كثيرا ما تدعو الولاياتالمتحدةالامريكية لنشر الحقائق وتنتقد انعدام حرية الصحافة في العالم النامي وتدعي امتلاكها الحقوق الفكرية للديمقراطية ولكن جاء الكتاب السنوي الأمريكي رقابة ليفضح الاكاذيب الامريكية حيث يكشف أهم الاخبار التي منعتها واشنطن من النشر والتي تتعلق بالداخل الامريكي, وممارساتها الخارجية التي تؤثر علي العالم بأسره. كتاب( رقابة2014.. خطاب لايعرف الخوف في الأوقات المصيرية) للمؤلفين ميكي هوف وأندي لي روث هو دعوة لنشر الحقيقة ورفع الخوف من النشر والقاء الضوء علي المناطق المظلمة للحكومة الامريكية. ويتساءل الكتاب لماذا اختارت وسائل الاعلام منع الجمهور من الاطلاع علي هذه القصص الاخبارية التي يمكنها احداث تغيير اذا تم الوعي بها الي جانب طرح تساؤلات حول من الذي يسيطر علي القائمين بتلك الرقابة. يتناول القصص الاخبارية التي كان يجب أن تكون في صدر الصحف ونشرات الاخبار الا انها أصبحت مفقودة بسبب تحيز وسائل الاعلام الامريكية الي جانب فرض الرقابة الذاتية من جانب وسائل الاعلام الامريكية علي الاخبار. الكتاب السنوي الذي يصدر منذ عام1976 يعرض لاهم القصص الاخبارية التي تم منعها من النشر في عام2013 ويدعو الصحفيين حول العالم للمساعدة في الكشف عن القصص الاخبارية التي يتم التعتيم عليها بفعل الرقابة وذلك للمساهمة في نشر حرية الصحافة حول العالم. تغيرات المناخ بعد أعوام من اشتعال حرائق الغابات والتصحر وموجات الحر الشديدة والعواصف والفيضانات تشير97% من الدراسات الي أن العالم اصبح أكثر حرارة بسبب ممارسات البشر في الوقت الذي مازال42% فقط من الناس يعتقدون ان ما يحدث من تغيرات مناخية بسبب ممارساتهم في مجالات الصناعة ووسائل المواصلات وغيرها. ويشير الكتاب الي ان وسائل الاعلام الدولية تعمدت تجاهل تلك الحقائق وما حذر منه العلماء من ان هذه الشواهد ليست منفصلة عن بعضها البعض, ولكنها نتيجة لوقت طويل من انعدام استقرار المناخ. والحقيقة ان العلماء حذروا من ارتفاع درجات الحرارة بنسبة6 درجات مئوية عما هي عليه الآن بنهاية القرن الحالي اذا لم تتخذ اجراءات عاجلة للسيطرة علي تغيرات المناخ الناجمة عن الانبعاثات الحرارية. وحذر الكتاب من ان الاستمرار في ارتفاع درجات الحرارة سيقضي علي الزراعة ومصادر المياه وستجعل مناطق كثيرة غير مأهولة بالسكان الي جانب ظهور مظاهرات تندد بالجوع الي جانب ظهور الاف اللاجئين ليس بسبب الحروب ولكن بسبب التغيرات المناخية وانعدام سبل الحياه في مناطق بالكامل بسبب التغيرات المناخية. وتساءل: لماذا نقف متفرجين بالرغم من أننا نستطيع منع كارثة مناخية وبيئية وانسانية من الحدوث, وأشار إلي ان الصحف الامريكية لم تنشر حلولا لازمة المناخ. والحقيقة ان واشنطن تتفادي الحديث عن أزمة المناخ لانها ضالعة فيها حيث ترفض واشنطن التوقيع علي معاهدة كيوتو للحد من تغيرات المناخ والتي تلزمها بتغيير نمط الصناعة لديها والعديد من الممارسات التي تؤثر علي البيئة. المليونيرات وفقر العالم كشف الكتاب عن أن هناك7 بنوك أمريكية أخفت نحو100 تريليون دولار خاصة بمليونيرات حول العالم من خلال وضعها في هيئة ممتلكات لتجنب فرض الضرائب عليها واعتبر الكتاب الثروات الهائلة المخفية ثقبا كبيرا في الاقتصاد العالمي لم يحدث من قبل, ودعا الكتاب الي انهاء الفقر في العالم من خلال اخفاء مثل هذه الممارسات, قائلا لسنا بعيدين عن المسئولية لتصنيف الناس الي من يمتلكون ومن لا يمتلكون. سري جدا من أهم القصص الاخبارية التي حرصت واشنطن علي عدم نشرها صعود مجموعات الكراهية والجماعات المناهضة للحكومة الامريكية حول الولاياتالمتحدة, كما ان القصص الخاصة بالأسلحة النووية التي تمتلكها واشنطن والدول الغربية حرصت واشنطن علي عدم نشرها في الوقت الذي تم فيه التركيز علي الأسلحة النووية الايرانية فقط من خلال الافراط في التركيز علي مفاوضات الدول الكبري مع ايران لوقف تخصيب اليورانيوم. وكشف الكتاب عن اغلاق جورج بوش الابن كل الطرق للتوصل الي اتفاق نووي مع ايران حيث كان يفضل الحل العسكري لانهاء الازمة. كما حرصت واشنطن علي اخفاء تقارير تتعلق بدراسات تؤكد أن خمس الامريكيين سيصبحون جوعي بسبب انتشار البطالة, كما أخفت دراسات حول تأثير الاجهزة اللاسلكية علي الصحة العامة. ومنعت واشنطن في دعم فاضح لتل أبيب القصص الاخبارية التي تتعلق بالحصار الاسرائيلي علي غزة ومنع المعدات الطبية من دخول القطاع مما أدي لتدهور حالات آلاف المرضي وموت المئات علاوة علي منع الوقود من دخول القطاع مما كرس من الازمة داخل المستشفيات والبيوت الفلسطينية. منعت واشنطن أيضا الانباء المتعلقة بفرض اسرائيل تحديد النسل علي المهاجرين الاثيوبيين ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية, كما منعت أنباء عن تعرض النساء المجندات للاغتصاب داخل الجيش الامريكي, بينما تدعي امتلاكها لبصمة حقوق الانسان. الحرب علي الارهاب في فبراير2013 اعترف محلل المخابرات الامريكية براولي مانينج أمام المحكمة بضخ ملفات لمجموعة( ضد السرية) المعروفة باسم ويكيليكس قائلا: كنت أرغب أن تكون المعلومات عامة لجعل العالم مكانا أفضل, كما أعرب عن أمله في اثارة مناقشة داخلية حول دور الجيش الامريكي في السياسة الخارجية. مشيرا الي وجود نحو700 ألف وثيقة حول الجرائم السرية والفساد من جانب مسئولي الجيش والحكومة الامريكية. يعرض الكتاب أيضا تاريخ الصراع في صحراء إفريقيا ويسلط الضوء علي الازمة في مالي ودور الولاياتالمتحدة في تأجيجها بما يخدم مصالحها في المنطقة بأكملها. كما منعت واشنطن نشر قصص اخبارية حول قتل أطفال يمنيين وباكستانيين من خلال الطائرات بدون طيار الامريكية الي جانب استخدام تلك الطائرات في عمليات الاغتيال المنظم في اليمن وباكستان وافغانستان. وقد منعت هذه الاخبارمن النشر علي الرغم من أنها من أهم القصص الاخبارية التي كان ينبغي للقارئ الامريكي أن يعرفها ليفهم حقيقة ممارسات واشنطن من خلال ما يسمي بالحرب علي الارهاب. كما منعت وسائل الاعلام الامريكية القصص الاخبارية المتعلقة بدعم الولاياتالمتحدة لتنظيم القاعدة في سوريا بما يطيل أمد الحرب ويتسبب في اشعال الحرب الاهلية في البلاد وتحويل دمشق الي دولة فاشلة منكفئة علي نفسها حتي لا تسبب أي خطر لاسرائيل. الولاياتالمتحدة تركت العراق عائما علي وباء السرطان والتشوهات الخلقية للاطفال حديثي الولادة بسبب أسلحتها والمواد الاشعاعية التي استخدمت في الغزو الامريكي لبغداد, وهو ما تم منع نشره بالطبع. لا أخبار أفضل شعار واشنطن كما ذكر الكتاب هو( لا أخبار أفضل من وجود أخبار) خاصة فيما يتعلق بالحرب علي الارهاب ويسخر الكتاب من ممارسات وسائل الاعلام الامريكية قائلا: إن الفستان الازرق لمونيكا لونيسكي المتدربة السابقة في البيت الابيض أفضل من مذكرات أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة. وكشف الكتاب عن أن روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أصدر أوامر خلال ما يسمي بالحرب علي الارهاب لاعطاء الجيش نفس سلطة الشرطة لإلقاء القبض علي الارهابيين والمشتبه بهم, ومنذ ذلك الوقت أصبح الجيش الامريكي مثل قوات الشرطة ورغم ارسال المؤلف هوف هذه القصة الاخبارية إلي صحف عملاقة مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز وول ستريت جورنال لم تنشر. وذكر الكتاب انه بالنسبة للحرب علي الارهاب يعيش الامريكيون في بلد لا يعرفون عنه شيئا. ويقول المؤلفان: نحن لا نعرف فقط ماذا تقوم به الحكومة الامريكية في الحرب علي الارهاب بسبب غياب التقارير حولها, ولكننا لا نعرف أيضا ماذا فقدنا من أخبار, قائلين: كيف نستطيع أن نكون حكما نقديا في ظل غياب أي خلفيات حول القضايا العالمية ويسخر المؤلفان قائلين: القادة( الفوتوجونيك) يتلقون ما ينبغي ان يتفوهوا به أمام وسائل الاعلام من جانب مجموعات المصالح داخل واشنطن. ويتساءل المؤلفان: بعد كل هذا هل نستطيع أن نقول أن أمريكا لديها صحافة حرة ؟!