تفاقم الصراع والتناحر بين الفرقاء الليبيين إلي وضع شديد الخطورة فرض علي الدول المجاورة رفع حالات الطوارئ علي الحدود وفي المطارات تحسبا لأي طارئ بعد توارد أنباء عن هروب اللواء خليفة حفتر قائد القوات البرية الليبية السابق , وتهديد مسلحين ليبيين قيل إنهم استولوا علي طائرات بعد معركة مطار طرابلس بتهديد عدة دول من بينها مصر بشن هجمات مثل11 سبتمبر عليها. وشهدت العمالة المصرية الهاربة من جحيم القتال الدائر علي أشده في الأراضي الليبية لحظات مأساوية عاشتها علي المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس عقب سماح السلطات الليبية لهم بالعبور إلي الجانب التونسي والنجاة بأنفسهم, فيما لقيت سيدة مصرية حتفها يوم أمس في الاشتباكات. في السياق ذاته, حذر السفير الليبي بالقاهرة محمد فايز جبريل في اتصال هاتفي مع الأهرام المسائي من الانسياق خلف أكذوبة تهديد مصر بهجمات مثل11 سبتمبر من قبل الجماعات الليبية المسلحة, مؤكدا أن هذه الشائعة لا تقل عن أكذوبة الجيش الحر, وهي شائعات تستهدف إرباك المشهد المصري وزعزعة استقراره, مشددا علي أن هناك اتصالات مكثفة مع الجانب المصري علي مدار الساعة. وأكد السفير الليبي أن العمالة المصرية ليست مستهدفت ولاغني عنها في ليبيا وأن السفارة الليبية ظلت تمنح التأشيرات للمصريين حتي يوم وقفة عيد الفطر, مطالبا كذلك بتدخل المجتمع الدولي لوقف ما سماه الفوضي التي تسيطر علي المشهد الليبي. في سياق متصل, أكد خبراء استراتيجيون أن الحدود المصرية مؤمنة تماما ضد أي محاولة لتهديد الأمن القومي للبلاد مطالبين بأخذ التهديدات المنسوبة إلي الجماعات الليبية المسلحة بتكرار سيناريو11 سبتمبر محمل الجد, وإعلان حالة الاستعداد القصوي أسوة بالدول المجاورة التي شملها تهديد تلك الجماعات. في الوقت ذاته, استقبل مطار القاهرة الدولي أمس319 مصريا من الفارين إلي تونس عبر الحدود مع ليبيا في حالة يرثي لها بعد المعاناة التي وجدوها في ليبيا وعلي الحدود التونسية وهم عالقون حتي وصلت طائرة مصر للطيران وأقلتهم للقاهرة. وأكد الناجون من نار ليبيا ل الأهرام المسائي فور وصولهم إلي مطار القاهرة أنهم تعرضوا للابتزاز وقاموا بدفع مبالغ كبيرة لمن تولوا عملية توصيلهم إلي الحدود التونسية, وقالوا إنهم تعرضوا لمعاملة غير آدمية. ميدانيا, وعلي صعيد تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا, وتجدد المواجهات العنيفة بين الميليشيات المتنازعة في محيط مطار العاصمة طرابلس, قامت دول عدة بإجلاء رعاياهم وطواقمها الدبلوماسية, وفي مقدمتهم إسبانيا والفلبين. في غضون ذلك, توفي مصريان أمس أثناء تدافع الآلاف بمعبر رأس جرير الحدودي بين ليبيا وتونس. وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن الاشتباكات تجددت أمس بين مواطنين مصريين كانوا يتدافعون للمطالبة باجتياز الحدود نحو تونس وبين الوحدات الأمنية والعسكرية الليبية التي أطلقت النار لتفريقهم, مما أسفر عن وفاة اثنين فيما لم تؤكد السفارة المصرية بتونس الخبر, وأعلن المتحدث الإعلامي أحمد الطنيخي أنه تم اجلاء نحو350 مصريا إلي القاهرة. (تفاصيل اخري ص3)