وكأنما كانت جهود التسوية الفلسطينية الاسرائيلية تحتاج الي هذا الارجاء المسبب من الجانبين الاسرائيلي أولا ثم من الجانب الفلسطيني ثانيا في فترة تم ترك الأمور فيها تتصاعد مرة أخري بوتيرة أصبحت تعتمد علي التحريك الخارجي من جانب الولاياتالمتحدة. حقيقة أن الجانب الفلسطيني أظهر عدم جدوي الاسلوب الحالي في التفاوض عقب الهجمة الاستيطانية الاسرائيلية مع ابداء الفلسطينيين اهتماما بتأكيد أهمية أن تكون المفاوضات مجدية مع تعديل اسلوبها البدء بالحدود ثم الأمن, فضلا عن الاشارة الي امكانية اللجوء للجمعية العامة ومجلس الأمن لتوضيح الدولة الفلسطينية في حدود عام1967, خاصة مع تحميل واشنطن أطراف المنطقة مسئولية ايجاد الحلول لاستباق الجمود والدفع باتجاه التفاوض, واقرارها بالهدف في التوصل الي اقرار دولة فلسطينية في النهاية وتكرارها علي عدم شرعية الاستيطان, الا أن اسرائيل قد حاولت قلب الطاولة علي الجميع أخيرا وذلك من خلال بعض التحركات بدأ أولها في ظهور رئيس الوزراء الاسرائيلي علي أنه من يكبح جماح الاستيطان حتي الآن وثانيا بتأكيد مصادر تل أبيب الاتجاه لاعداد ترتيبات مضادة في حالة اعلان السلطة الفلسطينية بشكل أحادي اقامة دولة فلسطينية مستقلة. تقودنا رحلة التسوية بذلك الي محطة واشنطن من خلال اظهار بنيامين نتنياهو حرصه علي زيارة الولاياتالمتحدة مطلع الشهر القادم كمحاولة يظهر بها رغبته في الخروج من أزمة المفاوضات المتعثرة مع وعود قدرت معها جريدة يديعوت أحرونوت امكانية اعلان استئناف المفاوضات خاصة مع فرض قيود علي البناء في المستوطنات, لا سيما ما هو معروف من استمرار الاجتماعات بين وفد نتنياهو ومستشاريه الموجودين في الولاياتالمتحدة مع المسئولين الأمريكيين للتوصل الي حلول أو معادلة تسمح باستئناف التفاوض والاستجابة للمطالب الأمريكية في هذا الشأن فضلا عما هو متوقع من ابداء كرم أمريكي في حالة التجاوب الاسرائيلي. المهم أن الجانب الفلسطيني والذي يصر علي ضرورة توافر ظروف موضوعية تضمن أن يحقق ايجابيات في المفاوضات المباشرة مازال يعاني من بعض التشوهات الشكلية بدأت بصورة أكثر وضوحا في تأثير ما ألم بالموقف السوري الفلسطيني من سلبيات عقب المشادة التي جرت في مؤتمر سرت الأخير بين الرئيس الأسد وأبومازن فضلا عن التوتر الذي تبدو شواهده في عدم اكتمال الحوار الفلسطيني حول المصالحة وما يبدو من تعرضه لمشكلات تحول دون تحديد موعد جدي للاتفاق حول مكان وزمان اتمامه خاصة أن دمشق كانت المدينة الرئيسية المرشحة للإعلان النهائي. الغريب ان التطورات المنتظره علي المستوي الدولي تجعل من اسرائيل أكثر اقترابا لاظهار عدم التعارض مع رغبة واشنطن لاستناف الحوار بينما هناك المزيد مما يقال بالنسبة للجانب الفلسطيني سواء من حيث المرجعيات المطلوبة أو مدي تأثير الاتجاهات والمواقف الداخلية بين كل من فتح وحماس علي جملة موقفه, فضلا عما قد يثار بشأن تأثير التجاذبات السياسية للعلاقات الفلسطينية سواء ببعض الدول العربية أو بعض القوي الاقليمية.