيق مع شركاء فى المنطقة. وفى لندن قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمس إن بلاده لن تدفع فدية من أجل الرهينة الذى يحتجزه متطرفو "داعش"، متهما الدول الأخرى التى تفعل ذلك بأنها تغذى الإرهاب. وأضاف كاميرون فى كلمة أمام مجلس العموم البريطانى ونقلتها صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية على موقعها الإلكترونى "ستضاعف بريطانياوالولاياتالمتحدة من جهودهما لمنع جميع الدول التى تدفع فدى لداعش من القيام بهذا الأمر"، محذرا من أن "عشرات الملايين من الدولارات" التى جمعها التنظيم تستخدم فى استهداف بريطانيا. ومن جانبه صرح وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند أن بلاده تدرس "كافة الخيارات المتاحة" لحماية الرهينة البريطاني". وقال "إذا رأينا أن الضربات الجوية مفيدة سنفكر فيها حتما، ولكننا لم نتخذ قرارا بعد فى هذه المرحلة". وفى باريس شدد الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند أمس على "أهمية الرد سياسيا وإنسانيا وإذا اقتضت الضرورة عسكريا فى إطار احترام القانون الدولي" على تهديد تنظيم داعش بحسب بيان للرئاسة. وأضاف هولاند اثر اجتماع مصغر لمجلس الدفاع أن "فرنسا تنوى مواصلة التشاور فى شكل واسع مع جميع شركائها لتنسيق هذا الرد فى كل المجالات وليكون فى مستوى تهديد شامل بات خطيرا".