علي هامش مهرجان أيام قرطاج السينمائي23 نظمت أمس منظمة المرأة العربية ندوة بعنوان المرأة في السينما العربية.. الصورة والدور.. أدارها د. عماد أبوغازي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة, وشارك فيها لفيف من المخرجات والمخرجين والمنتجين والنقاد والإعلاميين من الوطن العربي. * في بداية الندوة أكد د. عماد أبوغازي أن السينما العربية لم تعط المرأة حقها كإنسانة لها حقوق وعليها واجبات.. ولكن كانت دائما تصور علي أنها تابعة ومقهورة ومظلومة وغيرها من التشبيهات التي تبتعد كثيرا عن الصورة الحقيقية للمرأة العربية.. ولذلك فعلي صناع السينما أن يعيدوا النظر في صورة المرأة التي تقدم علي الشاشة. * وقالت إيمان بلهادي مديرة مركز البحوث والتوثيق والإعلام حول المرأة بتونس الكريديف أن السينما كفن تتعامل مع المرأة من مدخل النوع الاجتماعي.. مشيرة إلي أن صورة المرأة في المنتج السينمائي العربي منذ أيام الاستعمار كانت صورة نمطية, وحضورها كان محتشما لكن مع الاستقلال والزخم التشريعي والتحولات الكبري التي عاشها المجتمع التونسي, وتواصلت إلي اليوم لنجد أن نخبا نسائية أصبحت صانعات سينما وأدخلت في وعي المجتمع التونسي أهمية دور المرأة المبدعة. وأشارت مديرة الكريديف إلي الدراسة التي أنجزها المركز سنة1998 بخصوص المرأة السينمائية بتونس وعنوانها صمتا إنهن يصورن التي صدرت في كتاب بعد ذلك.. مؤكدة ضرورة أن تتكاتف وتتضافر كل الجهود لتحسين صورة المرأة في السينما, وإعطاء صورة موضوعية للمرأة مع الشاشة حتي تصبح السينما أداة للتوعية والتوجيه داخل المجتمع, مشيرة إلي أن الثقافة التي تضعها المرأة هي رافد مهم لتنمية المجتمع ونهضة الشعوب. * وتحدث المخرج التونسي مراد بالشيخ عن المرأة في السينما من خلال فيلمه راعي النجوم مؤكدا أن الجرأة والشجاعة الذي وجدهما في فريق العمل الكاستينج جعله يغير موضوع الفيلم وشكله.. فكانت الفتيات تحكين وتبحن بأشياء كثيرة لا يبوح بها الشباب.. فالمرأة من وجهة نظره ليست موضوعا لذاته في السينما, وإنما تحضر كواقع يتحرك حولنا.. تقاسمه الحياة, ورفض أن تكون المرأة وقضاياها مجرد أفكار وشعارات في الهواء. أما المخرجة المصرية فيولا شفيق فتحدثت من خلال كتابها السينما العربية.. التاريخ والهوية.. وجاءت مداخلتها تحت عنوان سينما المرأة والخطاب في العالم العربي, حيث أكدت أن الخطاب عن المرأة دائما مرتبط بمنظومة سياسية, عن طريقها يفرض علي المجتمع هيمنة معينة من الفكر.. مشيرة إلي أن مصطلح سينما المرأة في العالم العربي له في التاريخ معان كثيرة ومختلفة, حيث كان في الماضي يعني السينما التي تبكي فيها وتكون المرأة دائما هي الضحية كذلك فالسينما التي صنعت عن المرأة والتي صنعتها المرأة نجدها مراحل مختلفة.. وبالتحديد في السينما المصرية فهي من أوائل السينما في العالم العربي التي قدمت طرحا لقضية المرأة.. وهذه الأفلام كانت مرتبطة فكريا بفكرة الحداثة والاستعمار. وأضافت أن السينما المصرية والعربية ظلت لفترة طويلة تقدم المرأة بشكل ميلودرامي أي تتحدث عن المرأة كضحية مثل الحرام وأريد حلا وغيرها.. وهي تتعامل مع المرأة باعتبارها ضحية المجتمع وليست شخصية فاعلة ويمكن أن تحارب من أجل تغيير المجتمع.. وفي أفلام أخري قدمتها المرأة نجدها تطرح شخصية المرأة متمكنة وعندها القدرة علي تغيير الظروف ومنها مثلا أفلام في مصر, والذاكرة الخفية لميشيل خليفي, وهند وكاميليا لمحمد خان وغيرها.. أما إيناس الدغيدي فترفض أن تصنع سينما عن المرأة بحجة أنها تقدم كل شيء في السينما. * المخرجة اللبنانية ديما الجندي تحدثت عن سينما المرأة.. الانتاج والتوزيع.. مؤكدة أنه لا يوجد ما يسمي سينما المرأة.. وإنما هناك سينما كفن فقط.. ولماذا تكون المرأة في السينما العربية مقموعة دائما وفي صورة نمطية!! فبما أن هناك امرأة ورجلا فالسينما للجميع ولابد من وجود الاثنين معا حتي ينجح التوزيع. * وقالت المخرجة المغربية ياسمين القصاري لابد من تغيير صورة المرأة التي تجلس في المنزل تنتظر عودة زوجها من العمل, ورغم هذه الصورة هناك طلب للحب وشراكة طويلة الأجل بين الطرفين.. ولكن في رأيي كيف للمرأة أن تكون معتزة بنفسها في مجتمع لا يعتز بنفسه!! المهم أن السينما واحدة سواء صنعها رجل أو امرأة.. * ومن جانبه تحدث المخرج التونسي فريد بوغادير عن المرأة في السينما العربية, مؤكدا أن السينما المصرية في أغلب الأفلام التجارية ركزت علي صورة المرأة المغرية, أي امرأة للإغراء فقط!! وتناست أن المرأة أكبر وأهم من ذلك بكثير, وبالتالي لابد من تغيير صورتها علي شاشة السينما. * وفي ختام الندوة طلبت النجمة إلهام شاهين الحديث مؤكدة أنها ترفض تماما مصطلح سينمائي اسمه سينما المرأة.. مشيرة إلي أن شكل المرأة في السينما العربية حاليا لا يختلف عنه في السينما العالمية, فالمرأة أصبحت موجودة في كل المجالات ولا نبحث لها عن حقوق, ولكن علي السينما العربية أن تغير نظرة المجتمع نفسه للمرأة. وقالت إلهام إن أول فيلم للمخرجة إيناس الدغيدي كان عفوا أيها القانون وكان فيه ظلم واضح للمرأة في المجتمع العربي.. وأنا قدمت في رمضان الماضي مسلسلا بعنوان امرأة في ورطة وهو يتناول وضع امرأة توفي زوجها ولكن كل الأسرة والأولاد يرفضون زواجها مرة أخري, مع أن الرجل من حقه أن يتزوج بأخري إذا أراد!! كما قدمت أفلاما مثل يادنيا ياغرامي وخلطة فوزية, وواحد صفر وكلها كانت تتناول حقوق المرأة المسلمة والقبطية.. لذلك لابد من صناعة أفلام سينمائية تغير نظرة المجتمع للمرأة وليس تغيير صورتها أمام العالم.