سيطرت حالة من الاستياء الشديد علي الآلاف من المرضي بفيروس سي بمحافظة المنوفية والأطباء بالمستشفيات الحكومية والجامعة وخاصة معهد الكبد القومي عقب استبعاد المحافظة من منظومة العلاج الجديد للفيروسات الكبدية حيث إن العلاج الجديد سوفالدي يعالج أكثر من ضعف العدد الذي كان يتم فيه العلاج باستخدام الإنترفيرون والريبافيرين. في البداية أكد الدكتور محمد متولي مدير المستشفي التعليمي بشبين الكوم أن وحدة العلاج بالانترفيرون بالمستشفي تستقبل 2000 مريض شهريا علاوة علي الآلاف من المرضي في قوائم الانتظار ووفاة 7 من زملائه وأصدقائه بسبب العدوي المرضية مما دعاه إلي عمل دبلومة في مكافحة العدوي مؤكدا أن المنوفية من المحافظات التي تم وضعها في المرحلة الثانية للعلاج بالعقار الجديد وسيتم فتح باب التسجيل في منصف الشهر المقبل للمرضي ليتم علاجهم في منتصف يناير المقبل مشيرا إلي اختيار 8 مراكز علي مستوي الجمهورية ليبدأ استخدام العقار الجديد (سوفولدي) علي المرضي الذين يعانون من تدهور في الحالة الصحية نتيجة الإصابة بالفيروس. وأوضح مدير المستشفي التعليمي قيام وفد من اللجنة القومية للفيروسات الكبدية بوزارة الصحة بزيارة مركز الكبد بالمستشفي أمس الاول، حيث أثني الوفد علي الخدمات التي يقدمها المركز وأعمال التطوير المستمرة فيه وأشارت اللجنة إلي أن العلاج الجديد من المتوقع وصوله لمراكز الكبد خلال شهر أكتوبر، مضيفًة أنه سيتم وضع معايير طبية للحالات التي سيبدأ استخدام العلاج الجديد لها من خلال اللجنة القومية للفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، والتي ستقوم بعقد ورش عمل للأطباء المعالجين بالمراكز المختلفة وذلك لتعريفهم بسياسة وزارة الصحة فيما يتعلق باستخدام العقار الجديد. ويوضح الدكتور أحمد شعراوي رئيس قسم التحاليل الطبية بمعهد الكبد والمرشح لمنصب العميد أن الخدمة الجديدة التي تقدمها الحكومة تستهدف كل مواطنيها المرضي بفيروس سي ولابد أن تشمل كل المرضي بجميع المحافظات مطالبا بفتح مركز بكل محافظة في المرحلة الأولي وتقسيم عدد المتلقين للعلاج في المرحلة الأولي علي جميع المحافظات بدلا من اختزالهم في 8 مراكز فقط. ويشير شعراوي إلي أن السبب وراء منح الأولوية للعلاج للمرضي الذي يعانون من درجات التليف من الدرجتين الثالثة أو الرابعة أو ما يعرف بالتليف الكبدي التام هو أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كبدية مثل الأورام السرطانية والفشل الكبدي، وهو ما سيعني دخولهم في برامج علاجية وجراحية وعمليات زرع أعلي تكلفة وأكثر خطورة علي حياتهم. كما أن الدخول في هذه المراحل والمضاعفات من الفشل الكبدي لن يجدي معها العلاج الدوائي وهذا ما ينطبق علي المترددين يوميا علي معهد الكبد والذين يصل عددهم إلي 10 آلاف و500 مريض شهريا بواقع 350 مريضا يوميا ونقوم بتسجيلهم في منظومة العلاج الجديد بينما استبعدتنا اللجنة القومية بحجة أن المعهد منشأة جامعية في الوقت الذي يستقبل المعهد 65% من مرضي المحافظة بينما تستقبل المستشفيات الحكومية 25% والمراكز الخاصة 10%. بينما طالب عشرات المرضي الذين يفترشون الأرض أمام معهد الكبد القومي بوجود مركز بالمنوفية في المرحلة الأولي للتطبيق لبعد مركزي المنصورة وكفر الشيخ حيث سيتكبدون وأسرهم معاناة كبيرة في الوصول إلي هدين المركزين اللذين سيهتمان بمرضي محافظتهما عن مرضي المنوفية. وتوضح الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة بالمنوفية أن عدم اختيار المنوفية في المرحلة الأولي مرتبط بعملية التمويل وسيتم علاج مرضي المحافظة في مراكز المنصورة وكفر الشيخ مؤكدة أن جميع مرضي الكبد يمكنهم التقدم للعلاج، وأنه سيتم في الأيام المقبلة الإعلان عن الإجراءات اللوجيستية للتسجيل والمراكز الطبية التي ستستقبل الحالات والتحاليل الطبية التي سيتم إجراؤها في المراكز المعتمدة أو التابعة لوزارة الصحة لتصنيف المرضي طبقا لدرجة التليف والأولوية القصوى للعلاج. وتطالب سرور المجتمع الطبي والمرضي بالتحلي بالهدوء والتروي خاصة أن مشروع العلاج يسير بخطي إيجابية ستعود بالنفع علي المريض المصري، وستسهم في خفض مضاعفات الإصابة الكبدية بدرجة كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة. ويوضح الدكتور أشرف الجاكي رئيس قسم المناظير بالمعهد أن استبعاد المعهد من منظومة العلاج في المرحلة الأولي فيه ظلم كبير حيث نستقبل الحالات المتأخرة علاجيا من كل محافظات مصر ونعمل وسط ظروف غير آدمية من بينها ضيق المكان الذي لا يسمح بتأدية خدمة طبية متميزة مضيفا أن مكتبه الخاص به تم وضع حالات مرضية به نظرا لعدم وجود أماكن بالمعهد مؤكدا أن المعهد يحتاج إلي دعم مادي لكي تصل خدمات المعهد إلي المترددين عليه ليس من محافظات وسط الدلتا فقط وإنما من جميع محافظات مصر ولابد من إعادة النظر في ادراج المعهد ضمن منظومة العلاج بالعقار الجديد. وتؤكد الدكتورة إيمان محمد رئيس قسم الكبد أن قائمة الانتظار لإجراء عمليات جراحية وعينات كبدية تصل لخمسة شهور مقبلة وأن المعهد يرفض استقبال أي حالات جديدة منذ عدة أشهر لضيق المكان وأن المستشفي القائم الآن يضم 100 سرير ويتردد علي المعهد يوميا 350 مريضا حالتهم المرضية متأخرة ويحتاجون إلي الدخول غير أن ضيق المكان وقلة عدد الأسرة تجعل المعهد يقوم بتحويلهم إلي مستشفيات قريبة غير متخصصة إلي أن يتم اخلاء سرير بمستشفي المعهد فكيف يتم استبعاد المعهد من المنظومة الجديدة. وتجدر الإشارة إلي أنه تم اجراء 180 عملية زراعة كبد بالمعهد من متبرعين أحياء منذ قيام المعهد بتنفيذ برنامج زراعة الكبد علي المستوي القومي وأن جميع الحالات المحولة للمعهد من المستشفيات تحتاج لعناية خاصة وأن التوسعات الجديدة بالمستشفي تضم في مرحلتها الأولي 300 سرير ويتكلف السرير الواحد 700 ألف جنيه ويحتاج المستشفي الي مبلغ 200 مليون جنيه حتى يؤدي الخدمة المنوطة به حيث أن الاعتمادات المالية لوزارتي المالية والتنمية الاقتصادية توقفت منذ سنتين. وأوضح الدكتور أحمد شيرين فوزي محافظ المنوفية أنه تم الشهر الماضي وضع حجر الاساس لمبني العيادات الجديدة للمستشفيات الجامعية بتكلفة 40 مليون جنيه والذي يتضمن غرف عمليات لزراعة الكبد ووحدة مناظير وغرف تجهيز وغرفا لاستقبال المرضي مشيرا إلي موافقة وزير التعليم العالي علي ضم 5 أفدنة لمعهد الأورام بالجامعة مشيدا بالجهد غير المسبوق وما قدمه ابناء المنوفية من جهد ومال لإقامة هذا الصرح العملاق فكانت يد تبني ويد تدافع بالرغم من الصعوبات التي تمر بها البلاد وهذا الصرح الطبي الكبير يعد نقله نوعية في مصر عامة وفي المنوفية خاصة كما يعد إيذانا بانتهاء قوائم انتظار مرضي الكبد وأوضح محافظ المنوفية أن معهد الكبد بالمنوفية سيخدم المصريين وأبناء الوطن العربي وإفريقيا كما أشار الي ان عملية زراعة الكبد بالمعهد تعد اقل تكلفة علي مستوي العام، وان المعهد مطابق لأعلي المعايير والمواصفات الدولية وان المنوفية ستظل لها الريادة دائما.