الداخلية تحذر من التشكيك فى نتائج القبول بكلية الشرطة    الوطنية للانتخابات: بدء فرز الأصوات ب31 لجنة في الخارج ضمن جولة الإعادة للمرحلة الثانية من الانتخابات    رئيس هيئة المحطات النووية يشارك في فعاليات المنتدى العربي السابع    إقبال في اليوم الثاني من إعادة انتخابات مجلس النواب 2025 بالأردن    وزير الكهرباء: مستمرون فى مشروعات دعم وتطوير وتحديث الشبكة الموحدة    ورشة "تعزيز المعرفة والخدمات المناخية" تختتم أعمالها بتأكيد سد فجوات البيانات لدعم صنع القرار    شعبة الذهب تتوقع وصول الجرام إلى 6 آلاف جنيه.. التفاصيل    ميناء دمياط يشهد نشاطًا ملاحيًا وتجاريًا مكثفًا    لا إغلاق لأى مصنع.. خطة للتقنين ودعم العمالة وإبقاء تبعية هيئة القطن ل «الاستثمار»    البنتاجون: واشنطن توافق على مبيعات عسكرية محتملة للبنان بقيمة 34.5 مليون دولار    الهيئة الدولية لدعم فلسطين: الاحتلال يواصل تدمير قدرات ومقدرات الشعب بغزة    الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف في كردفان السودانية: 104 قتلى بينهم 43 طفلا في هجمات جوية منذ بداية ديسمبر    الأردن والسويد يؤكدان ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة    استاد القاهرة يكشف ل في الجول سبب تأخير صيانة أرضية الملعب    وزارة التضامن: اختبارات صارمة لاختيار المشرفين على حج الجمعيات    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمكتبة حديقة الطفل بالزقازيق (صور)    4 مصابين جراء تصادم ميني باص وميكروباص في المنوفية    المتحف القومي للحضارة يستقبل وفودا من أوزبكستان واليونسكو لتعزيز التعاون الثقافي    أروى جودة أول الحاضرين لافتتاح الدورة السابعة من مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    انعقاد الاجتماع السابع للمجلس التنفيذي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم برئاسة المفتي    ما حكم من يتسبب في قطيعة صلة الرحم؟.. "الإفتاء" تجيب    خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة فى منظومة التأمين الصحى الشامل    السكرتير العام لبني سويف يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الخطة الاستثمارية    الكشف على 1208 مواطنين ضمن القافلة الطبية بقرية أبو جازية بالإسماعيلية    هجوم سيبرانى مريب يضرب مجلس النواب الألمانى خلال زيارة زيلينسكى    وزير الثقافة يعتمد أجندة فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية    حفل جوائز ذا بيست.. سارينا فيجمان أفضل مدرب للكرة النسائية 2025    افتتاح متحف قرّاء القرآن الكريم بالعاصمة الجديدة: هنو يشيد بتقدير الدولة للقراء.. والأزهري: خطوة للحفاظ على الهوية الدينية    حلمي عبد الباقي يرد على توجيه اتهامات له في التحقيق: غير صحيح    سكاي: يونايتد وسيتي يتنافسان على سيمينيو.. وشرط جزائي لرحيل اللاعب في يناير    خالد الجندي: لن ندخل الجنة بأعمالنا    نداهة فرسان الشرق بالرقص الحديث في مسرح الجمهورية    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل جواهرجى البحيرة إلى يوم 12 يناير    اعتدى على أطفال وصورهم.. تجديد حبس مدرب أكاديمية الكرة بالمنصورة    ذا بيست.. دوناروما أفضل حارس مرمى في العالم 2025    البورصة تخسر 22 مليار جنيه بختام تعاملات منتصف الأسبوع    الندوة الدولية الثانية للإفتاء تدين التهجير القسري وتوضِّح سُبل النصرة الشرعية والإنسانية    أردوغان: انتهاكات إسرائيل لأراضي سوريا أكبر تهديد لاستقرارها    إغلاق ملف فيتوريا رسميًا.. تسوية نهائية بين المدرب واتحاد الكرة في «CAS»    غدا أولى جلسات محاكمة «ولي أمر » في قضية التعدي على مدرس بالمقص في الإسماعيلية    الصحة تُحذر من تخزين المضاد الحيوي واستعماله مرة أخرى    * رئيس هيئة الاستثمار يثمن دور "نَوَاه العلمية" في تعزيز الابتكار والمعرفة ويؤكد دعم الهيئة المستمر للقطاع العلمي    محافظ أسيوط يستقبل رئيس القومي للطفولة والامومة خلال زياتها لافتتاح مقر للمجلس    «المصدر» تنشر لائحة النظام الأساسي للنقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمى    غزل المحلة: لدينا أكثر من 90 ألف دولار عند الأهلي.. وشكونا بلوزداد ل فيفا    هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟ ترقّب واسع لكشف الوثائق قبل الجمعة    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 16ديسمبر 2025 فى المنيا    جولة مفاجئة لمدير "تعليم الجيزة" في مدارس العمرانية    من المنزل إلى المستشفى.. خريطة التعامل الصحي مع أعراض إنفلونزا h1n1    توروب يتمسك بمستقبل الأهلي: شوبير عنصر أساسي ولا نية للتفريط فيه    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: الاعتماد مسار شامل للتطوير وليس إجراءً إداريًا    الزمالك يجدد ثقته في نزاهة جهات التحقيق في أرض أكتوبر ويؤكد التزامه الكامل بالقانون في قضية أرض أكتوبر (بيان رسمي)    عضو بالأزهر: الإنترنت مليء بمعلومات غير موثوقة عن الدين والحلال والحرام    «لديه بعض المشاكل».. دغموم يكشف سبب عدم انتقاله للزمالك    «التضامن الاجتماعي» تعلن فتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه    مديرية الطب البيطري بالقاهرة: لا مكان سيستوعب كل الكلاب الضالة.. وستكون متاحة للتبني بعد تطعيمها    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر في سوق العبور للجملة    محمد القس يشيد بزملائه ويكشف عن نجومه المفضلين: «السقا أجدع فنان.. وأتمنى التعاون مع منى زكي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حافظنا علي الأزهر من الأخونة
نشر في الأهرام المسائي يوم 30 - 07 - 2014

الأزهر قلب العالم الإسلامي النابض, وأقدم جامعة عرفها التاريخ, له من المواقف التاريخية الحاسمة في ذاكرة العالم الإسلامي الكثير والكثير, فهو من وقف فيه العز بن عبدالسلام مع قطز وبيبرس يجهز الجيوش لمواجهة التتار ووقف الأزهر المجيد أمام الاستعمار,
وكانت مواقفه المشرفة في ثورتي‏25‏ يناير و‏30‏ يونيو‏,‏ ومازال الأزهر يقوم بدوره الريادي في مصر والعالم الإسلامي‏,‏ ومن هذا المنطلق كان ل الأهرام المسائي هذا اللقاء مع الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر لكي نقف علي المستجدات والخطط التي يقوم بها الأزهر‏:‏
بداية قضيت في دولة الإمارات أكثر من نصف شهر رمضان‏..‏
حدثنا عن الزيارة‏,‏ وما هي أهم الاتفاقيات التي توصلتم إليها؟
‏*‏ نعم سافرت إلي دولة الإمارات‏,‏ كانت الزيارة لأكثر من سبب‏,‏ فقد كانت هناك قافلة دعوية كما يحدث كل عام‏,‏ ضمت القافلة الدعوية العديد من الرموز الدعوية‏,‏ ومجموعة من أساتذة جامعة الأزهر الشريف‏,‏ وحل علينا جميعا شرف كبير ذهاب الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب باعتباره شخصية العام في جائزة دبي للقرآن الكريم‏,‏ وهذه الجائزة تعد جائزة كبري علي مستوي العالم يكرم فيها حفاظ القرآن الكريم‏,‏ ومن خلالها يتم اختيار شخصية العام‏,‏ وسبق أن كرم فيها من قبل فضيلة الشيخ الشعراوي وغيره من رموز العالم الإسلامي‏.‏
‏*‏ هل تري أن شيخ الأزهر تحمل أكثر من مهامه في الفترة الأخيرة؟
‏**‏ نعم قام شيخ الأزهر بأدوار كبيرة‏,‏ سواء في عهد الإخوان‏,‏ أو بعد ثورة‏30‏ يونيو‏,‏ أما في عهد الإخوان فلم يترك الأزهر للأخونة أو الصراعات العقائدية وحافظ عليه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر‏,‏ ولم يتول أحد له انتماء سياسي أو طائفي أي منصب في المشيخة‏,‏ ووقف الأزهر بمبادراته ومواقفه الصلبة في وجه التخريب‏,‏ وكانت أشهر معاركه دستور‏2012‏ الذي كان في عهد الإخوان‏,‏ ولم يرض الأزهر أو يوافق إلا ما يتفق مع ثوابته ودعوته الوسطية من وضع قوانين تنظمه‏,‏ أو قواعد يسير عليها‏.‏
ففي هذا التوقيت كانت البلاد نموذجا للإضرابات والثورات‏,‏ وما أعقبها من انقسامات وحروب أثرت سلبيا علي مسيرة الأمة‏,‏ وما أعقب ذلك من التشدد والعنف‏,‏ فكان الأزهر الوسطي صوت العقل والحكمة‏,‏ فكان ظهوره ليقول هذا هو الدين الحق‏.‏
‏*‏ هل تري أن الأزهر تصدي لفتاوي التكفير؟
‏**‏ أدان الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف كل الفتاوي التي تحرض أو تدعو للقتل والعنف لخروجها في دعوة الإسلام الصحيح‏,‏ وصرح بأنها فتاوي شخصية حتي ولو كانت لأفراد ينتمون سابقا لجامعة الأزهر‏.‏
فقد أصدر شيخ الأزهر وثائق الأزهر المعروفة للجميع‏,‏ وكان بداية صدورها عقب ثورة‏25‏ يناير وفي أثنائها‏,‏ فتحدثت بعض الوثائق منها عن مستقبل مصر والحريات ونبذ العنف‏..‏ كانت تلك الوثائق محل إجماع للقوي السياسية‏,‏ ولاقت قبول جميع الدول العربية والدولية‏,‏ وعقدت من أجلها العديد من المؤتمرات والدراسات‏.‏
ولا ننسي المواقف الوطنية لفضية الإمام الأكبر شيخ الأزهر التي كشفت للجميع عن دور الدين في القضايا الوطنية والبعد عن خلط الدين بالسياسة‏,‏ وكذلك استخدام الدين من أجل أغراض سياسية‏,‏ فشيخ الأزهر أعطي البعد الوطني للدين في الحفاظ علي الوطن‏,‏ وهو من أهم مقاصد الشريعة‏.‏
‏*‏ بيت العائلة‏..‏ هي تري أنه يؤدي دورا كبيرا داخل المجتمع المصري؟
‏**‏ بيت العائلة من أهم المشروعات التي أنشأها الإمام الأكبر في لحظة تاريخية صعبة أريد فيها إحداث فتنة في توقيت كانت فيه بعض القوي السياسية تريد تدمير المجتمع المصري وإدخال مصر في أتون فتنة طائفية‏,‏ وتم استغلاله أيضا عقب ثورة‏25‏ يناير وثورة‏30‏ يونيو‏,‏ وكان له دور كبير في الحفاظ علي النسيج الوطني المصري‏.‏
‏*‏ هل هناك اجتماعات دورية لبيت العائلة؟ أم حينما تحدث الأزمات فقط؟
‏**‏ بيت العائلة له برنامج دوري ومن بينها عقدت العديد من الدورات جمعت الدعاة والقساوسة للدعوة بالحكمة والموعظة وفقا لمبادئ الأديان‏,‏ وكذلك كانت هناك العديد من القوافل المشتركة بين الأئمة والقساوسة‏,‏ فضلا عن الأبحاث والدراسات‏,‏ ودورات للإنذار المبكر لدراسة الأماكن التي يمكن أن تسبب فتنة طائفية‏,‏ فبيت العائلة يعمل بخطة ومنهج مدروس‏.‏
‏*‏ الإعلام الأزهري والمركز الإعلامي في المشيخة‏..‏ ما دوره؟
‏**‏ يوجد مركز للإعلام في المشيخة‏,‏ وكذلك أجريت العديد من الاختبارات بعد الإعلان عن المسابقة الخاصة بذلك‏,‏ علي أن يتم إنشاء مركز إعلامي يتولي إدارة العملية الإعلامية في الأزهر‏,‏ ويتم الآن إعداد الأجهزة والأماكن لهذا الغرض‏,‏ ولدينا تصور واضح لهذا الغرض‏,‏ وكذلك يتم رصد كل ما ينشر في العالم الإسلامي‏.‏
وعندنا التواصل العلمي مع الدول الأخري من خلال إصدار مجلات علمية وفكرية وثقافية‏,‏ وجميعها تصدر بلغات مختلفة‏,‏ وكذلك المواقع الإلكترونية‏.‏
‏*‏ بين حين وآخر يخرج علينا العديد من الفتاوي التكفيرية في وسائل الإعلام المختلفة‏..‏ كيف تري المشهد الإعلامي الرسمي والخاص؟
‏**‏ المفترض أن يقع علي عاتق الإعلام دور كبير في ثقافة الفتوي‏,‏ فالتجرؤ علي الفتوي من الذنوب الكبيرة التي قد تتسبب في إهلاك أمة‏,‏ أو إشاعة الفتنة داخل المجتمع فتؤدي إلي انقسامه‏,‏ أو اقتتال بعض طوائفه‏,‏ ولكن للأسف أصبحت الفتوي الآن مهنة من لا مهنة له‏,‏ الكل يفتي حتي لو كان لا يملك أدوات المفتي وعلمه‏,‏ نحن نحتاج إلي معرفة خطورة التجرؤ علي الفتوي ويجب أن يكون للإعلام دور في ذلك‏,‏ ويجب وضع ضوابط للمفتي في الفضائيات‏,‏ ومن يكون مؤهلا لذلك الأمر العظيم‏,‏ ففي ظل هذا العصر المليء بالمستجدات ظهرت العديد من القضايا والمسائل المعقدة التي تحتاج إلي متخصصين‏,‏ وهناك أيضا العديد من القضايا المعقدة التي تحتاج إلي الفتوي الجماعية‏.‏
‏*‏ ألا تري أن الأزهر يجب أن يقوم بوضع أسماء معينة للتعامل مع الإعلام؟
‏**‏ لاشك يجب أن يكون هناك تعاون‏,‏ فالأزهر هو المؤسسة التي حازت علي قبول العالم علي مدي أكثر من‏10‏ قرون‏,‏ فعلي الأقل الإعلام يلجأ إلي الأزهر لأخذ رأيه فيمن يتولي أمر برنامج أو فتوي أو دعوي‏.‏
‏*‏ ما رأيك في قرار وزير الأوقاف بمنع غير الأزهريين من الخطابة في المساجد؟
‏**‏ كنا نحتاج إلي مثل هذا القرار‏,‏ وأعتبره من أهم القرارات التي تحافظ علي الدعوة الوسطية التي هي المنهج الأصيل لمؤسسة الأزهر‏,‏ ولقد وجدنا البعض يتاجر في المساجد باسم الدين‏,‏ ويدعو لحزب أو دعم جماعة معينة‏,‏ والبعض الآخر اتخذها حرفة لجمع المال والتكسب من وراء ذلك بطرق غير مشروعة‏,‏ والبعض نشر من خلال دعوته علي المنابر الأفكار المتشددة والمنهج التكفيري كل ذلك استدعي إلي إصدار قرار حاسم مثل ذلك‏.‏
‏*‏ حدثنا عن مجلس الحكماء الذي أنشأ في دولة الإمارات‏.‏
‏**‏ كنت موجودا في دولة الإمارات وتشرفت بالحضور مع الإمام الأكبر وتم بفضل الله تعالي إنشاء مجلس لتعزيز السلم‏(‏ مجلس حكماء‏)‏ر هذا المجلس أنشأ برئاسة الإمام الأكبر كرئيس شرفي ويضم العديد من الشخصيات الدعوية والعلمية من العالم الإسلامي أجمع‏,‏ وكان ذلك تنفيذا لتوصيات منتدي تعزيز السلم بدولة الإمارات في مارس الماضي‏,‏ وهذا المجلس يتكون من عدد من علماء الأمة الإسلامية للمساهمة في وحدة الأمة ومقاومة الإضرابات التي سادت الأمة الإسلامية والحد من استباحة حرمة الأموال والأعراض‏.‏
فضيلة الإمام ألقي خطاب التدشين وافتتح المجلس ومعه العديد من العلماء ويأتي علي رأسهم من مصر الدكتور حسن الشافعي أمين عام مجمع اللغة العربية والكثير من علماء الأمة الإسلامية‏.‏
‏*‏ مسلسلات رمضان وقضية التصوف والولي‏..‏ كيف تراها في ظل بعض المغالطات التي وردت عن الصوفية والأولياء؟
‏**‏ مما يؤسف له أننا في الوقت الذي يجب علي كل مسلم أن يسارع فيه للعبادة وقراءة القرآن الكريم ويتقرب فيه إلي الله تعالي يكون فيه موسم وسباق للمسلسلات والبرامج التي تشغل الناس‏,‏ وهذه مع احترامي وتقديري ليست مهمة الإعلام فالمفترض أن يقود الإعلام الناس إلي الصواب‏.‏
أما مسألة التصوف وأنا شخصيا لم أر هذه المسلسلات لكن أتحدث عما سمعت من بعض الإعلاميين أنها تهدم التصوف وتشكك فيه والتصوف هرم الإسلام‏,‏ وذلك مما يحمله التصوف من الصدق‏,‏ والصدق ما جاء به القرآن‏,‏ والتصوف يبني الإنسان‏,‏ والإنسان هو الحل لإقامة حضارة وبناء دولة تقوم علي العدالة والأخلاق الحسنة‏,‏ فالمسلم الحقيقي هو من يبني ويعمر ويعطي‏.‏
للأسف إن ما يجهله بعض ما يكتبون أو ينتجون أعمالا تسيء للتصوف والصوفية أن أوروبا الآن تتجه إلي التصوف وتلجأ إليه لإنقاذ الحضارة الغربية من السقوط في الهاوية‏,‏ فالصراع الحضاري الآن من أخطر القضايا التي يعاني منها العالم الآن خاصة في الغرب‏,‏ فالغرب خائف علي حضارته خاصة بتنامي الإحساس الجماعي أن حضارته ايلة للسقوط‏,‏ ومن هنا يلجأ إلي دراسة التصوف من أجل إنقاذ حضارته‏.‏
فأطروحة رينو وهو من أشهر فلاسفة العالم الغربي تقوم علي أن الحضارة المادية الحديثة تقود العالم إلي كارثة محققة وإذا كان هناك مجال لتفادي هذه الكارثة فلن يكون إلا بالتصوف الإسلامي‏.‏
‏*‏ ألا تري أن تصوف بعض العوام قد أخرج التصوف عن إطاره العلمي؟
‏**‏ لاشك أن هناك تداعيات اجتماعية أصابت تصوف العوام‏,‏ فالتصوف لما ضعف في المجتمع انحرفت هذه التداعيات والتجليات الاجتماعية‏,‏ فلاشك أن كثيرا من العوام التصوف منطبع في قلبه‏,‏ ولما فقدت العلاقة بين العلم الحقيقي للتصوف بالطبع انحرف السلوك الاجتماعي الصوفي عن مساره الأصلي‏.‏
فالتصوف الحقيقي أعلي درجات المعرفة ويكفي أن أقول لك إن من يبحث في تراجم علماء الأمة في كل علم وفن‏,‏ وانظر كم واحد منهم ليس صوفيا‏,‏ بل أقول إن عصر الصحابة رضي الله عنهم هو عصر التصوف بامتياز‏.‏
ودعني أذكر بعض علماء الأمة فمن هو الإمام أبوحامد الغزالي والعز بن عبدالسلام وتقي الدين السبكي والإمام النووي وأحمد بن حنبل‏,‏ والإمام مالك والشافعي وأبوحنيفة هؤلاء جميعا صوفية حقيقيون‏,‏ أما من أعلام الأزهر فكان الشيخ الدرديري والباقوري وعبدالحليم محمود‏.‏
الإسلام لم ينتشر في العالم كله إلا عن طريق التصوف وسلوكهم القويم وأفعالهم الحسنة‏,‏ وأضرب مثالا اليوم فإن عدد الهنود من المسلمين كلهم صوفية‏,‏ وكذلك في أوروبا وإفريقيا وغيرها من البلدان التي انتشر فيها الإسلام أخيرا‏.‏
شاهدنا في مسلسل السبع وصايا أن سيد نفيسة وقد جعله البعض وليا يأمر بالقتل والزنا ووجدنا أخطاء في التوسل وهل الولي يكتفي بأخذ النذور ويغفر‏,‏ هذا تحريف في الدين وهدم له‏,‏ وكذلك محاربة وتشويه التصوف يخدم التطرف والإرهاب وكذلك التشدد والإلحاد‏.‏
مثل هذه المسلسلات تخدم أصحاب الإسلام السياسي‏,‏ وتجار الدين‏,‏ وكذلك تصب في مصلحة الخلايا التكفيرية داخل المجتمع المصري والعالم‏,‏ فهم سوف يستغلون ذلك ويقولون للعوام ولم لا يعرف التصوف والصوفية هذا هو التصوف الذي يدعو للقتل والزنا والسرقة هؤلاء هم الأولياء الدجالون‏,‏ فكل ذلك يخرب الدين الحنيف ويؤدي في النهاية للهزيمة الحضارية‏,‏ وسوف يسألون أمام الله‏.‏
‏*‏ داعش والنصرة أنصار بيت المقدس كيف تري تلك الجماعات التكفيرية؟
‏**‏ كل تلك الفرق والجماعات خارجة عن الإسلام ومفاهيمها جميعا مغلوطة‏,‏ وذلك لها أهداف غير الدعوة‏,‏ وقد حرم الله تعالي قتل المسلم وان هدم الكعبة أهون علي الله ممن دم مسلم‏,‏ فحرمة الدماء لها خطرها في الدنيا والاخرة‏,‏ فكل هؤلاء يخدمون الفوضي الخلاقة التي رسمت من قبل ووقع فيها الكثيرون وسوف تمضي سريعا ولن تستمر‏.‏
‏*‏ ما هو دور الأزهر في تصحيح المفاهيم والفتاوي الإرهابية؟
‏**‏ لاشك أن مهمة الأزهر ثقيلة‏,‏ وكذلك مهمة العلماء‏,‏ وهذا جانب فكري وعقائدي مهم‏,‏ فالأزهر يتواصل مع الجميع تواصلا فكريا وثقافيا واجتماعيا‏,‏ فالأزهر يقوم علي كل المستويات لتصحيح المفاهيم‏,‏ لكن هناك صعوبات تقابلنا في مواجهة التطرف فالتطرف والإرهاب نجحا في استقطاب البعض عن طريق الفقر والجهل‏.‏
فلابد من تكاتف الأجهزة لعلاج هذا الانحراف ونقوم الآن بتدريس ونشر الوعي لدي الدعاة والأئمة لتعريف اسباب الانحراف النفسي والفكري والعقائدي وكيفية علاجه‏.‏
هناك بعض الكتب تنشر الفكر المتطرف كيف يسمح بطباعتها؟
يقوم مجمع البحوث بمراجعة الكتب التي تعرض عليه ويقوم ايضا بمراجعة الكتب التي تصدر ضدها قضايا وشكاوي لكن نحن بحاجة للمراقبة المجتمعية الذاتية‏,‏ وكثير من هذه الكتب تطبع في الخارج من خلف الأزهر وهكذا تكون بعض الأعمال الفنية‏.‏
‏*‏ دعوات ترخيص بيوت الدعارة كما قالت بها مخرجة مصرية حتي نقي البنات من ظاهرة التحرش؟
‏**‏ هي دعوات هدامة ومخالفة للقرآن الكريم بل تؤدي إلي انتشار الفاحشة وفي النهاية تؤدي إلي فساد المجتمع المصري‏,‏ وانتشار الفاحشة وأن تلك الدعوات دخيلة علي الشعب المصري ولابد من مواجهتها وتتنافي تماما مع الإسلام ولا يجوز أدبيا أو مجتمعيا تلك الدعوات التي تتنافي مع أحد المبادئ الاساسية للدين وهي الحفاظ علي الشرف والعرض ولا تؤدي إلي صلاح المجتمع وتجعله مجتمعا غير متماسك‏,‏ ولا يحافظ علي الانساب‏,‏ ويؤدي إلي انتشار العنوسة والعزوبية في المجتمع وإلي زيادة أطفال الشوارع‏.‏
ومثل هذه الدعوات هي دعوات غربية وغريبة لا تتفق مع أخلاق هذا المجتمع‏,‏ وبسبب ذلك زادت نسبة الانتحار في الغرب فلابد من توعية الشعب المصري بخطورة مثل هذه الدعوات وتبصيره‏,‏ وتغليظ العقوبة علي كل من ينافي الأخلاق العامة بما يردع كل من يمارس أو يدعو لاشياء ليست من اخلاق الشعب المصري‏.‏
وهي مخالفة ومناقضة ومناهضة للقرآن الكريم حيث قال الله عز وجل إن الذي يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون وقال تعالي‏:‏ ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.