تتميز منطقة الصحراء الشرقية بنطاق محافظة البحر الأحمر خاصة القطاع الجنوبى منها بوجود عدد من المحميات الطبيعية ذات الثراء الفريد فى مكوناتها من الحيوانات والطيور والحشائش النادرة والتى تعد فى مجملها كنزا سياحيا كبيرا يمكن أن تمتد منافعه السياحية إلى مئات السنين فى حال الحفاظ عليها والعمل على تنميتها بأسلوب علمى سليم فمن بين أهم المحميات الطبيعية الموجودة بجنوب المحافظة محمية جبل علبة التى تبلغ مساحتها نحو 35 ألف كيلو متر مربع حيث تمتد من حدودنا مع السودان جنوبا فى اتجاه مدينة الشلاتين علاوة على محمية وادى الجمال بالإضافة لعدة محميات من الجزر البحرية وتحتوى تلك المحميات على تنوع بيولوجى فريد من النباتات الإستوائية مثل أشجار الأكاشيا والانبط علاوة على الحيوانات النادرة منها الماعز الجبلى والغزال المصرى والضباع وكذلك الطيور النادرة ومنها الرخمة المصرية والنسور وبعض الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل السلاحف والقروش البحرية وغيرها من عناصر الحياة البحرية وجميع هذه الكائنات بمثابة ركيزة أساسية لعملية الجذب السياحى للمنطقة إلى جانب كونها تراثا حضاريا وإنسانيا ولكن هذه المحميات تحيط بها عدة مشكلات تجعل الإستفادة السياحية والاقتصادية منها محدودة للغاية ولا تتفق مع إمكاناتها السياحية الهائلة والقادرة على جذب نوعية معينة من السائحين وهى سياحة الأغنياء ويشرح الدكتور محمود حنفى الأستاذ بجامعة قناة السويس وأحد المتخصصين فى الأبحاث العلمية عن البيئتين البرية والبحرية بمحافظة البحر الأحمر أهم المشكلات التى تواجه قطاع المحميات بالمنطقة بقوله إن أخطر مشكلة تواجه الكائنات النادرة الموجودة بمحميتى جبل علبة ووادى الجمال على وجه الخصوص هى المحاولات التى تتم بين الحين والآخر من أجل استقطاع مساحات من أراضيها لإقامة منتجعات سياحية عليها وهذا خطأ جسيم يجب التصدى له لأن هذه المناطق معلنة كمحميات طبيعية ومتنزه قومى طبقا للتصنيف العالمى ولا يحق لأية جماعة أو فرد الاستئثار بجزء منها كما أن هذه المحميات تعانى نقص التمويل اللازم لإدارتها إدارة علمية سليمة فعلى الرغم من وجود أفراد مدربين وذوى كفاءة عالية للإشراف على هذه المحميات والتصدى للمخالفات البشرية التى ترتكب بها إلا فإن أعدادهم غير كافية ولا تواكب المساحات الهائلة لتلك المحميات كما أن هناك تجاوزات ترتكب ضد الحيوانات والطيور النادرة تتمثل فى عمليات الصيد الجائز لتلك الحيوانات فلا يمر شهر إلا وترتكب مخالفات تتمثل فى صيد الغزلان وذبحها وآخرها تمثل فى قيام عدد من السائحين العرب باصطياد حيوانات نادرة من تلك المحميات وتم ضبطهم وإحالتهم للمحاكمة كما ان هناك مخالفات صيد جائر ترتكب يوميا ضد الكائنات البحرية النادرة خاصة فى محميات الجزر الشمالية للمحافظة ويوضح حنفى أن من بين أخطر المشكلات التى تواجه قطاع المحميات بالمحافظات تضارب الاختصاصات بين الجهات التنفيذية مشيرا إلى أن رجال المحميات لا يسمح لهم بإدارة تلك المحميات بشكل تام وليست لهم سلطات وأدوات قوية تساعدهم على التعامل مع المخالفات المتعلقة بالصيد الجائر ويضيف أن مصر حتى الآن لم تحقق الاستفادة المطلوبة المتعلقة بالصيد الجائر ويضيف أن مصر حتى الآن لم تحقق الاستفادة المطلوبة من محمياتها الطبيعية لأنها لم تعمل حتى الآن على إدارة هذه الموارد بشكل اقتصادى يدر دخلا للخزينة العامة للدولة كما تفعل الدول الأخرى التى تمتلك محميات طبيعية مماثلة فعلى سبيل المثال لا الحصر الحاجز المرجانى الأعظم الموجود بأستراليا وهو محمية طبيعية تقترب إمكاناتها بما لدينا من محميات طبيعية تحقق من خلالها الدولة هناك ما يزيد على مليارى دولار سنويا من خلال تنظيم الحركة السياحية داخل هذا الحاجز المرجاني. ويطالب حنفى بوضع خطة متكاملة تشترك فيها كل أجهزة الدولة لتعظيم الاستفادة من المحميات الطبيعية الموجودة بنطاق محافظة البحر الأحمر ووفقا لمعايير من شأنها الحفاظ عليها كمقومات سياحية مستدامة تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة.