11 عاماً - تقريباً- من الأبحاث والدراسات العلمية الجادة سبقت موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ال«FDA» علي تسجيل عقار سوفالدي «sovaldi» كعلاج فعال للنوع الجيني الرابع من مرض الالتهاب الكبدي الوبائي «C» واعتمدت الهيئة ترخيص المستحضر بوزن 400 مللي جرام، علي هيئة أقراص للتداول بالولايات المتحدةالأمريكية في ديسمبر من العام الماضي، بتكلفة بلغت 84 ألف دولار أمريكي لمدة 12 أسبوعاً، و162 ألف دولار أمريكي لمدة 24 أسبوعاً. ويعمل مستحضر سوفالدي علي تعطيل عمل إنزيم «آر إن إيه بوليمرز» «R.N.BOLEMMERS» باعتباره المسئول عن تكاثر الفيروس، حيث إن هذا العلاج الجديد يستخدم بمصاحبة بعض الأدوية مثل الريبافيرين أقراص، وذلك في حالات الإصابة بالنوع الجيني الثاني والثالث لفيروس سي، وبالنسبة للنوع الجيني الأول والرابع للفيروس فيستخدم علاج سوفالدي بمصاحبة أقراص الريبافيرين وحقن الإنترفيرون، كعلاج ثلاثي للفيروس. وتستغرق مدة العلاج بالعقار سوفالدي 12 أسبوعاً فقط بما يساوي 3 عبوات من الأقراص بواقع قرص واحد يومياً، وذلك للنوع الجيني الأول والثاني والرابع للفيروس، أما النوع الجيني الثالث للفيروس فيستغرق علاجه 24 أسبوعاً بما يساوي 6 عبوات من أقراص سوفالدي. بفارغ الصبر.. انتظر أكثر من 14 مليون مريض مصري، وصول هذا العقار السحري ليخلصهم من رحلة عذاب العلاج طويل الأجل بحقن الإنترفيرون، ويقضي علي المرض الذي ينهش في أكبادهم. وزارة الصحة شكلت لجنة قومية للفيروسات الكبدية، يرأسها الدكتور وحيد دوس، وضمت نخبة من كبار أطباء أمراض الكبد والجهاز الهضمي في مصر قبل الموافقة علي استيراد الدواء، كما شكلت لجنة استشارية عليا، لوضع قواعد العلاج من مرض الالتهاب الكبدي الوبائي «سي»، باستخدام عقار سوفالدي، بعد أن تم توقيع الاتفاق النهائي علي توفير العلاج اعتباراً من شهر سبتمبر المقبل، وانتهاء تسجيله في مصر. قواعد منظمة اتفقت اللجنة علي الأسس والقواعد المنظمة للبروتوكول العلاجي، وكذلك الأولوية في علاج المرضي، ووافقت اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة وبصورة نهائية علي إصدار إخطار التسجيل لمستحضر سوفالدي باسم «سوفوسبوفير - أقراص» إنتاج شركة «جلياد» الأمريكية، ولمدة صلاحية للمستحضر عامين من تاريخ الإنتاج، وبسعر بيع للصيدليات 14940 جنيهاً للعبوة الواحدة، التي تحتوي علي 28 قرصاً، وذلك بداية من شهر سبتمبر المقبل، بينما تعمل وزارة الصحة علي تخفيض سعر بيع العبوة بالمستشفيات الحكومية ومعاهد الكبد بسعر بيع يتراوح ما بين 2100 ل2200 جنيه للعبوة الواحدة. الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أكد أن وزارة الصحة ستتلقي طلبات العلاج بالعقار الأمريكي الجديد لفيروس سي، في 15 سبتمبر المقبل، موضحاً أن الوزارة خصصت 26 مركزاً كبدياً هي إجمالي المراكز علي مستوي الجمهورية لتلقي طلبات العلاج علي أن يتم تقديم العلاج في 8 مراكز فقط كمرحلة أولي بمحافظات «القاهرة، إسكندرية، كفر الشيخ، المنصورة، المنيا، أسيوط، وبني سويف». وأشار رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إلي أنه سيتم تعميم العلاج بجميع المراكز الكبدية بمحافظات الجمهورية خلال شهر ونصف من بدء العلاج بمراكز المرحلة الأولي، مشيراً إلي أن العقار الجديد «سوفالدي» سيتم طرحه بمصر بأقل سعر بالنسبة لأي دولة أخري، مشيراً إلي أن نسبة الشفاء من علاج «سوفالدي» تصل ل90%. الدكتور أشرف عمر، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة، وعضو لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية، يوضح قواعد العلاج بالعقار الجديد مبيناً أن المرضي يتقدمون بالملفات الخاصة بهم في جميع وحدات العلاج التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، كل حسب عنوانه الشخصي المثبت في الرقم القومي، وبعدها يتم مراجعة الملفات من قبل لجان متخصصة. أولوية العلاج وتستلزم القواعد المقترحة من اللجنة الاستشارية العليا أن يكون العلاج في الفترة الأولي، مقصورا علي المرضي المصابين بالتليف الكبدي في المرحلة الثالثة والرابعة، بدون قصور في وظائف الكبد، وأن يكون السن من 18 عاماً إلي 70 عاماً. أضاف، أنه يتم تقييم المريض بعينة كبدية أو بفحص «فيبرإسكان»، وتحليل «فيبر 4» بالدم لتقييم درجة التليف الكبدي، وأن يتم عمل منظار معدة لمرضي التليف الكبدي قبل العلاج للتأكد من عدم وجود «دوالي» في المريء من الدرجة قابلة للنزف، وفي تلك الحالة يتم ربط الدوالي قبل العلاج، ولا يتم علاج المرضي المصابين بالفشل الكبدي حتي يتم تقييم هذا العلاج في هذه المجموعة من المرضي بدراسات إكلينيكية. وأشار إلي أن اللجنة الاستشارية أعلنت أنه سيتم فتح باب التقدم بالملفات في النصف الثاني من شهر سبتمبر المقبل، وبعد مراجعة الملفات مركزياً سيبدأ صرف العلاج في النصف الثاني من أكتوبر القادم في 8 مراكز، ثم يتم تعميمها علي 26 مركزاً تباعاً علي مدي 3 أشهر، وتلك المراكز هي، القاهرة «معهد الكبد - مستشفي القاهرة الفاطمية»، وفي الوجه البحري، «مركز الكبد بكفر الشيخ - مستشفي المنصورة الدولي - مستشفي القباري بالإسكندرية»، وفي الوجه القبلي» مستشفي بني سويف العام - جراحات اليوم الواحد بسمالوط - مركز الواليدي بأسيوط». وأوضح عمر، أن المرضي غير المنطبق عليهم شروط العلاج الحالية، سيتم ضمهم إلي قاعدة بيانات اللجنة القومية، وبموجب ذلك سيتم إدراجهم في العلاج في المرحلة القادمة. وقال إن العلاج من فيروس سي، يستغرق مدة 3 شهور بعقار الإنترفيرون طويل المفعول وأقراص الريبافيرين مع عقار سوفالدي، وفي حالة وجود موانع للعلاج بالإنترفيرون، يتم علاج المريض بعقار سوفالدي مع ريبافيرين لمدة 6 شهور. كما أوضح عمر، أنه سيتم طباعة الملفات الجديدة الخاصة بالمرضي وبطاقات تعريف المرضي التي ستتضمن بيانات المريض، وهي عبارة عن «صورة شخصية بطاقة الرقم القومي رقم الملف»، كما أن المرضي في المراحل المبكرة للإصابة، لا يشكل لديهم فيروس سي خطورة سريعة تستلزم تدخلاً علاجياً طارئاً. وقال الدكتور أشرف عمر، إن القواعد التي تم وضعها لعلاج مرضي فيروس سي بعقار سوفالدي، تصب في مصلحة المرضي الأكثر احتياجاً، وأن العلاج في مرحلته الأولي سيكون متوافراً ل70 ألف مواطن، نظراً لمحدودية الكمية، وسيراعي الأولوية الطبية من خلال بعض القواعد التي تحدد درجة التليف الأكثر تقدماً، والتي تعرف بالدرجة الثالثة والرابعة من التليف الكبدي، والتي تكون أكثر خطراً من المراحل الأولي. بينما أوضح، الدكتور هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد بمعهد «تيودور بلهارس»، عضو لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية، أن مريض فيروس سي، سيحصل علي عقار سوفالدي الجديد مع حقن الإنترفيرون لمدة ثلاثة شهور فقط بدلاً من الحصول علي أقراص سوفالدي مع الريبافيرين لمدة 6 شهور. وأشار، إلي أن السبب في ذلك هو قلة الجرعات، وعدم حرمان مريض آخر في حال أخذها لمدة 6 أشهر فالدولة ستنفق علي كل مريض 13 ألف جنيه تكلفة الكورس العلاجي لمدة ثلاثة شهور. لا وساطة ولفت الخياط، إلي أن العلاج لمدة 6 شهور من غير حقن الإنترفيرون يعطي نتائج مرتفعة، ولكن عيوبه هي حرمان مريض آخر بالإضافة للنفقات المرتفعة التي يتحملها المريض والدولة، لافتاً إلي أن العلاج الجديد لمرضي فيروس سي لن يخضع للوساطة أو يمكن الحصول عليه بالطرق الملتوية، والمحك الرئيسي في الحصول عليه، هو التقدم بطلب العلاج سواء كان غنياً أو فقيراً لأن الأولوية للمرضي أصحاب الحالات الأكثر تقدماً في المرض التي تتمثل في حالات بدايات التشمع الكبدي، و«2 F وF4». أضاف، أن هناك طرقاً عديدة لمعرفة درجة مرض تليف الكبد أولها عينة، والثاني بال«فيبر إسكان»، والطريقة الأخيرة بالتحاليل الطبية، مشيراً إلي أنه لابد أن يتمتع المريض بدرجة من الوعي، وأن يعي أن تقدمه في المرحلة الأولي للعلاج يحتاج مواصفات معينة لحالته المرضية ومدي تقدمها وخطورتها، لافتاً إلي أن مرضي زراعة الكلي، والكبد ينضمون للقائمة الأولي لمرحلة العلاج، وسيكون هناك مراحل أخري لباقي المرضي.