غيط الصعيدي إحدي مناطق محرم بك بمحافظة الاسكندرية التي كانت فيما مضي أرضا زراعية ترويها ترعة المحمودية التي تحدها من الشمال ومع تطور العمران اختفت الزراعات وحلت محلها المباني كما أنشأت بها الدولة عددا من المساكن الشعبية التي سكنها الكثير من الوافدين والعاملين في المصانع التي أقامتها ثورة يوليو بعد عام1952 وتقع بها واحدة من اعرق مستشفيات الحميات في إفريقيا ويوجد بها قصر الأمير عمر طوسون صهر محمد علي باشا الكبير كما يوجد بها مستشفتان احدهما مستشفي ناريمان للعظام والمستشفي الإيطالي العسكري وايضا يوجد بها سجن الحضرة ونقطة شرطة كبيرة أقيمت في العهد الملكي ورغم كل هذه المؤسسات المهمة والحيوية إلا ان غيط الصعيدي طالها الإهمال وبعد انتهاء العمران الافتراضي لمرافقها اختفت منها الخدمات. يقول تامر صلاح أحد سكان غيط الصعيدي ان المنطقة ترتفع فيها نسب البلطجة والإجرام التي تظهر للعيان في صورة شباب يجوبون الشوارع بالتكاتك يحملون السيوف خاصة أثناء حفلات الزفاف, كما تنتشر بها الموتوسيكلات التي لا تحمل أرقاما والتي يقودها الشباب بتهور مبالغ فيه, مستخدمين مكبرات صوت يجبرون كل السكان علي سماعها عنوة غير عابئين بالمرضي أو الطلبة أو الموظفين الذين ينشدون الراحة كل ذلك يحدث بسبب عدم توفر أنشطة صالحة يستثمرون فيها وقت فراغهم, رغم وجود مركز شباب النصر العريق في نطاق تلك المنطقة. أما سوسن عبد السلام مدرسة بالإعدادي فتقول: نعاني فعليا من معاكسات الشباب للنساء والفتيات وكثيرا ما تنشب المعارك الضارية بسبب تلك المعاكسات خاصة بعد انتشار ظاهرة تعاطي المواد المخدرة بين الشباب, ما يجعلهم غير مسيطرين علي أفعالهم وألفاظهم, ورغم تخصيص شرطة لحماية المدارس إلا أن أعداد وسلوك الشباب يحتاج إلي أكثر من الشرطة. ويقول محمد أكرم طالب بكلية الحقوق: نشأت في غيط الصعيدي ولا أفكر في السكن خارجها حتي بعد تخرجي, رغم كثرة مشكلاتها التي تتركز في غياب الأمن بصورة لافتة, واحتلال المحلات والورش للأرصفة ولأجزاء من حرم الطريق دون أي إجراء رادع من الحي, إضافة إلي مياه المجاري التي أصبحت تحاصر كل الشوارع والبيوت بلا استثناء, لكننا نعرف أن هناك حلولا لكل المشكلات, خاصة إذا عين للإسكندرية محافظ يعرف خريطتها ويحفظ مشكلاتها وتتوفر لديه رؤية للقضاء علي هذه المشكلات وللأسف فإن ذلك لم يحدث لا قبل ثورة25 يناير ولا بعدها, لكننا نتمسك بالأمل. وتؤكد الحاجة ميرفت حسين ربة منزل أن منطقة غيط الصعيدي من المناطق الشعبية الجميلة التي تحتاج إلي بعض الاهتمام من المسئولين خاصة في تحسين وسائل المواصلات والرقابة علي الموازين بالأسواق, لمنع الغش والسرقة, مشيدة بكثرة الجمعيات الاستهلاكية في المنطقة وتوافر كل السلع بها, لكنها تخشي دائما من العيال بتوع الموتوسيكلات لأنهم يتعاطون الأقراص المخدرة علي حد وصفها وليس لهم عمل يبعدهم عن أذية الناس. أما الشيخ سيد مؤذن أحد المساجد الأهلية فيقول: زهقنا من القمامة المنتشرة في كل مكان وخاصة أمام المسجد الذي يحتل جزءا من مدخله فريزة القمامة بكل ما يمثله عملهم من تلوث وقبح لا يليق بالمسجد أو بالآدمية. أما صبري عبد المنعم فيقول ان ترعة المحمودية واحدة من الممرات المائية التاريخية تضاءل مجراها الملاحي بسبب تعدي المنتفعين بالإصلاح الزراعي علي حرمها وتشيدهم المباني السكنية ورغم انفاق الدولة ملايين الجنيهات علي تحجير جوانب الترعة وزراعة ما تبقي من حرمها وإنشاء استراحات للمواطنين وكذلك إنفاق ملايين الجنيهات علي رصف الطرق إلا ان كل ذلك ضاع هباء بسبب عدم المتابعة من الجهات التنفيذية مما شجع أصحاب المحال والخارجين علي القانون علي استغلال الشارع والترعة لصالحهم فأنشأوا محطات لغسيل السيارات تسرق المياه والكهرباء او أقاموا كافيتريات غير مرخصة. فيما تقول مروة عطا الله ربة منزل ان الترعة أصبحت مقلبا للقمامة بسبب قلة وعي المواطنين وعدم فعالية شركات النظافة وبدلا من ان تتحول الترعة الي متنفس أصبحت مرتعا للحشرات والفئران والزواحف ومصدرا لحرق القمامة التي يشعلها المواطنون في محاولة للتخلص من الروائح الكريهة. ويشير خالد عشري الي أن سور مستشفي الحميات المطل علي مساكن امبروزو أصبح صورة صارخة للتلوث البيئي والعشوائية والبلطجة وتجارة المخدرات رغم ان مستشفي الحميات واحدة من المستشفيات التي تعالج الأمراض المتوطنة والوبائية وكان من المفترض ان يكون محيطها آمنا وخاليا من التلوث لكن الصورة المستفزة لسوق مستشفي الحميات تؤكد غياب المسئولين عن هذه المنطقة او تواطؤهم وتعمدهم تحويلها الي قنبلة تضاعف الأمراض الوبائية والاجتماعية. من جهة أخري, تفقد الدكتور حسام الدين المغازي وزيرالري والموارد المائية يرافقه اللواء طارق مهدي محافظ الإسكندرية ترعة المحمودية لمتابعة ما يتم بها من عمليات تطهير وتنظيف وإزالة شوائب وحشائش, وخلال الجولة أثني المغازي ومهدي علي المجهودات المبذولة لتطهير الترعة, كما شكر المحافظ وزير الري لمساهمته في تطهيرها كمساهمة منه في مشروع من مشروعات حماية الشواطئ وقرر وزير الري ترك الصندلين بترعة المحمودية بصفة دائمة.