من داخل مسجد وصلاة جنازة.. وعلي بعد50 كيلومترا دقات اجراس الكنيسة ودع الآلاف من أبناء محافظة قنا امس شهيديها في مجزرة الفرافرة محمود سلامة وأندرو ألبير وسط هتافات الالاف من المسلمين والأقباط للقصاص من مرتكبي المجزرة في جنازتين مهيبتين. البداية كانت داخل منطقة حوض عشرة بعدما خرجت ام الشهيد اندرو تصرخ في حالة هيسترية قبل ادخال جثمانه الي الكنيسة لصلاة القداس عليه وسط تدافع المئات من شباب الاقباط الذين ساروا بمسيرة بالسيارات حتي الكنيسة البطرسية مرددين هتافات ياشهيد يا شهيد احنا وراك بالملايين... يارب يارب.. دم بدم ورصاص برصاص وكانت اصعب المشاهد هي وقوف والدة الشهيد وسط شارع حوض عشرة تصرخ ابني استشهد منهم لله وهو المشهد الذي ابكي المئات من المارة واندفعوا ليشاركوا اخوانهم الاقباط في تشييع الجنازة وسط حشد مهيب في الوقت الذي غابت فيه القيادات الرسمية عن المشاركة. أندرو الذي وقف والدة الموظف بالمحكمة وشقيقيه متذكرين آخر اجازة قضاها وكيف انه كان حريصا علي ان يداعب.. الجميع يتذكر تلك اللحظات التي بددها شبح الارهاب الاسود وكيف انهم بحسب تلام عمه لم يصدقوا المكالمة التي تلقوها من صديق له في ذات الكتيبة يبلغهم نبأ استشهادة. كنيسة العذراء احتشدت بالآف من الداخل والخارج مسلمين واقباط وظهرت في المشهد فتاة تبكي بحرقة تبين أنها خطيبة الشهيد واسرتها التي كانت تستعد للعرس وهم لا يصدقون انهم يودعونه لمثواه الاخير واجازة لن يعود منها ابدا فداء لوطنه. المشهد المهيب تكرر عندما ودعت قرية الزوايدة علي بكرة ابيها شبابا وكبارا شهيدها وشهيد مصر محمود سلامة عبد العال بتكبيرات لا اله الا الله وجاءت العشرات من السيارات من ارجاء مركز نقادة علي بعد40 كيلومترا من مدينة قنا لتشارك في توديع جثمان الشهيد بعد صلاة الجنازة علي روحة داخل اكبر مساجد قريتة الزوايدة ووقف والدي الشهيد وأشقاؤه في زهول لم يقطعها الا التكبير ب لا اله الا الله.. الشهيد حبيب الله, لتودع قنا شهيديها في مجزرة الوادي الجديد وتشارك مصر حزنها في الحادث الارهابي الغاشم وتودع جثمانيهما من داخل مسجد وكنيسة الي مثواهم الاخير.