في مثل هذه الأجواء الملتهبة قبل خمس سنوات كان أكثر من نصف مليون مصري ومصرية هم ابناء وبنات دائرة أبو كبير بالشرقية يضعون ايديهم فوق يد الدكتور علي مصيلحي مرشحهم علي مقعد الفئات ويخوضون معه واحدة من اشرس المعارك الانتخابية ويحملونه فوق الأعناق الي قبة البرلمان كواحد من الرموز السياسية العظيمة التي انجبها طين هذه الدائرة العظيمة, والتي يفخر بها العمل البرلماني والشعبي في محافظة الشرقية بأكملها, مجددا موكب البرلمانيين العظام من أبناء هذه الدائرة وعلي رأسهم المرحوم الدكتور حلمي نمر رئيس جامعة القاهرة الأسبق ورئيس مجلس التعاون العربي الذي كان يضم مصر والعراق والأردن واليمن. وبالهواجس والمخاوف التي يحملها الذكاء الغريزي والدهاء الفطري لأبناء الريف كان أبناء أبو كبير يخشون ان ينساهم مصيلحي بعد ان يجلس علي مقعد البرلمان وزادت المخاوف بعد أسبوعين فقط حيث اختاره الرئيس مبارك ليكون وزيرا للفقراء في مصر كلها, وليكون أول وزير في التاريخ يتولي وزارة جديدة هي وزارة التضامن الاجتماعي, أقسم مصيلحي يمين الولاء أمام رئيس الدولة ان يكون في خدمة كل الفقراء يتولي وزارة جديدة هي وزارة التضامن الاجتماعي, أقسم مصيلحي يمين الولاء أمام رئيس الدولة ان يكون في خدمة كل الفقراء في كل شبر علي أرض مصر, زادت الأعباء علي مصيلحي ولكنه لم يكن من أولئك الذين ينسون أبناء الدائرة, بقيت الدائرة واحدا من شواغله الأساسية, لا يغفل عنها لحظة, لأنه يؤمن ان الوزير المحنك هو الذي يعيش وسط الناس, لايؤمن بالمرسيدس, ولا ينبهر بالمقرات الوزارية الفخيمة, لا تستهويه أبهة ومراسم اللقب الوزاري, حافظ علي بساطته, لديه إصرار علي ان يكون مجرد مواطن صالح لا أكثر ولا أقل, يحمل هموم المدارس, الصرف الصحي, القري الأكثر فقرا, مراكز الشباب, قضايا الإصلاح الزراعي, مشكلات التجار في الدائرة, يشجع بعض الصناعات الناشئة ويراهن علي ازدهارها, وفي مقدمتها صناعة الأثاث التي بدأت تلقي نجاحا في دائرته. خمس سنوات هي ملحمة يومية من الحياة مع مشكلات الناس وأحلامهم, يذهب إلي كل بيت ويتردد علي كل قرية, ويسمع لكل إنسان, ولايمل من كثرة الاحتياجات. علي مصيلحي وهب نفسه وعلمه ومركزه وعلاقاته لشعب أبو كبير, مثلما يفعل ذلك الليل والنهار في خدمة الشعب المصري من الاسكندرية إلي أسوان, علي مصيلحي وزيرا للفقراء, وزير المهام الصعبة, وهو نائب الشعب, نائب من المكافحين والغلابة, نائب عن الكادحين من أجل العدالة. علي مصيلحي أخلاق صلبة, لايتاجر بدينه, ولايفاخر بإيمانه, رجل لا تشوبه أية شائبة, لا يجرؤ خصم مهما كانت خصومته ان يقول عنه ما يمس الشرف والنزاهة والوطنية. مبرك لأبناء أبو كبير, هذا الرمز العظيم.