التاريخ يعيد نفسه بنفس الصورة والملابسات حتي لو اختلفت الوجوه.. وها هو تنظيم الاخوان المحظور قانونا يلوح باستخدام العنف بشكل صريح ومعلن وكل يوم يخرج علينا تصريح جديد أو فتوي مبتكرة من قيادات وشيوخ الاخوان تبرز العنف الذي قد يتورط فيه أعضاء الجماعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. قيادات الاخوان في تصريحاتهم وفتاويهم يرون أن العنف ضد مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع خلال الانتخابات جهاد. آخر هذه الفتاوي صدرت عن عبدالرحمن البر عضو ما يسمي بمكتب ارشاد الاخوان والمفتي الجديد للجماعة وقدم فيها رؤية شرعية للاخوان لتبرير العنف في الانتخابات علي اعتبار أن مرشحي الاحزاب ومختلف القوي الوطنية يمثلون الباطل وعلي الاخوان ان يتصدوا للباطل واتباعه. بل ان البر اعتبر أن الموت في سبيل الانتخابات شهادة. وبرغم أن عبدالرحمن البر نفي الفتوي السرية المنسوبة إليه التي نشرتها مجلة المصور في عدد الاسبوع الماضي فان فتواه السرية لم تكن وحدها التي كشفت عن توجه الاخوان للعنف بل إن اعضاء ونواب الاخوان في البرلمان كشفوا عن تخطيط الاخوان للعنف بتصريحات معلنة لاتحتمل التكذيب لأنهم كتبوا ذلك في مواقعهم الالكترونية. وخرج علينا النائب الاخواني حمدي حسن في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية قال فيه إن الانتخابات قد تشهد أعمال عنف غير مسبوقة. تصريح حمدي حسن فتح الباب لسيل من التصعيد الاخواني في اتجاه العنف في صورة مقال لسعد عمارة مسئول المكتب السياسي للاخوان والمرشح عن الجماعة في دمياط ونشره موقع اخوان أون لاين وكشف فيه عن جزء من مخطط الاخوان في إدارة الانتخابات عن طريق حشد الاطفال والنساء أمام لجان الاقتراع وتجميع الرجال امام لجان الفرز والاستعداد للمعركة الانتخابية. بينما خرجت علينا المدونات الاخوانية الشبابية لتكشف عن جزء آخر من مخطط الاخوان في استخدام العنف وفيه دعوة لتوفير عدد من شباب التنظيم من أصحاب اللياقة البدنية العالية ليتم استخدامهم كقوات ردع في يوم الانتخابات. هذا جزء مما طرحه الاخوان في العلن بينما يتم ترتيب إجراءات أخري لاستخدام العنف في الانتخابات كشفت عنه مصادر داخل الجماعة تتمثل في قيام التنظيم بإعداد عناصر من كتائب الاخوان. الكتائب إحدي تشكيلات التنظيم الداخلية يتم تدريب هذه العناصر علي التعامل مع أي احداث عنف في الانتخابات سواء بالاقتحام أو المواجهة في الدعاية أو أثناء سير الانتخابات ويتم تخصيص عدد منهم يكون علي استعداد لاستخدام العنف يتولون أمر كل لجنة انتخابية. ما نقله مصدر الاخوان يتفق مع ما قاله النائب الاخواني عباس عبدالعزيز النائب في محافظة السويس في تصريح له لجريدة الشروق عن استعداد الاخوان لتقديم آلاف الشهداء في الانتخابات وأنه يستعد لشهيد علي كل صندوق انتخابي. وتعد نقطة لجوء الاخوان للعنف أو التلويح به كما يؤكد البدري فرغلي أمين عام حزب التجمع نتيجة شعور قيادات التنظيم بانحسار شعبيته وكذلك رفض الناس والجماهير الشعارات التي يرفعها خاصة الشعارات الدينية التي لاتحقق أي شيء للجماهير وأكد أن تجربة الاخوان البرلمانية من خلال88 نائبا في مجلس الشعب الحالي كانت فاشلة ولم يقدم الاخوان أي شيء ولم يقوموا بدور الرقيب علي الحكومة بل كانت الحكومة رقيبهم عليهم. وأضاف فرغلي: أعتقد أن لغة التهديد بالعنف من جانب الاخوان هي محاولة منهم لتقديم تبرير مسبق في حالة فشلهم في الانتخابات المقبلة. وقال فرغلي إن الاخوان عليهم أن يقدموا برامج يقنعون بها الناس بدلا من السعي وراء الرصاص والمتفجرات موضحا أن الشعب المصري لن يقبل ذلك لأن العنف اكتوينا به جميعا وسوف يتصدي الناس لمحاولات عودته مرة أخري. وأشار البدري فرغلي إلي أن العنف مرفوض ليس ضد الدولة ولا فئات الشعب بما فيها الاخوان فقط بل ضد الحكومة ايضا لأن المقاومة والتغيير يكونان بالطرق السلمية. وأكد فرغلي ضرورة التصدي لدعوات الاخوان باستخدام العنف قائلا إن الكل سيخسر حتي لو كانت هناك معاناة من ظلم مؤكدا أن العنف سيأتي بخراب ولن يأتي بإصلاح أو تغيير. وفي السياق نفسه قال أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري إن تلويح الاخوان باستخدام العنف وأنهم علي استعداد لتقديم الشهداء في الانتخابات كلام غير محترم من تنظيم يفترض فيه أن يؤمن بالممارسة السلمية للسياسة. وأضاف أحمد حسن أن الانتخابات عملية ديمقراطية, حتي لو وقعت فيها تجاوزات, فليس معني ذلك أن نلجأ للعنف, لأن الديمقراطية ستتحول هكذا إلي البلطجة واستخدام الدراع علي حد وصفه . وأكد حسن أن الإخوان إذا كانوا يسعون إلي مساعدة الشعب المصري, فعليهم أن يصرفوا الأموال التي يبذرونها في الانتخابات لمساعدة الناس.. مؤكدا أن التنظيم يرصد في بعض الدوائر مبالغ تصل إلي10 ملايين جنيه, فأين مصلحة الوطن عندما يصرفون هذه الأموال؟. ومن أين جاءوا,وبكل هذه الأموال التي تصل إلي ما يزيد علي عشرة آلاف فرصة عمل للشباب. المحامي عصام شيحة عضو اللجنة العليا لحزب الوفد قال: إن لغة العنف بدأت تزداد مع الانتخابات البرلمانية, ولغة الإخوان في التلويح بالعنف تجعلنا نعتقد أننا مقدمون علي معركة حربية, وليست معركة انتخابية. ودعا عصام شيحة الدولة لاستخدام القانون, مؤكدا أن التراخي في تطبيق القانون أغري البعض بأن يتحدث عن استعداده لتقديم10 آلاف شهيد. وأضاف شيحة: هذا أسلوب خطير بداية من استخدام كلمة شهداء, وكأن الإخوان يدعون أنهم تنظيم مقدس يحاربون الأحزاب الخارجة علي الدين. وقال شيحة إن تصريحات الإخوان تؤكد المبدأ الانقلابي في تفكيرهم واستراتيجيتهم وأنهم يعتبرون الديمقراطية مجرد وسيلة يصلون بها للحكم, وعندما يتمكنون من ذلك سينقلبون علي تلك الديمقراطية. وفسر عضو الهيئة العليا لحزب الوفد جراءة الإخوان في التلويح باستخدام العنف بشكل مباشر, بأنها تعود في الأساس لتراخي الجميع في مواجهتهم والتعامل معهم بحسم. وقال إن الجميع تهاون مع الإخوان عندما تركوا لهم الحق في أن يرفعوا شعارا طائفيا وهو الإسلام هو الحل, مضيفا أن اللجنة العليا للانتخابات عليها أن تستخدم حقوقها الدستورية, والقانونية, وتمنع أي مرشح يرفع شعارا طائفيا وتلغي أي انتخابات يستخدم فيها شعار ديني. حتي لا يحدث انفلات في الأمور, ونري أنفسنا أمام أحداث عنف حقيقية في الانتخابات. من جانبه قال الكاتب الصحفي صلاح عيسي, رئيس تحرير جريدة القاهرة, إنه مع سخونة الانتخابات ترتفع حرارة المواجهة السياسية, وأضاف: اعتقد أن تصريحات الإخوان تكشف عن التوتر داخل التنظيم, وأنهم يدركون صعوبة موقفهم في الانتخابات بعد أن حدث نوع من الرفض الشعبي لفكرة استخدام الشعارات الدينية. وأوضح عيسي أن الإخوان ربما يعتقدون أن التلويح باستخدام العنف سوف يعطي مبررا لهم للتشكيك في الانتخابات, وقال: ولكنني أري في الحقيقة أن هذا التلويح يكشف عن أزمة ضعف داخل التنظيم, ولذلك أدعوا العقلاء داخل الإخوان لأن يدركوا خطورة ما يخرج من تصريحات وتصرفات من عناصر التنظيم. وذهب الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إلي أن كلام الإخوان عن استخدام العنف في انتخابات مجلس الشعب المقبلة يهدم الديمقراطية, وقال: حتي لو كان هناك تلاعب في الانتخابات أو تزوير, فإن مواجهة ذلك تتم بالقضاء أو الدعوة للمراقبة المدنية, موضحا أن دعوة الإخوان تعد تعزز مبدأ التغيير بالعنف وهو ضد الديمقراطية, مؤكدا أن الانتخابات ليست انقلابا. وأكد جهاد دعوة أن ما يحدث يذكرنا بطريقة النازي الذي كان يريد حرق البرلمان لأنه يعتبر ذلك وسيلة للانقلاب, قال إن طريقة تفكير الإخوان مثل أسلوب النظم الفاشية التي تتبني التغيير بالعنف والدماء. ودعا عودة الجميع إلي التصدي لمحاولة الانقلاب التي يروج لها الإخوان علي مبدأ الديمقراطية, وكذلك التصدي لاستخدام الدين في السياسة, وقال كلنا سنخسر ولا يجب السكوت علي ما يقال فالإخوان يعلنون صراحة أنهم تنظيم عسكري يقدم الشهداء في مواجهة المختلفين معه, وأن سكتنا علي هذه التصريحات اليوم ربما سنفاجأ خلال أيام أو أشهر بمن ينفذ عمليات ضدنا.