شهدت السنوات الاخيرة انتشار الأمراض في ربوع مصر. وجاء مرض الالتهاب الكبدي ليهز كيان كل اسرة مصرية خاصة في الوجه البحري. ومن العجب ان النظام السابق تعامل مع تلك الأمراض باستهانة وسلبية. وكانت النتيجة وجعاً كبيراً في أكباد المصريين. ايضا انتشرت أمراض الفشل الكلوي والسرطان. والاسباب عديدة ويعلمها اصحاب الأمر والنهي في العهد السابق. لكنهم أعطوا ظهورهم لمعالجة الهم الصحي. وتركوا مياه الصرف الصحي تختلط بمياه الشرب وبمياه ري الاراضي الزراعية. وأصبح معتادا أن تري جبالا من القمامة في كل مكان. وكان كل شيء في مصر المحروسة يؤدي إلي الاصابة بالأمراض.. وهي ادانة لنظام مبارك بأكمله.. فقد واكب هذا إهمال للمستشفيات. واعاقة حصول المرضي عن الحصول علي العلاج. "المساء" ترصد آلام الكبد المصري بين ابناء الوجه البحري. والذين عانوا أيضا من مخاطر الفشل الكلوي وغيره من الأمراض. المنوفية جمال الدين محمد: يعيش مرضي معهد الكبد بالمنوفية مسقط رأس الرئيس السابق مأساة كبري حيث يفترشون الطرقات وساحات الانتظار من أجل الدخول للعلاج وتتعدي اعدادهم في اليوم الواحد لأكثر من 500 مريض سواء للحصول علي العلاج أو صرف الدواء فقلة الامكانيات لا تفارق معهد الكبد بعد توقف الدعم. كما ان استكمال تجهيزات المستشفيات الجديدة التابعة له يحتاج إلي 200 مليون جنيه. التقت "المساء" بالمسئولين عن المعهد للتعرف علي هذه الحقيقة عن قرب.. يقول زكريا كليب شحاتة المدير العام الإداري للمعهد إن معهد الكبد منذ انشائه عام 1986 يقوم بخدمة مرضي الكبد علي مستوي جمهورية مصر العربية وبعض الدول العربية والافريقية علي مدار السنوات الماضية وذلك تأكيداً لدوره الفعال في هذا المجال. أضاف بدأ المعهد تجربته الأولي الناجحة في زراعة الكبد من متبرع في عام 1991 وكان أول مركز علي مستوي الشرق الأوسط والرابع علي مستوي العالم في هذا المجال حيث قام بتنفيذ برنامج زراعة الكبد علي المستوي القومي كأول جامعة مصرية في 28 ابريل 2003 واجريت حتي الآن اكثر من 120 عملية زراعة الكبد من متبرع حي. اشار إلي ان المستشفي القائم الآن بالمعهد يضم مائة سرير ويتردد علي المعهد يوميا حوالي 300 مريض حالتهم المرضية متأخرة ويحتاجون للحجز غير ان ضيق المكان وقلة عدد الأسرة تجعل المعهد يقوم بتحويلهم إلي مستشفيات قريبة غير متخصصة إلي ان يتم اخلاء سرير بمستشفي المعهد. كما ان هناك قائمة انتظار لاجراء عمليات جراحية وعينات كبدية وعلاج بالأشعة الداخلية ومناظير الجهاز الهضمي لخمسة شهور مقبلة والمستشفي الذي يتم تنفيذه الآن في مراحله الأولي يضم في تصميمه 300 سرير ويتكلف السرير الواحد بالمستشفي حوالي 700 ألف جنيه أي ان المبلغ المطلوب لتنفيذ استكمال المباني والانشاءات والأجهزة الطبية والأثاث يصل إلي 200 مليون جنيه. يقول الدكتور اشرف الجاكي مدير المستشفي المشرف علي قسم المناظير بالمعهد ان ضيق المكان لا يسمح بتأدية خدمة طبية متميزة. مضيفا ان مكتبه الخاص به تم وضع حالات مرضية به لعدم وجود أماكن بالمعهد مؤكدا ان المعهد يحتاج دعما ماديا لكي تصل خدماته إلي المترددين عليه ليس من محافظات وسط الدلتا فقط وانما من جميع الدول العربية والافريقية. وكذلك محافظات جمهورية مصر العربية. وتصل عمليات المناظير إلي 25 عملية يوميا نظرا لزيادة اعداد المترددين علي المعهد يوميا ونأسف عن استقبال ضعف هذا العدد. اضاف الدكتور اشرف الجاكي ان قائمة الانتظار لاجراء عمليات جراحية وعينات كبدية تصل لخمسة شهور مقبلة. اشارت احدي المشرفات علي التمريض بالمعهد إلي وجود عجز في التمريض يصل إلي 60 ممرضة مؤكدة ان المعهد لم يزد عدد التمريض منذ سنوات عديدة ونحاول مخاطبة الجامعة توفير الاعداد اللازمة فالبعض قد يظل في المعهد من طاقم التمريض 24 ساعة لسوء بعض الحالات. أكد الدكتور مجدي خليل القائم بأعمال عميد معهد الكبد القومي بشبين الكوم أن الدكتور محمد عبدالمقصود عز العرب رئيس جامعة المنوفية ارسل بخطاب رقم 1486 بتاريخ 20/4/2011 يفيد بأن معهد الكبد القومي بجامعة المنوفية من المعاهد القومية المتخصصة في علاج امراض الكبد وهو يقوم علي خدمة المترددين عليه اضافة إلي قيامه بعمليات زراعة الكبد علي مستوي الجمهورية وحيث ان علاج المرضي المترددين علي المعهد علي نفقة الدولة خصما من حساب وزارة الصحة بلغ اجمالي المديونية "العلاج علي نفقة الدولة" خلال الفترة من شهر ابريل وحتي الآن مبلغ 26 مليونا و921 الفا و377 جنيها. الأمر الذي يضعف قدرة المعهد علي الوفاء بالتزاماته تجاه المرضي. اضاف قائلاً: نظرا لارتباط معهد الكبد بالمناقصات الخاصة بشراء الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة اضافة إلي الأجهزة الطبية ومستحقات الأطباء وهيئة التمريض والتي تقدر قيمتها بحوالي 30 مليون جنيه كما طلب رئيس الجامعة من وزارة الصحة سداد تلك المديونية حتي يتمكن المعهد من الوفاء بالتزاماته. يؤكد احد العاملين بالمعهد انه نتيجة لعدم اتخاذ الاجراءات الوقائية داخل المعهد من حيث التعامل مع المرضي اصيب العديد من العاملين بالمعهد بفيروس سي. يؤكد مصدر مسئول بالمعهد انه يعاني انخفاضا في الاعتمادات المالية المخصصة لتطويره. ويستقبل المعهد 12 الف حالة شهرياً وعدد الأسرة 100 سرير فقط. بالاضافة إلي تعطل معظم الأجهزة الطبية بالمعهد خاصة مع انتشار مرض فيروس سي بين المواطنين حتي ان المرضي يفترشون أرض المعهد انتظاراً للدور. وتساءل هل يترك المرضي يفترشون الأرض بدون علاج حتي يلقوا مصرعهم. وطالب بتدخل المسئولين علي جميع المستويات بسرعة انقاذ المعهد من الانهيار.