وقف عم رمضان علي جانب الطريق غاضبا, بعد أن أجبره سائق الميكروباص علي النزول بعد أن رفض زيادة في التعريفة تقدر بالضعف فبعد أنا كانت تعريفة الركوب في الفيوم خمسين قرشا, قرر السائقون رفعها إلي جنيه واحد, وهذا ما رفضه عم رمضان, ولكن الرد كان صادما للرجل ذي الستين عاما مش عاجبك الإجرة الجديدة انزل. وكان أول رد فعل لقرار الحكومة برفع أسعار الوقود, قيام السائقين بزيادة تعريفة الركوب من خمسين قرشا إلي جنيه, بينما كان رد فعل المواطنين متباين بين غاضب, وأخر صامت مثلما فعل عم رمضان, الذي رفض دفع زيادة التعريفة الغير رسمية, وعندما تحدث معه السائق بطريقة غير لائقة قرر النزول, والوقوف في الشارع رغم ارتفاع درجات الحرارة, وعمره الذي يقترب من الستين يبحث عن سائق أخر ليس مستغلا, أو مسئولا يشكو له ماحدث معه من سائق مخالف ومستغل. وفي سياق هذا المشهد يحلل المواطن الغاضب في الفيوم, تأثير ارتفاع أسعار الوقود, الذي تبعه بالفعل زيادة جميع السلع في الأسواق, وحتي تعريفة الركوب, وكل ذلك في ظل رقابة ضعيفة من الحكومة علي الأسواق وسائقي الميكروباص مما قد يزيد الوضع تفاقما وزيادة الغضب الشعبي تجاه رفع الدعم عن الطاقة مرة واحدة وهذا ما يصفه المواطن بأعباء ثقيلة لن يقدر علي تحملها وسط وضع اقتصادي متأزم وزيادة في معدلات التضخم. قال محمود عبد الرحيم, موظف, إن رفع أسعار الطاقة سيتسبب في فوضي عارمة, وغضب شعبي وذلك في ظل وضع اقتصادي سيئ, حتي المواطن البسيط الذي لا يملك سيارة سيتأثر بارتفاع أسعار السلع نتيجة رفع سعر السولار الذي يستخدم لنقل مختلف البضائع. ويري أحمد عبد المقصود, موظف, أنه يركب يوميا3 مواصلات للوصول إلي مقر عمله وكان يدفع أجرتهم2.5 جنيه وعقب ارتفاع أسعار الوقود اصبح يدفع5 جنيهات يوميا وهو ما يكبده عبئا كبيرا لا يستطيع تحمله ولا أسرته, وطالب بضرورة إلغاء قرار رفع أسعارالوقود. وفي مدن طامية وسنورس وإطسا وإبشواي ويوسف الصديق قام أصحاب السيارات الأجرة برفع تسعيرة الركوب في كافة الأماكن إلي الضعف أيضا وهو ما تسبب في حالة من الغضب الشديد لدي المواطنين خاصة ممن يرتادوان الطرق يوميا للوصول إلي مقار أعمالهم, وحدثت العديد من المشاجرات بسبب رفع تلك التسعيرة التي يراها المواطن مبالغا فيها, بينما يختلف معه السائق الذي يراها زيادة مبررة بعد إرتفاع أسعار الوقود. وقال نبيل أحمد, تاجر, إن السوق سيشهدا إضطرابا كبيرا الفترة القادمة, مشيرا إلي أنه يعمل في تجارة الأعلاف والتي تعتمد علي النقل بالدرجة الأولي, وبما أن أسعار السولار إرتفعت سيزيد ذلك من تكلفة النقل, وكذلك السولار المستخدم في المصانع, بالإضافة إلي أن التاجر مواطن عادي, سيطبق عليه أسعار الكهرباء والغاز الجديدة, بالإضافة إلي مسئولياته الاخري, فسيطر في النهاية إلي زيادة السعر علي المستهلك. وأضاف طارق محمد, مالك لمصنع طوب, إن أسعار المازوت المستخدم بشكل أساسي في مصانع الطوب التي تشهد ركود الفترة الحالية, وهو الأمر الذي سيؤثر علي سوق البناء, لأن أسعار الطوب ستشهدا ارتفاعا مؤكدا خلال الفترة القادمة قد يصل إلي200 جنيه. وسيرتفع سعر المازوت لمصانع الطوب إلي1950 جنيها للطن من1700 جنيه بزيادة حوالي15%. وأعلنت جمعيات حماية المستهلك ومنظمات مدنية بالفيوم, رفع أسعار الكهرباء والوقود, متهمة الحكومة بعدم التقدير والعشوائية, حيث أن هذه الزيادات ستتسبب في رفع أسعار كل المنتجات بنسبة تصل200%. وأوضحا في بيانات رسمية, إن الوقود والكهرباء سلعتان أساسيتان مرتبطتان بكل شئ, مشيرة إلي أن رفع أسعار البنزين والسولار يتطلب بالتبعية رفع أسعار النقل سواء للبضائع أو الأشخاص. وقال أحمد السني, منسق حركة راقب..شارك..افضح بالفيوم, إن قرار رفع أسعار الوقود, في هذا التوقيت خاطئ, نظرا للحالة الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد. وأضاف أن رفع أسعار السولار, قرارا غير مدروس ويدل علي العشوائية, لأن جميع مدخلات الإنتاج تعتمد عليه بشكل كبير, مما سيؤدي إلي رفع الأسعار لجميع المنتجات المحلية أو المستوردة. ومن جانبه قال إمام بركة, رئيس شعبة المواد البترولية بالغرفة التجارية في الفيوم, إن محطات الوقود بالمحافظة تعمل بشكل منتظم, ولم تشهد أية مشاجرات أو مخالفات, مشيرا أن هناك نقص في بنزين(80 و92), ولكن غدا سيتم حل المشكلة بعد وصول تنكات بالكميات المطلوبة. وأضاف أن تعديل الدعم سيوفر للحكومة مليارات الجنيهات لتحقيق التنمية التي سيتفيد منها جميع المواطنين, منوها أن المواطن الذي يملك سيارة كان يدعم في الموازنة بما يقرب من ثلاثة ألاف جنيه, في حين أن المواطن الذي لايملك سيارة لايحظي بهذا الدعم, وبهذه الصورة سيصل الدعم إلي مستحقيه, ولكننا نحتاج للتكاتف لإنقاذ الاقتصاد المصري لرفعة شأن البلد. وقال مصطفي القيسي, وكيل مديرية التموين بالفيوم, إن إرتفاع أسعار الوقود وخاصة السولار لن يؤثر علي السلع الغذائية وغيرها, نظرا للرقابة الصارمة التي تفرض علي الأسواق والتخفيضات التي تدعمها الدولة للمواطنين. وأضاف إن الحملات التموينية ستستمر لضبط الاسعار ومواجة جشع التجار, ووالتأكد من العمل بشكل طبيعي وقانوني داخل محطات الوقود, مشيدا بقرار زيادة أسعار الوقود لانه سيقضي علي السوق السوداء وسينعش الاقتصاد للخروج من كبوتهرعلي حد وصفه. وفي نهاية اليوم قرر عم رمضان, التوجه لمنزله سيرا علي الأقدام بعد أن رفض الإستجابة لزيادة تعريفة الأجرة فيما يري السائق أن يطالب عم رمضان بزيادة منطقية, وذلك في الوقت الذي إختلفت فيه الآراء بين أحد مسئول التموين المؤيد لزيادة أسعار الوقود ومواطن يفرض وغاضب علي قرار الحكومة. وقرر الدكتور حازم عطية الله,محافظ الفيوم,م تطبيق تسعيرة جديدة تم فيها مراعاة ظروف المواطن البسيط حيث أن الزيادة المقررة طفيفة. وجأت التسعيرة الجديدة كالأتي: النقل الخارجي( الفيوم المنيب11 جنيها بدلا من10 جنيهات, والفيوم رمسيس13 جنيها بدلا من12 جنيها) النقل الداخلي:( أجرة سيارات التاكسي3.75 جنيها بدلا من3 جنيهات, والسرفيس75 قرشا بدلا من50 قرشا) كما زادت أجرة النقل الداخلي بين مراكز وقري محافظة الفيوم بحد أقصي25 قرش لأي أجرة بالمحافظة. وقال محافظ الفيوم, إن الزيادة التي لا تمس بالمواطن العادي وأيضا تكون عادلة بالنسبة لأصحاب السيارات الأجرة بالمحافظة. وأضاف المحافظ أصدرت توجيهات مشددة لإدارة المواقف ومباحث المرور بعمل لوحات ارشادية( بنارات) بكل موقف مطبوع عليها االتعريفة الجديدة وتعلق في مكان ظاهر للجميع في الموقف حتي تصل إلي جميع المواطنين, كما يتم عمل استيكارات لكل خط وموقف بالمحافظة مكتوب عليها خط السيارات والأجرة الرسمية وتعلق علي الزجاج الأمامي بكل سيارة أجرة تعمل داخل وخارج محافظة الفيوم. كما تم التوصل مع مباحث المرور إلي غرامات أولية لمن تسول له نفسه مخالفة التسعيرة الجديدة أو مخالفة خط السير وهي كالتالي: مخالفة أول مرة:300 جنيه غرامة, مخالفة ثاني مرة: وقف الرخصة لمدة شهر, مخالفة ثالث مرة وقف الرخصة لمدة شهرين, مخالفة رابع مرة: وقف الرخصة لمدة3 شهور او سحب لوحات السيارة.