رفض الجمعية العمومية لمجلس الدولة تعيين المرأة أتعسني.. وأسعدني! أتعسني لان هناك بعض التيارات السلفية تسللت للاسف الشديد الي صفوف مؤسسات مدنية عريقة. لا أفهم علي الاطلاق دوافع رفض تعيين المرأة قاضية. لقد سمعت بعضهم يتحدث عن حجم المعاناة والمشاق التي يعانيها عضو النيابة والقضاة.. وكأنهم يشفقون علي المرأة من المشاق. هذا حديث عفا عليه الزمن. لقد تجاوزنا ذلك بالفعل. لقد اصبحت المرأة قاضية. لن تعود عجلة الزمن الي الوراء. لقد اصبحت المساواة دستورا وقانونا.
كان بودي ان يكون معنا في اجتماعات اللجنة الدولية لمكافحة التمييز ضد المرأة في جنيف بعض ممن قالوا لا لتعيين المرأة قاضية في مجلس الدولة. ساعتها سوف يشعرون بالفخر بما تحقق في مجال رد الحقوق الي المرأة. ساعتها سوف يشعرون بعدم التخلف في مجال معاملة المرأة.
وأرجو ألا يتحجج أحد بالشريعة.. فالشريعة لا تعارض عمل المرأة.. الاسلام كرم المرأة وبعض الرجال لا يريد ان يكرمها.. هذا عبث. أسعدني.. لان مصر كلها وقفت مع حقوق المرأة. كل منظمات المجتمع المدني.. الجمعيات الاهلية المدافعة عن حقوق المرأة وقفت مع المجلس القومي للمرأة دفاعا عن حقوق المرأة. أسعدني أن خرج الجميع في تلك المظاهرات احتجاجا علي رفض الجمعية العمومية لمجلس الدولة تعيين المرأة قاضية. نحن في انتظار من يرفع قضايا امام المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية رفض المرأة كقاضية.. هناك تمييز واضح.. اتركوا المرأة.. لا تجعلوا انفسكم وصايا عليها.. الدستور منحها الحق.. الدستور منع عملية التمييز ضدها.
لا تستخدموا حجة الشفقة لتقييد حريتها.. فلنفتح المجال امامها.. واذا قررت بعض النساء العمل في القضاء.. أهلا وسهلا بتحمل المشاق.. وإذا قرر بعضهن الاتجاه الي ميادين أخري للعمل فلم لا؟. لقد انتهي مشهد الهيمنة والوصاية علي المرأة الي غير رجعة. [email protected]