ولما كان ذلك وكان من المقرر قانونا ان لمحكمة الموضوع تجزئة اي دليل ولو كان اعترافا فتأخذ منه بما تطمئن إليه وتطرح ما عداه.. فمن ثم فان المحكمة تأخذ باعتراف المتهم الأول في حق المتهم الثاني هشام طلعت مصطفي من انه اتفق معه علي قتل المجني عليها وحرضه علي ذلك وساعد بان استخرج له تأشيرة السفر إلي لندن في مرحلة محاولة تنفيذ الجريمة بلندن وحجز له الفنادق التي يقيم فيها بواسطة موظفي شركاته وامده بمبالغ مالية وهو مبلغ مائة وخمسون الف يورو تلاه مبلغ عشرون الف جنيه استرليني او دعها له المتهم الثاني علي دفعتين في حسابه ببنكH.S.B.C عن طريق بعض موظفيه, كما امده بعنوانين للمجني عليها بلندن ورقم سيارة كانت تستخدمها في تحركاتها هناك, وفي مرحلة تنفيذ الجريمة بدبي طلب المتهم الثاني منه السفر إلي دبي وحجز له الفندق للاقامة, وامده بصورة من عقد شراء الشقة التي تقطن بها المجني عليها ببرج الرمال1 والذي استعان به في اصطناع خطاب وظرف نسبهما إلي شركة بوند العقارية بدبي وهي الشركة الوسيطة في بيع الشقة للمجني عليها ليكونا حيلته لدخول المبني ومقابلة المجني عليها, كما تطمئن إلي اعترافه في حق نفسه بجميع الوقائع التي اعترف بها بدءا من ظهور فكرة القتل والانتقام لدي المتهم الثاني وظروف وملابسات ذلك ثم الخطة التي اتفق عليها لتنفيذ الجريمة ومساعدته بالمال وتيسير سبل سفره لدبي من المتهم الثاني واصطناعه الخطاب والظرف ونسبتهما زورا إلي شركة بروند العقارية ليكونا حيلته لدخول المبني ومقابلة المجني عليها التي تقابل معها بالفعل, إلا أن المحكمة لا تعتد بقوله انه توجه للمجني عليها يوم2008/7/27 لتسليمها الهدية( أو يوم2008/7/24, كما قرر المتهم بجلسة2010/9/16 أمام المحكمة المحددة للنظر في أمر الحبس الاحتياطي التي قرر فيها علي حد قوله( رحت حطيت للبنت مقلب علشان هشام يشوف شغله وحطيت البرواز بس ورحت يوم24 الأسانسير اللي طلعني هو اللي نزلت فيه وأعطيتها البرواز وفهمت هشام أني حطيت لها مخدرات في البرواز وهو مقلب علشان يتحبس الراجل العراقي اللي مرافقها وهذه هي الحقيقة واتصلت بهشام ولعبت عليه). كما لا تعتد بإنكاره قتلها, بل توجه إليها يو2008/7/28 وقام بقتلها نحرا, وذلك لما ثبت من تحريات الشرطة بدبي ومصر وما شهد به مجريها العقيد خليل إبراهيم المنصوري مدير إدارة البحث الجنائي بشرطة دبي, والرائد محمد عقيل جمعة عبدالله رئيس قسم جرائم النفس بشرطة دبي, واللواء أحمد سالم الناغي وكيل الإدارة العامة للمباحث الجنائية بمصر, والمقدم سمير سعد محمد صالح الضابط بإنتربول القاهرة علي النحو السالف سرده تفصيلا والمحكمة تطمئن لشهادتهم, وما أقر به المتهم لشاهد الإثبات المقدم سمير سعد محمد الذي قام بضبطه من ارتكابه جريمة قتل المجني عليها يوم2008/7/28 لحساب المتهم الثاني مقابل مليوني دولار علي النحو المشار إليه سلفا وما سيأتي تفصيلا. ولما ثبت من مشاهدة وتفريغ اللقطات المستخلصة من تسجيلات كاميرات المراقبة في فندق الواحة وبرج الرمال1 صباح يوم الواقع7/28 والتي بان منها ان كاميرا الدور الثامن بفندق الواحة الساعة8:41:6 صباحا رصدت صورة شخص يرتدي حذاءا رياضيا داكن اللون وشورتا داكن اللون وتي شيرت داكن اللون متجه ناحية المصعد ثم استقر امام المصعد الساعة6:41:32 ثم رصد ذات الشخص بذات الملابس مرة ثانية بكاميرا الدور الاراضي اثناء خروجه من المصعد المساعة6:42:15 ثم رصدت مرة اخري بذات الكاميرا الأخيرة امام المصعد بالدور الارضي الساعة6:42:42 صباحا عائدا للدور الثامن حيث رصدت كاميرا هذا الدور اثناء خروجه من المصعد الساعة7:43:29 صباحا بذات الملابس واتجه إلي نفس الاتجاه الذي اتي منه أول الأمر قبل هبوطه للدور الأول, باستكمال المشاهدة رصد ذات الشخص اتيا من ذات اتجاه قدومه وعودته في المقاطع السابقة بالدور الثامن متجها إلي المصاعد الساعة8:28:46 يرتدي بنطال رياضي اسود اللون وتي شيرت غامق وكاسكت كاب علي رأسه وحذاء اسود وبيده اليسري حقيبة سوداء عليها علامة نايك بيضاء, ثم رصد مغادرا مصعد الدور الارضي متجها إلي صالة الفندق بذات الملابس وبهيئته السابقة ثم انه تم رصده بكاميرات برج الرمال اثناء دخوله إلي جراج البرج مرتديا ذات الملابس سالفة البيان ويحمل ذات الحقيبة وفي يده الاخري ورقة بيضاء وقد اشار له فرد الأمن علي اتجاه معين ويتضح من الصورة انه كان يستعلم منه عن مكان ما, ثم استمر في السير داخل الجراج ثم استقل احد المصاعد إلي أعلي المبني وكان اول ظهور له بعد ذلك حين تم رصده خارجا من المصعد مستبدلا ملابسه اذ ظهر مرتديا تي شيرت اسود بنقوش ورسومات علي الصدر وبنطالا رياضيا قصيرا شورت برمودة فاتح اللون ثم رصدته كاميرا فندق الواحة بذات الملابس بعد ان غير هيئته مرة اخري بخلع غطاءالرأس الكاب اثناء دخوله من الباب الخلفي للفندق وعقب اكتشاف الجريمة تم العثور علي البنطال والتي شيرت الذي ظهر بهما هذا الشخص الذي رصدته كاميرات المراقبة علي نحو ما سلف قبل استبدالهما بتي شيرت اخر وشورت فاتح حسبما ظهر في اللقطات التي تم رصده فيها خارجا من المصعد وكان قد عثر عليهما بصندوق طفاية الحريق بالطابق21 من برج الرمال مسرح الجريمة ملوثين بالدماء. واذا كان المتهم الأول محسن السكري بالتحقيقات ودفاعه امام المحكمة يحاولان جاهدين نفي واقعة القتل عن المتهم للتنصل من جريمة النكراء فقد ادلي في اقواله بجميع التفاصيل المتعلقة بالواقعة علي نحو ما سلف, وليس المتصور عقلا كما ذكر باقواله ان يقوم المتهم بالاعداد للسفر وتحضير الخطة التي نويت تنفيذها وتكبد نفقات السفر إلي دبي في ذلك التوقيت والمخاطرة بنفسه بالتوجه للمجني عليها يوم الحادث علي انه مندوب من شركة بوند العقارية أو عامل دليفري كل هذا من أجل تسليمها رسالة شكر وبرواز صور كهدية من الشركة التي ابتاعت منها المجني عليها شقتها ثبت فيما بعد خلوه من المخدرات التي قرر أول الأمر انه كان يريد وضعه في البرواز للايقاع بها, كما جاء بتقرير الطب الشرعي وشهد به الدكتور حازم كتولي اسماعيل شريف الطبيب الشرعي من ان الاصابات الموجودة بجثة المجني عليها. يمكن احداثها من مثل السكين ماركة باك المعروضة عليه, ليس من قبيل المصادفة, مما سلف جميعه تطمئن المحكمة الي ان المتهم الأول لم يتوجه إلي المجني عليها بشقتها ببرج الرماليوم2008/7/28 الا لقتلها تنفيذا الي الاتفاقه مع المتهم الثاني وتحريض ومساعدة الأخير له في ذلك وهو ما اقر به المتهم الأول للشاهد المقدم سمير سعد محمد صالح علي نحو ما سيأتي. كما ثبت من شهادة المقدم سمير سعد محمد صالح الضابط بالإنتربول المصري لدي سؤاله أمام المحكمة بهيئة سابقة والذي تطمئن المحكمة لشهادته بأن المتهم الأول محسن السكري قد أقر له عقب ضبطه بقتل المجني عليها وأن المتهم الثاني كان يريد الانتقام منها فحرضه علي قتلها وأمده بالأموال اللازمة وسهل له الحصول علي تأشيرة السفر وسلمه صورة من عقد الشقة التي تقيم فيها. وانه بتاريخ2008/7/24 سافر إلي دبي حيث وصلها فجرا وترك اغراضه بالفندق الذي نزل فيه والقريب من برج الرمال الذي تقيم فيه المجني عليها, وصباحا توجه الي البرج السكني الذي تقييم فيه المجني عليها وقام باستطلاعه ودراسة مداخله ومخارجه ثم اشتري مطواة وعقب ذلك توجه إلي شقتها صباح يوم2008/7/28 منتويا تنفيذ جريمته حاملا بيده خطابا ومظروفا كان قد اعدهما سلفا نسبهما زورا إلي شركة بوند العقارية الوسيطة في بيع الشقة للمجني عليها وشنطة تحتوي علي برواز اطار صور ليستخدمهاالمتهم كمسوغ للدخول للبرج السكني وايهام المجني عليها انه حضر كمندوب للشركة لتسليمها خطاب شكر وهدية, وطرق بابها وما ان فتحت له حتي كم فاها وضربها أول ضربة بالسكين في رقبتها حيث كانت تقاوم إلا انها لم تستطع, ولما وجد ملابسه قد تلوثت بالدماء استبدل التي شرت الذي كان يرتديه باخر ثم خلع بنطاله الذي كان يرتديه ماركةNKE حيث كان يرتدي اسفله شورت وتخلص من الملابس الملوثة بالدماء باخفائها بصندوق مهمات الحريق بالطابق21 ثم هبط وخرج مسرعا من المبني وتخلص من السكين علي شاطيء البحر وتوجه إلي فندق الواحة الذي كان يقيم فيه فحزم حقائبه وعاد إلي القاهرة حيث اخطر المتهم الثاني هاتفيا بتمام بتنفيذ الجريمة واتفاق علي للقاء بشرم الشيخ وتقابلا بالفعل حيث تسلم من المتهم الثاني حقيبة جلدية بها المبلغ المتفق عليه وقدره مليوني دولار ثمنا لتنفيذ جريمته, كما اضاف الشاهد ان المتهم الأول قد اقر له ايضا انه كان محل ثقة المتهم الثاني وهو الذي طلب منه قتل المجني عليها لهجرها له وامتناعها العودة إليه بعد ان اغدق عليها الاموال, وانه قد امده بالاموال اللازمة للسفر والاقامة بلندن لمتابعة تحركاتها وتعقبها وساعده في الحصول علي تأشيرة الدخول إلي لندن, وقد اتفق معه أول الأمر علي الانتقام منها بخطفها والعودة بها إلي القاهرة ثم تغيرت الخطة إلي التخلص منها بقتلها بطريقة تبدو انتحارا علي غرار ما حدث لسعاد حسني واشرف مروان, واكد له انه في حمايته ولن يستطيع احد المساس به اعتمادا علي نفوذه وانه اي المتهم الأول كان مقتنعا بذلك, والمحكمة تطمئن لما اقر به المتهم الأول لشاهد الاثبات سالف الذكر وقد توجه صباح يوم2008/7/24 الساعة التاسعة والنصف صباحا إلي برج الرمال الذي تقيم فيه المجني عليها وتجول في ارجاء المكان جيئة وذهابا صعودا وهبوطا عدة مرات مستخدما المصاعد وبيده ورقة وجهاز هاتف محمول تحدث فيه كثيرا ومكث بالمكان قرابة خمسين دقيقة, كما رصدت الكاميرات المتهم يوم وقوع الجريمة في2008/7/28 فقد تم رصده امام المصعد بالدور الثامن بفندق شاطيء الواحة الساعة8:28 صباحا مرتديا بنطالا طويلا داكنا وتيشرت داكنا به قلم رفيع غامق وحذاء داكن وقبعة ويحمل شنطة بلاستيك سوداء عليها علامة شركةNKE ثم شوهد هو يخرج من الباب الرئيسي للفندق في الساعة8:29 صباحا وخوله إلي جراج برج الرمال1 في الساعة8:48 صباحا مرتديا ذات الملابس سالفة البيان ويحمل ذات الحقيبة وفي يده الاخري ورقة قدمها لفرد الأمن الذي قابله في مدخل الجراج ويتضح من الصورة انه كان يستعلم منه عن الطريق, ثم استمر المتهم في السير داخل الجراج ثم استقل احد المصاعد إلي أعلي المبني وكان اول ظهور له بعد ذلك بالدور الأول فوق الارضي وهو الدور الخاص بالمحلات التجارية حيث تم رصده خارجا من المصعد مستبدلا ملابسه علي النحو السالف سرده تفصيلا وتطمئن المحكمة لشهادته, وهو ما ثبت للمحكمة من مشاهدة عرض الاسطوانة التي جمعها الشاهد من السجل علي جهاز دي.في.آر الذي يحوي المشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة والمحكمة تستخلص من مشاهدة صور المتهم يوم2008/7/24 الساعة التاسعة والنصف صباحا برج الرمال الذي تقيم فيه المجني عليها يتجول في ارجاء المكان جيئة وذهابا صعودا وهبوطا عدة مرات مستخدما المصاعد وبيد ورقة وجهاز هاتف محمول يتحدث فيه كثيرا ومكث بالمكان قرابة خمسين دقيقة, وانه كان يجري معاينة للمبني ليتعرف علي مداخله ومخارجه ويحدد المدد اللازمة لارتكاب جريمته وتسلله من المكان من عقب ارتكابها من اماكن سير آمنة بالنسبة له وهو ما جعله عند مغادرته المكان عقب ارتكاب الجريمة يهبط مترجلا للدور21 واخفاء التي شيرت والبنطال بصيوان خرطوم الحريق بالدور21 ثم يستكمل تسلله إلي خارج المبني عن طريق الدور الخاص بالمحلات التجارية والخروج من الابواب الخلفية طبقا للخطة التي وضعها لهروبه من المكان, كما تستخلص المحكمة من تغيير المتهم ملابسه وهيئته عقب قتل المجني عليها ان المتهم قد اخذ في حسبانه تلطخ ملابسه بدماء المجني عليها وهو ماحدث بالفعل أو بقصد تغيير هيئته حسبما خطط سلفا حتي لايكتشف امره. كما ثبت من شهادة الدكتورة فريدة الحاج محمد حسين الشمالي الخبير البيولوجي فيDNA والتقرير الذي اعدته انها كانت انتقلت إلي مكان الحادث اثر اخطارها به من شرطة دبي وقامت برفع عينات من التلوثات الدموية الموجودة من علي جسد المجني عليها بالطابقين21 و22 ومن علي الملابس المعثور عليها بالطابق21 من برج الرمال( التي شيرت والبنطال ماركة نايك) فتبين ان التلوثات الدموية المذكورة عائدة للمجني عليها وقد عثرت بالفتحة الامامية للتيشيرت المعثور عليه علي عينه مختلطة عائدة للمجني عليها وشخص اخر ذكر, فتم حفظ النتيجة لحين ورود عينة مرجعية للمشتبه به للمقارنة, وبمقارنة هذه النتيجة بما جاء بتقرير فحص البصمة الوراقية للمتهم محسن منير السكري التي اجريت في معامل الطب الشرعي بمصر والذي اعدته الدكتورة هبة العراقي تبين لها تطابق البصمة الوراثية لعينة دماء المتهم محسن السكري من البصمة الوراثية المختلطة المرفوعة من الفتحة الامامية للتيشيرت المعثور عليه بمكان الحادث, وبعرض الملابس المذكورة عليها قررت بانها ذات الملابس المعثور عليها والتي اجرت عليها الفحص في المختبر الجنائي في دبي, واضافت بان القميص المشار إليه التيشيرات ماركة بروتيست كما اشارت إليه في التقرير, كما هو مدون علي ياقة القميص من الامام والخلف, وانها قد ضمنت التقرير المعد بمعرفتها تلك النتائج, كما وشهدت الدكتورة هبة محمد العراقي مدير إدارة المعامل المركزية الطبية الشرعية بمصر انها قامت بفحص البنطلون والتيشرت المعثور عليهما بمكان الحادث فتبين لها وجود تلوثات دموية علي تلك الملابس وهي خاصة بالمجني عليها طبقا للنتائج التي انتهي إليها تقرير المختبر الجنائي بدبي والذي اشار في ذات الوقت إلي انه قد تم العثور علي بصمة مختلطة بالفتحة الامامية للتيشيرت المضبوط عائدة للمجني عليها واخر ذكر, وبأخذ عينة دماء من المتهم محسن السكري وإجراء الابحاث اللازمة لاستخلاص البصمة الوراثية تبين ان البصمة الوراثية المختلطة المشار إليها بتقرير المختبر الجنائي بدبي هي خليط من البصمة الوراثية للمجني عليها والمتهم محسن السكري, وان التقرير المعد بمعرفتها قد تضمن ذلك, واضافت ان قيام الكلب البوليس بدبي باشتمام الملابس المعثور عليها لاجراء عملية الاستعراف لاتفسد اثار العينات العالقة بالملابس والتي يتم تحليلها لاستخلاص البصمة الوراثية, والمحكمة تطمئن لشهادتهما وتقريريهما, الامر الذي يجزم بان المتهم الأول محسن السكري هو الذي قتل المجني عليها.