في وسط انهماكنا بمناقشة قضية إغلاق بعض القنوات الفضائية في مصر انفجرت قضية إعلامية علي قناة فوكس الأمريكية اليمينية الشهيرة بمناسبة ملاحظات سلبية ذكرها المعلق السياسي الشهير جون ويليامز عن المسلمين. وكان الإعلامي بفوكس بيل أورلي قد أثار جدلا الأسبوع الماضي علي برنامج ذي فيو بعد أن ذكر جملة أن المسلمين قتلونا في11 سبتمبر وهي الجملة التي أدت الي أنسحاب مقدمي البرنامج جوي بيهار ووبي جولدبرج من الاستديو. يوم الإثنين الماضي وجه أورلي سؤالا الي ويليامز عما اذا كانت هناك معضلة خاصة بالمسلمين في الولاياتالمتحدة رد عليه المحلل السياسي لشبكة الراديو الوطنية أن بي آر والمشارك في برامج فوكس نيوز بالموافقة وقال: إن شيئا مثل هذا موجود وأضاف بأن التصحيح السياسي يمكن أن يؤدي الي نوع من اللخبطة حين لا تخاطب الحقيقة. وقال ويليامز: أنا أعني أنظر يابيل أنا لست متعصبا وانت تعلم نوعية الكتب التي ألفتها وما كتبته عن حركة الحقوق المدنية في هذه البلاد.. ولكن حينما أسافر وأدلف الي الطائرة وأري بعض المسلمين الذين يميزون أنفسهم.. أبدأ في الشعور بالقلق وتنتابني العصبية. شبكة الراديو الوطنية أن بي آر لم تنتظر تفكر.. بادرت علي الفور بإنهاء عقد جون ويليامز علي الفور وفصلته من المحطة رغم أنه واحد من المشاهير في الولاياتالمتحدة. ولمن لا يعلم فإن شبكة الراديو الوطنية تمتلكها الحكومة الأمريكية ويمولها دافع الضرائب الأمريكي ولديها تقاليد صارمة تمنع إثارة الكراهية ضد أي دين. الغريب في الأمر أن العالم الإسلامي لم يعلق علي تلك الواقعة ولم تلفت انظار أحد رغم أن محطة الراديو الأمريكية انتصرت للإسلام ولم تسمح بأي تعليقات سلبية تمر هكذا بدون عقاب. بطبيعة الحال القصة لم تنته عند هذا الحد.. أنصار اليمين الأمريكي احتجوا علي قرار الفصل. لكن ما يتبقي أننا في العالم الإسلامي انتقائيون.. ونثير الضجة علي إغلاق قنوات تسمح ببث الكراهية ضد الآخر علنا بدعوي حرية التعبير.