يمكن أن نطلق عليها أي شيء غير أنها مباراة في كرة القدم بين فريقين كبيرين وفي بطولة هي الثانية علي المستوي القاري, بل الأقرب أن نقول إنها مباراة في كرة اليد بحكم أن هدفها الوحيد جاء بضربة يد أو أنها مباراة في المصارعة الحرة بعد أن شاهدنا لاعبي الفريقين يجرون وراء بعضهم ويركلون بعضهم بالأيدي والأقدام, أو أنها مباراة في الملاكمة بعد أن فقد محمد بركات أعصابه ووجه لكمة قوية للاعب الترجي التونسي نال عليها الكارت الأحمر الغريب الذي جعل فريقه يلعب اللقاء بعشرة اللاعبين ويفقد القدرة علي التعويض! وبداية لابد من الاعتراف بأن الحكم وإن لم تكن له أخطاء مؤثرة باستثناء هدف إينرامو' لمزور' كما فعل الحكم الليبي في لقاء الذهاب بالقاهرة في هدف محمد فضل إلا أنه لم يكن علي مستوي المباراة ولم تسعفه خبرته في السيطرة علي الموقف بعد أن تملكت الحساسية من لاعبي الفريقين الشقيقين وتعاملوا علي أنهما أعداء بالرغم من كلمات وحفلات الحفاوة والترحيب سواء في القاهرة أو تونس! والحكم لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال سببا في هزيمة الأهلي وخروجه من دور الأربعة واستمرار ابتعاده عن بطولة العالم للأندية لأن الفريق لم يكن علي المستوي الفني الذي يؤهله ليس للفوز وإنما حتي للحفاظ علي النتيجة التي حققها في القاهرة بفوزه1/2, وإنما ظهر الفريق متباعدا, وبدا غير قادر علي فهم منافسه وبالتالي عدم القدرة علي التعامل معه, ولا أعرف أين ذهبت الخبرة الإفريقية والدولية, وأين كان الجهاز الفني الذي لم يستطع أن يحافظ علي هدوء اللاعبين, وكأنه لم يقل لهم قبل المباراة كيف يلعبون وكيف يعودون للمباراة إذا ما تأخروا بهدف, وكيف لا يتعاملون مع الحكم- ما كانت قراراته بهذه الصورة التي أساءت للأهلي أخلاقيا بعد أن فقد هيبته الفنية ؟!.. النهاية كانت متوقعة.. ولكن تبقي المرارة في الحلوق والحزن في القلوب علي فريق كانت إفريقيا كلها ترهب جانبه وتعمل له ألف حساب!