بعد ستة وأربعين عاما اجدني وجها لوجه مع رسام الكاريكاتير رجائي ونيس الذي يعد واحدا من انبه من خرجته مدرسة روزاليوسف من رسامين وصحفيين وكتاب, واللقاء لم يكن وجها لوجه ولكن من خلال كتابه الذي صدر له اخيرا والذي اختار له عنوانا من وحي سنين طوال امضاها في اليابان دارسا وعاشقا لهذا البلد الجميل والكتاب أنا واليابان ورحلة المصير يحكي فيما يشبه السيرة الذاتية ويتسق في نفس الوقت مع أدب الرحلات يلقي الضوء علي اليابان بلدا وشعبا فمن سلوكيات لأهل هذا البلد تتسم بالدقة المتناهية وبذل العرق والجهد في سبيل الوصول إلي الكمال في كل شيء إلي انماط العمارة اليابانية إلي فنون تنسيق الحدائق والزهور. بالطبع يحفل الكتاب بالكثير من الرسوم الكاريكاتيرية التي ابدعها قلمه, ان الكتاب يعتبر تجربة فريدة عاشها رجائي في بلاد الشمس المشرقة تجربة ابعدته كثيرا عن مصر وليل القاهرة وكواليس صحافتها, بالطبع يحفل الكتاب بالكثير من الرسوم الكاريكاتيرية التي ابدعها قلمه, ان الكتاب يعتبر تجربة فريدة عاشها رجائي في بلاد الشمس المشرقة تجربة ابعدته كثيرا عن مصر وليل القاهرة وكواليس صحافتها, وأقول ان اللقاء مع رجائي ونيس من خلال كتابه هذا يأتي بعد لقاء لنا في طوكيو منذ ستة وأربعين عاما ابان دورة الألعاب الاولمبية التي نظمتها اليابان تنظيما رائعا مبهرا حتي انني استطيع القول بأنني لم انبهر بدورة اوليمبية من بين الدورات الست التي قمت بتغطيتها إعلاميا لميكروفون الإذاعة المصرية سوي دورة طوكيو واللقاء ولم يكن مصادفة ولكنه كان مدبرا ومتفقا عليه قبل بدء الدورة ببضع ساعات فقد فوجئت باتصال هاتفي من الأستاذ احسان عبدالقدوس يدعوني علي عشاء في روف فندق سميراميس القديم ليتحدث معي في أمر سفري إلي طوكيو وطلب مني ان ابعث بمقالات وربيورتاجات صحفية لمجلتي روز اليوسف وصباح الخير, وعلي مائدة العشاء حدثني الاستاذ احسان عن المهمة التي يريد مني القيام بها قائلا انه يطلب ان اكتب أربعة تحقيقات صحفية عن الدورة لمجلة روزاليوسف ومثلها لمجلة صباح الخير وانه يطلب ان اذهب اليه في صباح اليوم التالي إلي مكتبه ليعطيني خطابا لرسام الكاريكاتير رجائي ونيس الموجود في اليابان لكي يقوم بمصاحبتي في ملاعب الدورة ويرسم عدة رسوم كاريكاتيرية للأبطال الرياضيين ولمواقع احداث الدورة التي سأكتب التحقيقات عنها وكان ان اعطاني يرحمه الله خطابا مفتوحا موجها إلي رجائي وقال لي انه عندما اصل إلي طوكيو واتعرف علي مقر اقامتي اكتب ذلك واضعه في الخطاب الذي عليه عنوان رجائي ثم ارسل الخطاب بالبريد, وبالفعل لم تمض الا ثلاثة أيام حتي وافاني رجائي من مقر اقامتي في بيت الصحافة في طوكيو وكان المقر عبارة عن عمارة ضخمة استوعبت شققها حوالي الف من رجال الإعلام مكتوبا ومرئيا ومسموعا, لم أكن أعرف رجائي شخصيا وتم التعارف من خلال مكتب استقبال بيت الصحافة وكان شابا هادئا وديعا, قال لي إنه يعيش في مدينة طوكيو التي لها نفس حروف طوكيو العاصمة وانه يدرس المزيد من فن الكاريكاتير وامضي معي رجائي يومين قمنا خلالهما بالتجوال في القرية الأوليمبية وفي ملاعب الدورة ورسم العديد من لاعبي مصر والأبطال العالميين كما رسم اسكتشات لحمامات السباحة واجهزة الجمباز ومضمار العاب القوي وسلمني رجائي رسوماته وارتحل عائدا إلي طوكيو ومنذ ذاك التاريخ انقطعت الصلات وكنت اذكره بين الحين والآخر عندما اتطرق لذكريات دورة طوكيو الأوليمبية سنة1964 وهاأنذا التقي برجائي ونيس ولكن عبر كتابه الجميل, أنا واليابان ورحلة المصير. وهاأنذا التقي برجائي ونيس ولكن عبر كتابه الجميل, أنا واليابان ورحلة المصير.