يعاني معهد الكبد القومي بمحافظة المنوفية الاهمال الشديد فبعد أن كان ملء السمع والبصر ومحط أنظار الأطباء والمرضي بالداخل والخارج أصبح يئن من كثره ديونه. لدرجة هددت فيها شركات الأدوية بالتوقف عن توريد الدواء الخاص بقرارات العلاج علي نفقة الدولة وأصبح( الانتظار والزحام الشديد وقلة الامكانيات) ثلاث كلمات لاتفارق ألسنة المرضي المترددين علي معهد الكبد القومي. وانطلقت حملات التبرع للمعهد بعد أن توقفت وزارة المالية عن دعم المعهد والذي يحتاج إلي200 مليون جنيه لاستيعاب كم المرضي المترددين عليه يوميا, حيث يتراوح عدد المرضي ما بين300 إلي400 مريض يوميا لصرف الأدوية فقط حاليا والمتابعة بعد توقف المعهد عن استقبال حالات جديدة. يقوم المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء, ووزيرا الصحة والتعليم العالي اليوم السبت بافتتاح توسعات المعهد بتكلفه نصف مليار جنيه في ظل معاناةالمرضي تقول سكينة السيد مريضة بالكبد انني أحضر شهريا من محافظة البحيرة وأظل أنتظر منذ السابعة صباحا وحتي أذان المغرب لكي أتمكن من صرف الأدوية الشهرية الخاصة بعلاجي علي نفقة الدولة ونظرا للزحام الشديد قد لا أتمكن من صرف الأدوية الخاصة بي فأنتظر للشهر القادم لكي اصرفها, حيث تصل عدد الحالات التي تصرف أدوية يوميا إلي400 حالة ولايتم ارجاء حالات لليوم التالي والذي يكون فيه العدد مضاعفا في ظل ضيق ساحة الانتظار وتزاحم المرضي داخلها. ويؤكد فوزي عبد الباري مريض انهم يفترشون الارض لضيق المكان المخصص للانتظار بالمعهد وطول ساعات الانتظار واحيانا يغادر الموظفون دون ان نصرف الدواء بحجة انتهاء موعد عملهم فقد يصل بنا الحال إلي حد البكاء حتي نحصل علي الدواء. ويضيف علاء محمد المسئول عن اصدار قرارات العلاج علي نفقة الدولة بالمعهد ان حال قرارات العلاج قديما أفضل من الآن واصفا حال قرارات العلاج الحالية بانها ظالمة للمريض من حيث المبالغ التي تحددها وزارة الصحة, حيث تتراوح مبالغ القرارات حاليا ما بين600 إلي800 جنيه يصرف بها المريض أحيانا علاجا لمدة يوم أو يومين نظرا لارتفاع أسعار أدوية علاج الكبد ويظل المريض يعاني من المرض باقي الشهر حتي يفتك به المرض. وتشير صفاء علي رئيسة التمريض بالمعهد إلي وجود عجز في التمريض يصل إلي60 ممرضة, مؤكدة ان المعهد لم يزد عدد التمريض به منذ7 سنوات وعلي الرغم من مخاطبة الجامعة عدة مرات لتوفير ذلك العدد لكن دون استجابة ونظرا لسوء حالات المترددين من المرضي علي المعهد تظل بعض الممرضات تعمل لمدة24 ساعة وتضيف مروة السيد مشرفة تمريض بالمستشفي انهن محرومات من صرف بدل الجهود غير العادية والذي يترواح ما بين40% الي60%علي الرغم من المجهود الذي يبذلنه في ظل قلة عددهن والامكانيات المتاحة لهن. ويؤكد محمد السيد موظف بالمعهد أن عددا كبيرا من العاملين بالمعهد مصابون بفيروس(c) وذلك لعدم اتباع الإجراءات الوقائية أثناء تعاملهم مع المرضي. ويوضح الدكتور أشرف محمد رئيس قسم المناظير بالمعهد أن ضيق المكان لايسمح بتأدية خدمة طبية متميزة, مضيفا أن مكتبه الخاص به تم وضع حالات مرضية به نظرا لعدم وجود أماكن بالمعهد, مؤكدا أن المعهد يحتاج إلي دعم مادي لكي تصل خدمات المعهد إلي المترددين عليه ليس من محافظات وسط الدلتا فقط وانما من جميع محافظات مصر. ويؤكد أمين عام المعهد أن قائمة الانتظار لاجراء عمليات جراحية وعينات كبدية تصل لخمسة شهور مقبلة وأن المعهد يرفض استقبال أي حالات جديدة منذ عدة أشهر لضيق المكان وأن المستشفي القائم الآن يضم100 سرير ويتردد علي المعهد يوميا300 مريض حالتهم المرضية متأخرة ويحتاجون إلي الدخول غير أن ضيق المكان وقلة عدد الأسرة تجعل المعهد يقوم بتحويلهم إلي مستشفيات قريبة غير متخصصة إلي أن يتم اخلاء سرير بمستشفي المعهد. وتجدر الإشارة إلي أنه تم اجراء180 عملية زراعة كبد بالمعهد من متبرع حي منذ قيام المعهد بتنفيذ برنامج زراعة الكبد علي المستوي القومي وأن جميع الحالات المحولة للمعهد من المستشفيات تحتاج لعناية خاصة لايستطيع المعهد توفيرها في ظل قلة الامكانات وضيق المكان. ويشير أمين عام المعهد إلي أن التوسعات الجديدة بالمستشفي تضم في مرحلتها الأولي300 سرير ويتكلف السرير الواحد700 ألف جنيه ويحتاج المستشفي إلي مبلغ200 مليون جنيه حتي يؤدي الخدمة المنوطة به, حيث إن الاعتمادات المالية لوزارة المالية ووزارة التنمية الاقتصادية توقفت منذ سنتين وتوجد مديونية لدي وزارة الصحة لمصلحة المعهد تصل إلي28 مليون جنيه منذ عام2000 وحتي أبريل2012 وعدم سدادها يهدد بتوقف رسالة المعهد وتوقف صرف الأدوية للمرضي, حيث طالب الدكتور أحمد حامد زغلول رئيس الجامعة وزير الصحة عبر مكاتبات رسمية بسداد مستحقات المعهد ولكن دون جدوي مما يهدد المعهد بعدم الوفاء بالتزاماته في علاج أمراض الكبد وخدمة المرضي المترددين عليه وذلك بعد توقف شركات الأدوية والمستلزمات الطبية وموردي الأغذية عن التوريد لعدم سداد مستحقاتهم. من جانبه أوضح الدكتور احمد شيرين فوزي محافظ المنوفية أنه سيتم دعم المعهد لتقديم رسالته وقد نجحت المحافظة في تدشين حملة التبرع لاستكمال المعهد ونجحت الحملة في جمع ما يقرب من5 ملايين جنيه لحساب المستشفي وكذا طوابع بمبلغ4 ملايين جنيه, وتستمر مؤسسة النهوض بالمنوفية في حملتها من أجل الانتهاء من المستشفي بالكامل لتخدم مرضي الكبد من مواطني مصر والعالم العربي. وأوضح شيرين أنه تم افتتاح المرحلة الأولي لمستشفي معهد الكبد القومي والتي شملت العيادات الخارجية والاستقبال كثمرة أولي لمؤسسة النهوض بالمنوفية والتي تم تأسيسها من أجل القيام بتنفيذ المشروعات القومية التي تخدم محافظة المنوفية وبدأت بمشروع استكمال معهد الكبد القومي. وقد أكد المحافظ ضرورة تكاتف كافة الجهود لاستكمال معهد الكبد وذلك من خلال التبرع علي حساب رقم444444 بجميع فروع البنك الأهلي وبنك مصر والبنك التجاري الدولي علي مستوي الجمهورية ويعد معهد الكبد صرحا طبيا وعلميا لما يمثله من قيمة كبيرة, حيث يعد المؤسسة العلمية الوحيدة في مصر والشرق الأوسط التي تقوم بمنح درجتي الماجستير والدكتوراة في أمراض الكبد وجراحاتها وكذلك علاج مرضي الكبد من البالغين والأطفال.